Thursday  17/02/2011/2011 Issue 14021

الخميس 14 ربيع الأول 1432  العدد  14021

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

تحقيقات

 

الدراسات تؤكد إصابة القريبين منها بأمراض السرطان..
أبراج الضغط العالي تنتشر بين الأحياء السكنية في مدن المملكة

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحف- محمد الهرس :

تنتشر أبراج نقل الطاقة الكهربائية في المدن خاصة بعد ازدياد عدد السكان وازدياد حاجاتهم للكهرباء، إلا أن أبراج الضغط العالي تسبب أمراضا كثيرة على السكان القريبين منها، بسبب الذبذبات الكهربائية الخارجة من أسلاك الضغط العالي، أثبتت ذلك الدراسات المشتركة التي أعدها معهد بحوث السرطان البريطاني، والمعهد القومي الأمريكي للسرطان، ومعهد كارولينسكاي السويدي، وأثبتت الدراسة وجود خطورة كبيرة على الإنسان الذي يسكن بالقرب من أسلاك الكهرباء أو أبراج الاتصالات أو محملات الطاقة .

«صحف» ناقشت هذه القضية الخطيرة من خلال آراء القاطنين بجوار هذه الأبراج والمختصين والمسئولين .

الأراضي

يتحدث سطام عبد الله المهوس -صاحب مكتب استثمار- بأنه ينبِّه المشتري بأن الأرض المعروضة للبيع قريبة لأبراج الضغط العالي أو أبراج الاتصالات، ويحق له الخيار في شراء الأرض أو البيت الذي بقرب البرج أو الرفض .

ويضيف بأن المسئول عن مكان الأبراج بالأحياء في المقام الأول وزارة الكهرباء، وكذلك المسئول عن التخطيط العمراني هو المتسبب الرئيس عن التخطيط السليم للمساكن لكي يعيش المواطن في حي صحي.

ويضيف بأنه ذهب لشراء أرض في أحد الأحياء الذي تكثر فيه أبراج الضغط العالي، وكان صاحب المكتب -مصري الجنسية- يستغله، فقال: إن وزير الصحة اشترى أرضا في هذا الحي لأنه لا يوجد ضرر على الناس من الأبراج .

ويقول فوزان محمد صاحب مكتب عقارات: إن المشتري يبحث عن الأرض التي تكون بسعر أقل وحتى لو تكون في منطقة أبراج الضغط العالي، لأنه لا يعي الأضرار الناتجة من قرب الأبراج . ويضيف بأن الإقبال على الأراضي التي تقع بجوار الأبراج كبير من قبل الزبائن لأن أسعارها منخفضة، وكذلك بجهل المواطن بالأضرار التي تحدث في المستقبل من هذه الأبراج، ويؤكد بأن الأحياء القديمة تكون الأبراج فيها بشكل عشوائي لأن التخطيط غير سليم، ولكن الذي نراه في بعض الأحياء الجديدة تتكرر المشكلة فيها ويتساءل من المسئول عن هذه العشوائية؟ .

الوعي

ويقول المواطن محمد النعيم: إن قلّة المعلومة وقلّة التوعية هي التي تجعل المشترين يتوافدون على هذه الأراضي التي تقع بجوار الأبراج، وهم لا يعون الأضرار الناتجة عن هذه الأماكن التي تحدث على المدى البعيد .

ويؤكد بأنه عندما يذهب إلى وزارة الصحة أو وزارة الكهرباء فإنه لا يجد توعية لهذا الجانب المهم للناس، ولا يكون هناك تداول للأضرار الناتجة عن هذا الموضوع، ويتساءل: لماذا لا يكون هناك منطقة مخصصة لأبراج الضغط العالي أو أبراج الاتصالات تبعد عن المناطق السكنية بنصف كيلو متر مثلاً؟ .

آثار صحية

أثبتت الدراسة وجود علاقة بين التلوث الكهرومغناطيسي وإصابة العديد من الأطفال بتكسير حمض DNA؛ وهو ما ينتج عنه تدمير خلايا الجسم، وهو ما يعتبر سبباً كافيا للإصابة بالسرطان، وبالأخص سرطان الدم .

وكان المركز القومي للبحوث بالقاهرة له عدة دراسات منها أن خطوط الضغط العالي تسبب عدة أمراض منها أمراض القلب، وتشوه الأجنة، وسرطان الثدي، إضافة إلى تدمير البناء الكيميائي لخلايا الجسم، وتعطيل وظائف الخلايا، واضطراب إفراز الأنزيمات في الجسم، واضطراب الدماغ، والخمول والكسل وعدم الرغبة في العمل، واضطراب معدلات الكالسيوم، والشرود، والهذيان .

يقول المواطن بندر الشهري أحد القاطنين بالقرب من أبراج الضغط العالي: أشعر في بعض الأحيان بالصداع الشديد، وأجهل السبب الرئيسي ويتساءل: هل للأبراج تأثير على ما يحدث لي من صداع شديد؟، ويضيف بأن السكان الذين يقطنون في هذا الحي لا يعلمون بأن الأبراج تسبب أمراضا عديدة، وهذا يدل على نقص التوعية عند المواطنين.

للضرورة أحكام

يقول المواطن حمد الفهد: عندما ذهبت لأشتري أرضاً في حي الغدير الذي تكثر فيه الأبراج، وجدت الأسعار منخفضة واشتريت أرضاً بسعر أرخص من الأراضي البعيدة عن الأبراج، وأعلم بأن الأبراج مضرة ولكن لا خيار لدي لأن الأراضي في الأحياء الأخرى غالية الثمن . ويقول: أنا ليس لدي خيار لأني لا أملك المال حتى أشتري في ظل الأسعار المرتفعة، ولكن هناك خيار لدى الجهات المسئولة أن تحول هذه الأبراج إلى صفائح أو إلى كيابل من أجل أن يبتعد سكان هذه الأحياء عن خطر الأبراج .

رأي علمي

يقول المهندس محمد مناور: إنه كلما ارتفعت حاجات الأحمال ارتفعت قيمة الجهد الكهربائي، مما يؤدي لازدياد المجال الكهربائي والمغناطيسي المرافق له، فعلى سبيل المثال: أبراج الضغط العالي 132 كيلو فولت يمتد المجال الكهربائي إلى 1 . 5 متر على أطراف الخط، ومع أن شركات الكهرباء تأخذ ذلك في عين الاعتبار، وتحاول إبعاد الأبراج قدر الإمكان (قد تصل إلى 7 . 5 متر عند الفولتية المذكورة سابقا)، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أنه ومع التعرض المستمر إلى هذا المجال قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الإنسان مثل سرطان الدم (اللوكيميا) نتيجة تعرض DNA الموجود في الخلايا إلى تشوهات نتيجة هذا المجال، وخصوصا عند الأطفال، عوضا عن ذلك قد يؤدي إلى سرطان الدماغ ولا سيما عند الكبار. ويضيف بأن التلوث الكهرومغناطيسي يؤثر على السكان القريبين من الأبراج بعدم انتظام دقات القلب . أما بخصوص تأثير هذه الأبراج على الأجهزة المنزلية فإن ذلك ملاحظ من خلال تأثر معظم الأجهزة الإلكترونية منها الهاتف النقال وأجهزة الاتصال المختلفة مثل التلفزيون .

حلول

لتجنب هذه الأضرار الناجمة عن خطوط الضغط العالي يجب على السلطات المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال صحة القاطنين بالقرب من الأبراج المسببة للتلوث والأمراض الكثيرة، وكذلك تحويل الأبراج إلى كيابل وصفائح ودفن خطوط الضغط العالي تحت الأرض وتغطيتها بالمطاط والبلاستيك، كما يجب على وسائل الإعلام توعية المواطنين بالمخاطر الناجمة عن السكن بالقرب من أبراج ومحطات وخطوط الضغط العالي .

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة