Thursday  17/02/2011/2011 Issue 14021

الخميس 14 ربيع الأول 1432  العدد  14021

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لا أحد يمكنه أن يُنكر أو يعارض إخفاق المجالس البلدية، التي كانت عرسنا الانتخابي الأول، وخطوتنا الأولى تجاه نشر ثقافة المشاركة والاختيار هذه الثقافة التي تمنح المواطن القدرة على التمييز وعلى الاختيار الصحيح في المرات اللاحقة. وبدون أن أخوض في ظروف تلك الانتخابات وما حصل فيها من تكتل لوبيات من الفئة المتشددة نجح كثير منها في الوصول إلى عدد من المقاعد، في الوقت ذاته خسر -بعضها- احترام المواطن الذي لم يحصل على أي نتيجة، واكتشف أن صوته ذهب إلى شخص مارس الجلوس الشكلي، والله أعلم إن كان الهدف من البداية تزلفاً لمنصب أو جاه، ولم يجلس فعلياً ليتلمس مشاكل واحتياجات المواطن، وها هي خمس سنوات أو أكثر مضت ولم نرَ أي نتائج تذكر.

بغض النظر عن هذا كله، فقد كانت تجربة أولى، المهم أن نعي كيف نتعلم منها، وكيف نتدارك الإخفاقات التي حصلت. ولعل من أبرزها منع المرأة من المشاركة سواء بالانتخاب أو الترشيح، مع أن هذا يتعارض مع كل الأنظمة التي تقوم عليها هذه الدولة -أدامها الله- والتي تسمي في كل موادها القانونية الإنسان (امرأة و رجل) بالمواطن، والمجالس البلدية هي جزء من احتياجات المواطنين، وهنا المقصود بالمواطنين الجنسين، لأن المرأة أيضاً مواطن، وإن كانت هناك فئة متشددة لا تراها كذلك!

خرج المسؤولون آنذاك بتصريحات مقنعة إلى حد كبير، تتركز في أن سبب صعوبة مشاركة المرأة هو أن معظم النساء لا يملكن بطاقة شخصية، وأعتقد في ذلك الوقت، كانت المرأة تعاني من صعوبة إصدار البطاقة بسبب العراقيل التي كانت في البداية من أهمها موافقة ولي أمرها، وانتهت ولله الحمد في هذا الوقت، وصار بإمكان المرأة الذهاب إلى مبنى الأحوال مثل أي مواطن راشد وإصدار بطاقة أحوال، والآن لو صدرت إحصائية لوجدنا أن معظم نساء المملكة إن لم يكن جميعهن لديهن بطاقة شخصية. وبعد هذا لا يوجد أي حجة يُمكن أن تقنعنا بعدم مشاركة المرأة بالانتخاب والترشيح في دورة المجالس البلدية المقبلة. وإن كان لدى أصحاب الرأي الأحادي حجة ما يسمى ب»الاختلاط» فيمكن أن تُعالج هذه القضية «المصيرية» وذلك بالدوائر التلفزيونية المغلقة، وهي المعتمدة في معظم القطاعات. لأن المرأة -المواطن- يجب أن تتواجد، ويجب أن يكون لها صوت، وأن تخدم وطنها، وأنا متأكدة، بأن المرأة لو أعطيت الفرصة فستنجح نجاحاً مبهراً، ولنتذكر جميعاً تلك البرامج التي قدمتها بعض النساء اللاتي كن مستعدات لترشيح أنفسهن في الدورة السابقة، ولأكون منصفة، ليس جميع النساء يدخلن من أجل المشاركة الوطنية، فهناك نساء نفوسهن ضعيفة مثل -بعض- الرجال يبحثن أيضاً عن الوجاهة و»البرستيج»، لذا ولنبذ هذه الفرقة التي تريد الصعود على أكتاف الوطن والمواطن، دورنا نحن في أن نميّز بين هذا وذاك رجلاً كان أم امرأة، وأن لا نعطي أصواتنا إلا لمن نكون متأكدين من أنه لا يريد أن يتسلق إلى المقعد على أكتافنا، وأن كل من لم يعمل في الدورة السابقة لا نعطيه فرصة الدخول مرة أخرى، الوطن أهم من العلاقات، وأهم من القرابة، وأهم من الصداقة.

www.salmogren.net

 

مطر الكلمات
اتركوا المجالس البلدية للنساء
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة