Friday  18/02/2011/2011 Issue 14022

الجمعة 15 ربيع الأول 1432  العدد  14022

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هل خطر في بال أحدكم ولو في الخيال أن تتحول مدينة الرياض التي تختنق طرقاتها وشوارعها بأكثر من أربعة ملايين سيارة وخلال مدة زمنية وجيزة إلى مدينة مرورية مثالية تصل فيها درجات الوعي والالتزام والانضباط إلى أقصى مدى وتنتقل حركة المرور بقدرة عجيبة من حالة الفوضى والانفلات إلى الانسيابية والمثالية لتصبح مضرب مثل.

لا أخفيكم فقد خطر في بالي شيء من هذا القبيل وأنا أستمع قبل أسابيع إلى حديث العميد عبد الرحمن بن عبد الله المقبل مدير مرور منطقة الرياض لبرنامج الثانية مع داود في إذاعة «m.b.c-F.M». كان حديثاً مفرطاً في التفاؤل لم يفوت العميد عبد الرحمن خلاله الفرصة للإشادة بنظام ساهر ومزاياه وقدرة هذا النظام العجيب على خفض حوادث السير والإقلال من الإصابات والوفيات رغم ما واجهه من انتقادات حادة على مدى الأشهر الماضية وصلت إلى حد الاعتداء على كاميرات ساهر وتهشيمها أو طمسها في إشارات صريحة إلى عدم الارتياح من النظام الذي يعتبره بعض المواطنين عدوهم الأول.

أكثر ما لفت انتباهي في حديث العميد المقبل وجعلني أغرق في التخيل وكأني أعيش حلماً وردياً تأكيده على أن مدينة الرياض وبالتطبيق الشامل لنظام ساهر ستتحول بعد سنتين إلى مدينة مرورية مثالية حيث سيتم عن طريق الضبط المروري كبح جماح كل المتهورين وسيلحظ الجميع الانسيابية في الشوارع وحتى داخل الدوار والانضباط التام أمام إشارات المرور.

ومع تقديري للعميد المقبل وثقتي بإخلاصه ووطنيته إلا أنني أرى أنه قد تسرع بهذا التصريح الذي سيحسب عليه لعدم واقعيته ولأن المؤشرات التي يبثها لنا واقع الحركة المروية اليومي لا يكرس في نفوسنا الأمل بتحقق رؤية العميد المقبل في هذه المدة الزمنية القصيرة ولا أبالغ إذا وصفته بتصريح «أكشن» وإلا كيف ستتحول المدينة التي تعج بالفوضى المرورية إلى مدينة مرورية مثالية بمجرد التطبيق الشامل لنظام ساهر وهو النظام الذي ما زال يعاني كثيراً من سوء التطبيق وعشوائيته! فهل سيكون بمقدور هذا النظام تحقيق الضبط في ظل تطبيقه في بيئة مرورية غير مهيأة. الرؤية هنا يشوبها النقص فقد استبعد المقبل عوامل هامة هي الأسباب الحقيقية في نظري وراء ما يحدث من فوضى وإرباك ومنها ضعف جهاز المرور والنقص في عدد أفراده وعشوائية برمجة الإشارات الضوئية وسوء تخطيط الطرق والمداخل والمخارج وقلة الجسور والأنفاق في عاصمة عالمية مثل الرياض. ثم ما الذي بذله مرور الرياض من جهود طيلة السنوات الماضية لتطوير البيئة المرورية وتحقيق قدر معقول من انسيابية الحركة وفك الاختناقات ومعالجة المشكلات المزمنة داخل المدينة إلا إذا كان إغلاق المداخل إلى الجسور مثل جسر الخليج وطريق الملك فهد أوقات الذروة ونقل الاختناقات إلى طرق الخدمة المساندة يدخل ضمن ما يسمى تجاوزا «تطوير».

رؤية العميد المقبل قد تتحقق بعد أكثر من سنتين ويتحول الخيال إلى حقيقة إذا سارت مراكب التطوير في الاتجاه الصحيح فأصبح لدينا «مترو» مثل الناس ونقل عام ينتظم في كل طرقات الرياض وشوارعها وبمحطات ثابتة تمرها الحافلات في المواعيد المحددة سلفاُ ومواقف تستوعب كل السيارات التي تضيق بكثرتها الشوارع.

أحب التفاؤل وأحترم وأقدر عبد الرحمن المقبل وطموحه وإخلاصه ووطنيته ولكن الواقع شيء والأماني والأحلام شيء آخر.

Shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
مرور الرياض مثالي بعد عامين !
د. عبد الرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة