Wednesday  16/02/2011/2011 Issue 14020

الاربعاء 13 ربيع الأول 1432  العدد  14020

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

رب مصر يحفظ مصر، ويحميها من كل تبعات الأيام القادمة، وسواء بقي حسني مبارك أو رحل فمصر باقية في قلب العالم العربي الذي تسمرت عيناه طيلة ثمانية عشر يوما أمام ميدان التحرير خوفا على مستقبل هذا البلد الضرورة حتى تنحى الرئيس تحقيقا لرغبة الجماهير المعتصمة والمطالبة بإصلاحات في النظام والدستور

والسياسة الداخلية وعلاج قضايا الفساد، ليست القضية تنحي رئيس ولا تربع آخر على الكرسي بل القضية بقاء مصر في مسرح الأحداث السياسية وقضايا الأمة الكبرى كما كانت، والموجع في هذه المرحلة من تاريخ مصر الحبيبة أن الجميع تدخل في شؤون مصر الداخلية ابتداء من الأشقاء العرب وانتهاء بتصريحات البيوت الملونة في صورة تنذر بالخطر حينما لا تحترم السياسة والدبلوماسية أروقتها وأسرارها فتأبى إلا أن تفضح نفسها بمواقف الخذلان أو وثائق ويكيلكس المسربة بشكل مقزز ومقرف حتى أصبحت تكفر العشير لأسباب تافهة تؤكد أنه يجب على الحكومات أن تتصالح مع شعوبها دون أن تعول على الدعم الخارجي الذي أثبت أنه سيتخلى عنها وقت الحاجة إن لم يتدخل في شؤونها بشكل سلبي كما حدث في مصر بحجة رغبة الجماهير المغلوب على أمرها...

إن الجميع يحترمون خيار شعب مصر ويبكون على شبابه وضحاياه، ويدركون أهمية تحقيق مطالبه الشرعية وتطلعاته دون مزايدة من أحد، ويتمنون في الوقت نفسه من البقية الاستفادة من التجربة المصرية التي أثقلت كاهل القيادة في مصر بملفات الفساد والبطالة والاستئثار وحينما أرادت فتحها وعلاجها كان الوقت قد انتهى....

نعم يجب أن تلتفت الدول العربية لشعوبها وتحرص على تحقيق كرامتها على أراضيها وزيادة معدلات الرفاهية بأي طريقة وبخاصة أن الدرس المصري كان قاسيا ومخيفا وسريعا، ولا يدري العقلاء بعد تنحي مبارك ماهو المستقبل الذي ينتظر مصر فقد يكون أفضل وقد يكون أسوأ...

إن ميثاق الشرف العربي يحتم على قناة الجزيرة في قطر أن تعرف حدودها ولا تتجاوز الخطوط الحمراء مع أشقائها العرب في تعد سافر على الحيادية والموضوعية حينما دعمت الجماهير وتطاولت وهيجت الشباب في مصر وتتبنى الآن مشروعا تجاه دول عربية أخرى في صورة مخيفة وانتقائية تثبت عدم الالتزام بشرف المهنة الإعلامية وتقدير المصلحة العامة للأمة وشعوبها في صورة تثبت تعاملها غير الموضوعي مع الأحداث في الشارع الإيراني حينما ثار الإصلاحيون فتجاهلت إرادة الشعب الإيراني تماما وإن أشارت إلى تلك الاعتصامات والقتل والعنف والقمع كان ذلك على استحياء، والعقلاء وحدهم يعرفون من هو ضابط الارتباط الأجنبي (راشنق) الذي يديرها ولمصلحة من، والعقلاء أيضا لا غيرهم يعرفون أن هذا المخطط على مصر وعلى غيرها كان منذ عام 2009م، فقد جاء في وثائق ويكيليكس التي نشرها الموقع أن لقاء جمع بين مسؤول قطري رفيع ومسئول إسرائيلى وكشف فيه ذلك المسؤول أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف وأن الجزيرة ستلعب الدور المحوري لتنفيذ هذه الخطة وكان ويكيليكس قد أشار إلى أن لديه 7 وثائق عن قطر نشر منها 5 وثائق وتستر على وثيقتين بعد تفاوض قطر مع إدارة الموقع الذي طلب مبالغ ضخمة حتى لا يتم النشر لما تحويه من معلومات خطيرة عن لقاءات مع مسئولين إسرائيليين وأمريكان وأن هذه اللقاءات كلها للتحريض ضد مصر وعلى الرغم من أن الموقع التزم بسريه الوثيقتين بعد أن حصل على الثمن من القطريين، إلا أنه تم تسريبها إلى عدد من وسائل الإعلام، أهمها جريدة الجارديان والتي نشرت نصهما على موقعها وشملت ضمن محتواها تحليل السفارة الأمريكية لموقع قناة الجزيرة على خريطة التحرك السياسي لقطر، ودورها في رسم ملامح سياسة قطر الخارجية. وأشارت الوثيقة إلى أن ذلك المسؤول وصف مصر ب الطبيب الذى لديه مريض واحد ويجب أن يستمر مرضه وأن المريض الذي لدى مصر هو القضية الفلسطينية في إشارة منه إلى أن مصر تريد إطالة أمد القضية الفلسطينية دون حل وأكدت الوثيقتان أن المسؤول القطري وعدد من المسئولين الإسرائيليين والأمريكان أنه بمجرد خروج المصريين إلى الشارع فإنه سيكلف قناة الجزيرة ببث كل ما يشعل الفتنه في الشارع ليس فقط بين المصريين والنظام ولكن بين المصريين بعضهم البعض وتتحدث الوثيقة التى حملت رقم 432 بتاريخ 1-7-2009 عن اللقاء الذي استغرق 50 دقيقة بين ذلك المسوؤل وقناة الجزيرة والذي تحدث فيه في عدد من الموضوعات بما فيها المصالحة الفلسطينية وعملية السلام وشن هجوم شرس على مصر وسياساتها بشكل مباشر، أما الوثيقة الثانية وحملت رقم 677 بتاريخ 19-11-2009 تحدثت عن دور قناة الجزيرة في تطبيق سياسة قطر الخارجية في تصفيه حسابها مع أعدائها....

إن الأحداث الأخيرة في تونس الخضراء ومصر الحبيبة ومن هو على الطريق تؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها وبخاصة في ظل سيطرة إيران وما تحمله من مشروع (أيديولوجي) بمساعدة الغازي الأجنبي على العراق ولبنان وسوريا والحوثيين في اليمن وغزة في فلسطين ولم يبق لها إلا طمس الدول التي تقف أمام مشروعها التوسعي ولو بكسر ظهر مصر ودول عربية أخرى ولذلك لم يفاجئنا إعلان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيراني آية الله علي خامنئي في خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران أن الثورة في تونس والاحتجاجات الشعبية في مصر هي «بوادر يقظة إسلامية» في العالم مستوحاة من الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979. وأي يقظة يدركها ذلك المرشد والحريات في جمهوريته تكاد تكون عدما ولا بوادر للإصلاح وعلاج الفساد بينما في مصر 250 حزبا وعلى رأسها الوفد وكفاية وهما من أشد الأحزاب معارضة وشتما للرئيس والحزب الوطني الحاكم مع أنني لا أشر عن الفساد ولا أسوغ الخلل...وبمثل هذا رد المتظاهرون عليه بعد تلك الخطبة...

أيضا لم يدهشني إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن تضامنه مع شعب مصر، مؤكداً الدفاع عن هذه الثورة والانتفاضة.

وأشار نصرالله، خلال كلمة ألقاها في مهرجان الأحزاب الوطنية اللبنانية دعماً لعروبة مصر، إلى «أننا أمام ثورة شعبية مصرية حقيقية هي نتاج إرادة هذا الشعب وتصميمه وعزمه ولفت إلى «أن أصدقاء إسرائيل وأميركا يريدون إقناع العالم أن ما يجري ثورة خبز وجوع وطعام ولكن الحقيقة يقولها المعتصمون في الميدان أننا أمام ثورة كاملة في المضمون فهي ثورة الفقراء والأحرار وطلاب الحرية ورافضي المهانة والذل الذي وضع فيه هذا البلد بفعل الاستسلام لإرادة أميركا وإسرائيل».

وقال نصرالله في كلمة ألقاها عبر شاشة عملاقة ضمن مهرجان «دعما لعروبة مصر وتعزيزا لنهج المقاومة»، متوجها إلى شباب مصر «يشهد الله إني أتلهف لو أستطيع أن أكون معكم لأقدم دمي وروحي... من أجل هذه الأهداف الشريفة والنبيلة (للثورة)».

وفي الحلقة القادمة نقف على موقف جماعة الإخوان المسلمين المتناغم مع المشروع الإيراني وحزب الله وحماس في المنطقة ابتداء من تبني الجماعة لفتوى جواز المظاهرات والرد الشرعي على ذلك.. والله من وراء القصد

abnthani@hotmail.com
 

قراءة في أحداث مصر الحبيبة قناة الجزيرة ووثائق ويكليكس وإيران وحزب الله وجماعة الإخوان المسلمين (1)
د. عبدالله بن ثاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة