Thursday  17/02/2011/2011 Issue 14021

الخميس 14 ربيع الأول 1432  العدد  14021

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

في ليلة تكريمه باثنينية خوجه
د. الربيع: العربية خالدة بخلود القرآن الكريم وهناك مستويات لتداولها

رجوع

 

جدة - صالح الخزمري

وقف د. محمد الربيع رئيس نادي الرياض الأدبي السابق في ليلة تكريمه من خلال اثنينية عبد المقصود خوجه عند بداياته الأولى في مكة مدرساً في المعهد العلمي. وذكر من تلاميذه الذين أصبحوا قادة رأي وفكر وعمل منهم: الدكتور: عبد العزيز السبيّل والدكتور: أحمد الطامي، والدكتور علي العبيد، والدكتور عياض السلمي. .

وأضاف تعلمت أشياء كثيرة من المجتمع المكي. وقضيت أوقاتاً طويلة في بيت الله الحرام وحضرت دروساً في الحرم. ثم انفتحت على المكتبات ومنها مكتبة الحرم الشريف وحتى المكتبات التجارية مثل مكتبة الثقافة.

حضرت النشاط الثقافي وبخاصة في نادي الوحدة، حيث كان يحاضر محمد أمين المصري، ومحمد فوزي البشبيشي.. وغيرهم.

أنا مدين للمجتمع المكي المثقف بالكثير من مكونات تفكيري ووقف عند عدد من المحطات المهمة من حياته منها تكليفه برئاسة لجنة « مؤتمر المملكة في مائة عام « ضمن احتفالات المملكة بالمناسبة المئوية. استمر العمل في التحضير لذلك المؤتمر سنتين كاملتين كانت رئاسة تلك اللجنة تجربة رائعة ومهمة في حياته.

وأتيح لي أن أعيد قراءة تاريخنا لمائة عام من خلال بحوث المؤتمر وأن أعيد ترسيخ معلومات واكتشاف أخرى وتصحيح أخطاء، وأقول ملخصاً ذلك الحدث لقد أعدنا - نحن السعوديين - اكتشاف أنفسنا والتعرف العميق على تاريخنا من خلال ما تمّ في المناسبة المئوية وما تمَ بعدها.

لقد كانت وقفة رائعة للتأمل في تاريخنا. لقد كانت وقفة تقدير وإعجاب بمن صنعوا ذلك التاريخ.

المحطة الأبرز هي رئاسة النادي الأدبي بالرياض عام (1422هـ) حتى ترك رئاسة النادي في تمام الرابعة دونما زيادة يوم واحد مع إلحاح الوزارة على أن يبقي حتى يتم التشكيل الجديد لكني قلت في خطابي لمعالي الوزير: أرجو أن تعينني على أن أكون صادقاً مع نفسي ومع الزملاء عندما قلت لهم لن أبقى يوماً واحداً بعد تمام المدة.

أود أن أشير باختصار وأنا أتحدث عن تجربتي في النادي إلى بعض ما تحقق في تلك الفترة فقد وفقنا في إنشاء « ملتقى النقد الأدبي في المملكة «، وهو حدث مهم جداً إذ لم يسبق لنادٍ أدبي سعودي أن خصص للنقد والنقاد ملتقى منتظماً مستقلاً وأحمد الله على استمراره ثلاث دورات ورابعة في الطريق.

أيضاً وفقنا إلى إصدار أول دورية متخصصة في ثقافة الجزيرة العربية وهو دورية (حقول) التي يرأس تحريرها الزميل الأديب والناقد الكبير الدكتور: سعد البازعي. وهناك أيضاً إنشاء جائزتين أدبيتين الأولى للإبداع الأدبي السعودي، والثاني للدراسات المتعلقة بالأدب السعودي.

ووقف د. الربيع على ارتباطه الوثيق باللغة العربية يقول: منذ بداية حياتي العملية عام 1388هـ إلى اليوم وأنا في خدمة اللغة العربية تدريساً وبحثاً واستشارة واشتراكاً في كثير من الندوات والمؤتمرات التي تعقد عن مشكلاتها ومستقبلها وتعليمها للعرب وغير العرب، حتى نلت شرف الانتماء إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة وأسهمت في التخطيط للمركز التربوي للغة العربية بالشارقة، وشاركت في الهيئة المشتركة للتراث بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة. وأخيراً كان لي شرف عضوية مجلس أمناء « مركز الملك عبد الله ابن عبد العزيز العالمي لخدمة اللغة العربية. وعندما كنت عميداً للبحث العلمي وبعد ذلك وكيلاً للدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة الإمام فكرت في ارتياد آفاق جديدة في ميادين الدراسات الأدبية والنقدية فتبنيت فكرة سلسلة علمية بعنوان « آداب الشعوب الإسلامية «، وسلسلة رديفة لها هي «معاجم للكلمات العربية في لغات الشعوب الإسلامية «، فكان أن تمّ ذلك وأصدرت الجامعة ما يقرب من عشرين مجلداً لباحثين عرب ومسلمين في الأدب التركي والأوردي والإندونيسي والهوسادي والبشتوني والطاجيكي، كنت أتمنى أن يستمر هذا الاهتمام بآداب ولغات الشعوب الإسلامية لكن يبدو أن الحماس لذلك المشروع قد خبا ومن أراد التفاصيل يجدها في كتابي « التواصل بين آداب الشعوب الإسلامية « الذي نشرته جامعة عين شمس.

أيضاً اتجهت إلى البحث عن « مهاجر عربية « غير المهجر الشمالي والجنوبي، فكان أن درست الأدب الذي أبدعه العرب الحضارم المهاجرون إلى إندونيسيا وسنغافورة وماليزيا فأصدرت كتابي « أدب المهجر الشرقي « في طبعته الأولى عن مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة، الذي صنفه بعض الدارسين على أنه فتح آفاقاً جديدة كانت مهملة لدراسات الأدب العربي في المهجر، وسعيت إلى أن يسجل بعض الطلاب رسائل ماجستير والدكتوراه في مناطق أخرى من المهاجر ولكن لم يتم ذلك.

كذلك بدأت أفكر في الأدب العربي الذي كتبه أدباء غير عرب في مناطق إسلامية مختلفة وكان لدينا طالب نيجيري متفوق فأشرفت على رسالته للماجستير عن « الأدب العربي في نيجيريا «.

ثم كانت أمنيتي الكبرى وهي إصدار موسوعة شاملة عن الأدب في الجزيرة العربية منذ أقدم العصور إلى اليوم «، فوافقت الجامعة، ولكن التنفيذ توقف.

أردت أن اصل إلى أمر مهم وخطير ومؤلم وهو أننا في كثير من مشروعاتنا الثقافية والتربوية نعتمد على اجتهادات الأفراد فإذا تغيروا من مواقعهم انتقالاً إلى أعمال أخرى أو إلى القبور قبرت مشروعاتهم معهم وعدنا إلى البدء من نقطة الصفر. وما هكذا تبني الأمم ؟!!

من جانبه أشاد الشيخ عبد المقصود خوجة بالدكتور محمد الربيع. وقال إنه جمع بين رحابة الإبداع وطلاقته، وبين المنهج الأكاديمي ودقته، فجاءت مؤلفاته الثرية تسعى بين مروة الفكر، وصفا الوجدان، وقد أشرعت أجنحتها تحليقا في سماوات قصية، ثم عادت حفية بالتراث والمعاصرة، وشكر الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع، الناقد الأدبي المعروف، رئيس نادي الرياض الأدبي سابقاً، لاستجابته لهذا اللقاء الماتع. وأضاف أن لضيفنا الكريم الكثير من الدراسات الأدبية المقارنة، وان غامرت في فضاء التنظير حول أدب المهجر، إلا أنها افتتحت جغرافيا جديدة في هذا المنحى، فأضاف ضيفنا الكريم للمهاجر تخوما ذهنية جديدة، من هذا المنطلق جاء كتابه القيم «أدب المهجر الشرقي» بادرة غير مسبوقة في دراسات الأدب المهجري التي تم تصنيفها كنماذج فريدة للآداب العربية خارج حدود العالم العربي.

وأشاد خوجة برئاسة الربيع لنادي الرياض الأدبي وقال: مما لا شك فيه أن رئاسة ضيفنا الكريم لمجلس إدارة نادي الرياض الأدبي خلال الفترة 1419 - 1427هـ (1998 - 2006م) شكلت واحدة من أجمل وأخصب فترات عطائه الموسوم بالنماء والتنوع.. فإدارة أي ناد أدبي شيء مختلف، لأن التعامل مع الوسط الثقافي له نكهة خاصة، ومذاق بطعم الاختلاف أحياناً في تناول الكلمة وأخواتها، والبرامج ومدلولاتها، والأجناس الأدبية.

بعدها دار حوار موسع مع د. الربيع حول عدد من قضايا اللغة العربية المتعددة.

ففي تعليق له على سؤال حول إمكانية دعم دارة الملك. عبد العزيز أسلوب العلم المتأدب، إذ إن كل الاهتمامات هي للأسلوب الأدبي أو النقدي سواء من الرسائل الجامعية أو من الأسلوب العادي، قال د. الربيع: هذه القضية مهمة، كما يعرف الجميع للغة مستويات في الأداء والأسلوب وهناك خصائص لكل أسلوب، فهناك اختلافات بين الأسلوب الأدبي عن الأسلوب العلمي.

وفي إجابة له عن تساؤل من الدكتور عاصم حمدان: لماذا نلقي بالتبعة دائماً على العامل الخارجي أليس بعض من صحافتنا وقنواتنا هي التي تقيم المناسبات وتعطي الجوائز في سبيل نشر اللغة العامية، أليس هذا موقفاً ضد اللغة العربية الفصيحة. قال الدكتور الربيع:أعتقد أننا نتفق أنا والدكتور عاصم حمدان، فهذه مسؤوليتنا نحن، وإن حصل تقصير فهذا تقصير من هذا الجيل وسيحاسب عليه. أما العربية فهي خالدة بخلود القرآن الكريم. وإن قصر جيل فسيأتي جيل آخر يتجاوز هذا التقصير. ولا نلقي باللائمة على الآخرين. والتقصير منا نحن.

وفي تعليق له على تساؤل عن كيف يمكن الاستفادة من التقارب بين الأدباء المسلمين في تنمية الشعور بأن أمة الإسلام أمة واحدة مهما اختلفت لغاتها وأوطانها قال الدكتور الربيع: سؤال مهم، وهو يحتاج إلى تفاصيل لإبراز منهجيات تؤدي إلى هذا الغرض. حاولت أن أجيب عنه من خلال كتابي « التواصل بين آداب الشعوب الإسلامية» الذي طبعته جامعة عين شمس. بني الكتاب على مشروع كنت قد أشرت إليه وقامت به جامعة الإمام محمد بن سعود. كنا نجتهد في التعرف على الأدباء الذين يجيدون تلك اللغات. وهناك قضايا العروض العربي وتأثيره في الشعر والشعراء من الأمة الإسلامية وكذلك قضية الألفاظ العربية الموجودة في تلك المواد وقضية الترابط الفكري فالجميع ينهل من منهل الإسلامي، وهناك أيضاً تأثير الأدب العربي. وهذا المجال مجال خصب للدراسات الأدبية المقارنة.

وعن كيفية ردم الهوة السحيقة في حياة الشباب وهي الإعراض عن القراءة وما هي الآلية التي يمكن وضعها في هذا المجال قال: الدكتور الربيع: أنا من المتفائلين الذين يثقون بالشباب لكن الأمر يتعلق باختلاف مصادر التلقي والمعرفة. إذا قصرنا القراءة على الكتاب فهذا ما تعودنا عليه. أما إذا تركنا مصادر القراءة الأخرى وهي التي تتبعها الأجيال الشابة نكون نطالبهم بأسلوب قد يكون لديهم الآن ما يمكن أن يوصلهم إلى المعرفة.

وحول رأيه في أن اللغة العربية في اندثار أو تراجع أو تجاهل أيا كان ما يقال قال الدكتور الربيع: علينا أن نفرق بين أمرين الأول هو حفظ اللغة العربية من الزوال لأنها لغة القرآن الكريم، وهذا ضمان لاستمراريتها. لكن هذا لا يعني أنها على درجة واحدة من النفوذ والتمكن والقدرة. فعندما نتحدث عن العصور الذهبية كانت العربية هي لغة العالم ولغة الحضارة والعلم والأدب والمعرفة. لا تكمن مهمتنا في التباكي على ذلك، علينا أن ننظر إلى حالنا وواقعنا اللغوي. الكثير منا يتحدث عن قضايا العولمة ومنها العولمة الثقافية ومنها عولمة اللغة، والمثال على ذلك هي اللغة الإنجليزية التي سيطرت. لكن اللغة العربية تملك خصائص وطاقات تملك منها لغة عالمية. وهناك شعوب العالم الإسلامي التي ترغب وتتطلع إلى تعلم اللغة العربية، لأنها لغة القرآن الكريم ولغة الحضارة الإسلامية ولغة الحديث الشريف. ففي باكستان كان هناك توجه لكي تصبح العربية هي اللغة الرسمية.

وعن توظيف تقنيات المعلومات في دعم اللغة العربية قال الدكتور الربيع: هذا الموضوع شغل الكثير من المتخصصين في اللغة العربية. حتى الآن لم نخط الخطوات الضرورية لذلك. فكثير من المتخصصين في التقنية هم من محبي اللغة العربية ويسعون لخدمتها، وهناك المتخصصون في اللغة العربية لهم رغبة في الاستفادة من التقنية. كما طرحت فكرة أن يتم إنشاء تخصص جديد وهو علم اللغة الحاسوبي يلتحق به خريجو قسم اللغة العربية على أن يدرسوا التقنيات والحاسب الآلي، والعكس صحيح أيضاً. أعتقد أن هذا الأمر هو الذي ينقصنا. علينا أن ننظم الأمر، والتقنيات تقدم إلينا خدمات جليلة.

وعن سبب تأليفه كتاب من آداب الشعوب الإسلامية قال الدكتور الربيع: أردت أن أتحدث عن علاقة آداب تلك الشعوب بالأدب العربي وقد درست منذ القدم، فقد درسنا تأثير الآداب القديمة في الأدب العربي. لقد بدأ الموضوع عندي كاهتمام عملي عندما كنت عميداً للبحث العلمي ووكيلاً للجامعة طرحنا موضوع هذه السلسلة وبدأت الجامعة التكليف بتأليفها وكنت بحكم الوظيفة لابد أن أتابع هذا الأمر. ثم تجمعت لدي حصيلة كبيرة من الملاحظات ومن خلال المراجع. وأصبح عندي ما يمكن أن أكتب عنه. وأن أتحدث عنه ولو على سبيل المقارنة بين آداب الشعوب الإسلامية بالأدب العربي من خلال ما أنتجه الزملاء الذين كتبوا هذه المجلدات الضخمة.

الإعلامي علي السبيعي تمنى من الضيف الحديث عن موسوعة الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية وأين وصلت وقد أجابه الدكتور الربيع قائلا: لدى دارة الملك عبد العزيز مشروع قاموس الأدب والأدباء في المملكة وكان لي شرف رئاسة اللجنة العلمية على هذا القاموس وشارك في إعداده أكثر من سبعين ما بين ناقد ومتخصص في الأدب.

وقد ألقيت في الأمسية العديد من الكلمات التي أشادت بمكانة د. الربيع العلمية من قبل الدكتور محمد بن سعد السالم رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية، وعضو مجلس الشورى واللواء الركن الدكتور أنور ماجد عشقي، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدكتور عبد الله الحيدري والدكتور عبد المحسن القحطاني، رئيس النادي الأدبي بمدينة جدة والدكتور عبد الله عسيلان، رئيس النادي الأدبي بالمدينة المنورة.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة