Wednesday  16/02/2011/2011 Issue 14020

الاربعاء 13 ربيع الأول 1432  العدد  14020

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

ومات الشيخ الإنسان صالح الراجحي
تركي بن سعد البواردي

رجوع

 

(إنّا لله وإنّا إليه راجعون), في يوم الأحد العاشر من ربيع الأول عام 1432هـ وبعد صلاة العصر نفضنا أيدينا من تراب قبرك أيها الرجل الصالح, وعدنا إلى بيوتنا منكسرة نفوسنا لا نملك سوى دموع نذرفها و أيدٍ نرفعها بالدعاء لك, فموتك رزيّة لا نطيق احتمالها ولا نقدر على تجرّعها, فقد كنت وحدك أمّةً كاملة, عاهدت نفسك على إنجاز عمل عظيم لأمّتك ووطنك مكافأة لما قدمه الوطن إليك, وهاهي أوقافك الخيرية شاهدة على ذلك, تمحو الظلام وتبعث النور.

من أراد أن يعرف من هو الشيخ صالح الراجحي رحمه الله فنقول له هو ذلك الرجل الذي كان يفتّش عنه الفيلسوف اليوناني ديوجين الكلبي 323 ق.م حينما سئل ما يصنع بمصباحه وكان يدور به في النهار فقال أفتش عن إنسان ولم يجده.

لقد كان الشيخ صالح الراجحي رحمه الله من الرجال العظماء الذين يندر وجودهم في عصرنا, وقد حباه الله تعالى من حسن الصفات التي لا تجتمع في رجل إلا عرفت أنّ الله أراد به خيراً لنفسه ولأمته وأنّه من بركاته سبحانه وتعالى التي يُنعم بها على عباده, فكان رحمه الله عفيفاً حييّاً حليماً كريماً محسناً رحيماً, شريف النفس طاهر القلب, جميل الخلق, رقيق القلب, واسع الصدر, لم يكن يعرف شرفاً إلا شرف التقوى ولا عظمة إلا عظمة الإحسان إلى البائسين والمنكوبين, لقد تميّز رحمه الله بأن أُوتي بصيرةً وخشيةً, ورُزق بعقلٍ هو ميزان أعماله.

كم من أرملةٍ مكسورة حزينة واسيتها ورأفت بها, ومطلّقة رحمتها, ويتيماً كفلْته فكنت أباً له, وكم من جاهلٍ علّمته, وأيّمٍ زوجّته, وفقيرٍ رزقته, وصاحب دينٍ قضيت دينه, وطالب علمٍ أعنته, ونحسبه والله حسيبه أنّه ممن صدق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم «نعم المال الصالح للرجل الصالح» رواه الإمام أحمد. ولزاماً عند الحديث عن العمل الخيري لوقف الشيخ صالح الراجحي رحمه الله أن نذكر الدور الكبير الذي قام به ابنه الأستاذ عبدالسلام الراجحي الأمين العام للأوقاف, فمنذ أن باشر عمله عام 1417هـ وحتى يومنا هذا والعمل الخيري للوقف في تطور وانتشار وتميّز بالنوعية والتفرّد في كثير من المجالات والتزام بوصية والده في مصارف الوقف, فكان حفظه الله قويٌ أمين ونعم الابن كان لأبيه, وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.

أيها الرجل الصالح طبت حيّاً وميّتاً, فالله يغفر لك ويرحمك وهو أرحم الراحمين.



t7-77@live.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة