Friday  18/02/2011/2011 Issue 14022

الجمعة 15 ربيع الأول 1432  العدد  14022

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قدمت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، تجربتها الفريدة في تطوير نظم المعلومات الجغرافية GIS لأمانة العاصمة المقدسة في مكة المكرمة، ومما لا شك فيه أن كل متابع للمشهد التخطيطي لهذه الهيئة المتميزة الكم الهائل من الأفكار التطويرية والمشاريع البحثية التي تشكل مخرجاً ل «الرياض» المدينة من أزمات الحاضر والمستقبل،

خصوصاً وأن الهيئة قد كوَّنت نظاماً معلوماتياً حضرياً، تم من خلاله جمع وإدخال وتسجيل كافة المعلومات عن الرياض، بجميع جوانبها الحضرية من استعمالات للأراضي، وخرائط أساس، ومعلومات تخطيطية، للتحول من النظم التقليدية المعتمدة على الخرائط والمخططات الورقية، إلى نظم رقمية متطورة تساند أعمال التخطيط الحضري الإستراتيجي والتطوير التنموي الذي تشهده الرياض قلب بلادنا النابض بالتخطيط الحيوي.

ومدينة الرياض من خلال «الخريطة الأساسية» و»المشروع التجريبي لتبادل المعلومات المكانية بين الجهات العاملة»، قدمت الكثير والكثير من الخدمات والمعلومات لسكانها وزائريها إلكترونياً عبر مواقعها على الإنترنت، من خلال الموقع الرسمي لمدينة الرياض على شبكة الإنترنت www.arriyadh.com وموقع الهيئة الرسمي www.ada.gov.sa وموقع خرائط مدينة الرياض www.arriyadhmap.com وموقع مدينة الرياض باللغة الإنجليزية www.arriyadh.com-Eng.

وهنا أحببت بعد الإشادة بهذه الخطوة غير المستغربة على الرياض نحو مدينتنا المقدسة، أن أقرأ جانباً من جوانب هذه الخطوة الجميلة التي أرجو أن تقودنا إلى ضرورة بلورة ثقافة العطاء الحقيقي الذي يتجاوز الحدود الضيقة للمدن ليعانق آفاق الوطن بأكمله، خصوصاً في مجالات قد يعدها بعض المسؤولين التنفيذيين شكلاً من أشكال التنافس الذي يحيطه بنوع من السرية التامة منذ أن يكون فكرة وحتى يصبح مشروعاً قابلاً للتنفيذ، ليبقى التميز والتفرد حصراً عليه فقط دون غيره من أبناء وطنه، وهذا لا بأس به على مستوى الأفكار، ولكن عندما تتحول تلك الأفكار إلى مشاريع تنموية، مثل هذا المشروع على مستوى المدن والأمانات والهيئات المعنية بالتخطيط وبرامج الخدمة المميزة للمواطنين، فما المانع من تصديرها إلى الجيران، لتتسع دائرة التنفيذ، لعل منفذاً لها أوعى وأروع من مبتكر.

والسؤال المطروح: متى تتحول هذه الخطوة من «الرياض» المدينة، نحو مكة المباركة، متى تتحول إلى ثقافة مجتمعية تشمل كافة مستويات المؤسسات والهيئات والأفراد، لنضمن للوطن والمواطن نظاماً يسمح بتدفق الأفكار الإبداعية من مدينة إلى أخرى، من أجل أن ينعم المواطن بأي فكرة تمنحه مزيداً من الرفاهية، ونقطع الطريق على ثقافة التنافس السلبي الذي يحرم الوطن من تبادل الأفكار الإيجابية النافعة،

وأخيراً متى ما ساهمنا جميعاً في بناء ثقافة التواصل الحضاري بين كافة المدن والمناطق بفتح كافة القنوات لكل الأفكار الإبداعية لتحلق في سماء الوطن، فإننا نجحنا - حقيقة - في ترسيخ ثقافة التنمية المستدامة وقطعنا الطريق على «المناطقية»، لنكسب وطناً شامخاً لا يعترف بالحدود الضيقة.

 

مكة والرياض وبينهما GIS
سهم بن ضاوي الدعجاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة