Wednesday  16/02/2011/2011 Issue 14020

الاربعاء 13 ربيع الأول 1432  العدد  14020

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قلّ أن تجد انهياراً مفاجئاً في الأنظمة السياسية، أو سقوط دولة من الدول، أو تفككها إلى أقاليم ودويلات إلا ويسبقها انهيار، أو انحلال في القيم الدينية، وتراجع في المبادئ الأخلاقية، بل وحتى الدول التي قامت على إصلاحات دينية وانحرفت في أهدافها ومنهجها لم تكن بمنأى عن التشرذم والتفكك، والتطاحن والتناحر، ووقفة عجلى على (تاريخ الفكر الأوربي الحديث)، تستخلص منه بعض الفجوات في الحركات الإصلاحية المبطنة، وحتى ولو كان ذلك في بيئات غير بيئاتنا، إذن التلازم بين القيم والسياسة تم رصده منذ أمد طويل، ورصدت التغيرات التي شابت حركت التاريخ تثبت أنه كلما طغى جانب على آخر، أو حاول التخلي عنه دبّ الصراع، وتفاقمت المشكلات وتشعبت. ويعد (ابن خلدون) في مقدمته سابقاً في ذلك الطرح حينما قال: (إذا تأذن الله بانقراض الملك بأمة حملهم على ارتكاب المذمومات، وانتحال الرذائل، وسلوك طريقها...)، وإلى ذلك التفت أحد كتاب الغرب حينما قال، وهو يحلل واقع العالم العربي (العرب هووا عندما نسوا فضائلهم التي جاؤا بها، وأصبحوا على قلب متقلب يميل إلى الخفة والمرح والاسترسال بالملذات...).

مرات عديدة انتقد النهج السياسي في المملكة العربية السعودية، وارتأ غير نفر من الناس أنه يمثل نظاماً رجعياً متخلفاً، غير قادر على التعايش مع الغير في العصر الحديث، وغير مؤهل لمواكبة التطور الحضاري الذي يعيشه العالم، ولم تكن تلك الاتهامات صادرة من أجندة غربية، بل آزرتها أصوات مأجورة في العالم العربي، ودارت في فلك تلك الأطروحات والدعوات. بقيت هذه البلاد ثابتة على مبادئها وقيمها التي تأسست عليها، وآمنت بها دستوراً صالحاً للحياة الدنيوية والأخروية.

اليوم نرى دولاً بدأت أنظمتها تتهاوى، وأخرى لم تكن بالتماسك الذي يشفع لها بالبقاء، أو القدرة على مواجهة المخاطر والتحديات، وعلى وقع تلك الكوارث، أو الحوادث ظهرت أصوات تحلل الواقع، وتعود لدراسة التاريخ من جديد، وتحاول الاستفادة من تجارب بعض الأنظمة المحافظة على القيم، وكيف وازنت في منطلقاتها الحضارية والعصرية.

في العالم العربي والإسلامي تجارب معاصرة تستحق الوقوف، في المملكة العربية السعودية، في ماليزيا، في تركيا، هذه الدول بعضها حافظ على نهجه الذي تأسست عليه، والبعض منها استدرك فيما بعد، وأثبتت قدمها بن الشعوب والحضارات في فترات وجيزة في التاريخ. كل دولة من هذه الدول تحمل سمة أجزم أنها تتميز عن غيرها، لكن يجمعها عمل مشترك يكمن سبقها للغير بخطى مدروسة متوازنة.

(من أرض الكنانة)

يقول حافظ إبراهيم:

لمصرَ، أم لربوع الشام تنتسبُ

هنا العلى، وهناك المجدُ والحسبُ

إذا ألمّت بوادي النيل نازلةٌ

باتت لها راسيات الشام تضطربُ

لولا رجالٌ تغالوا في سياستهم

منا ومنهم لما لمنا، ولا عتبوا

رحم الله حافظاً، وسقياً لتلك الأيام، وذلك التاريخ.

dr_alawees@hotmail.com
 

أوتار
مقومات الحضارة
د. موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة