Friday  18/02/2011/2011 Issue 14022

الجمعة 15 ربيع الأول 1432  العدد  14022

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

قراءة في كتاب:
مختارات دار العلوم

 

رجوع

 

إصدار: مدارس دار العلوم - الرياض

قراءة: حنان بنت عبدالعزيز آل سيف

- الشعر ديوان العرب، والاختيار يدل على عقل صاحبه، فهو كمن يتبع شعره في طبق ويعرضه للناس، وقديماً قالوا: من ألف فقد استهدف، هذه أبيات شعرية اختارتها مدارس العلوم المتألقة، وجاء هذا الاختيار لتزكية النفوس، وإبقاء الشرائح الشعرية، وإيناس الشرائح المستمتة، وينطبق على هذه القراءة قول الأديب السيد أحمد الهاشمي في كتابه: (جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب): (إن دُعي أسرع، وإن تحدث أمتع، وإن سئل أجاب، وإن حكم أصاب، جليس لصاحبه في الحضر، وأنيس له في السفر، نديم ظريف، وسمير حصيف، بالغت في تهذية، وبذلت مجهوداً في حسن تربيته، وأجزلت المتخفة، وانتقيت الطرفة) ومن جميل الأبيات في هذا الكثير الكثير وقد اخترت لك منه الآتي: وهذا الاختيار الذي ظهر بعد تأمل دقيق واسع في كتب الأدب ودواوين الشعر

والكتاب مهدى لكل شاعر أنار الطريق لغيره.

- السؤال الذي يطرح على معد هذا الكتاب ما الشيء الذي يضمه بين دفتيه؟ والإجابة جاءت من تمهيد أ. محمود أبو ميه، وبمقدمة يفوح منها شذى حيث جاء فيها: (هذا الكتاب هو رحلة في ديوان الشعر العربي على مدى عصوره، اختار معده فرائد من أجمل ما حواه تراثنا الخالد، لقد سعدت عندما طوفت بين صفحاته، ووجدتني أتوقف كثيراً عند العديد من مختاراته البهية التي تنقلك من عالم الرماد إلى دنيا الورد، ومن جفاف المادة إلى سموات الرقة ومن أشواك الحياة القاسية إلى قناديل الشعر الشفيفة فضلاً عن ذلك فإن الشعر بما فيه من تجارب وما يجسده من تعامل الحكماء، فإنه يرشد إلى منابع الشيم ومكارم الأخلاق ومعالي الأمور) ثم يختم أديبنا حديثه العذب بقوله: (استشرف أيها القارئ الكريم، والقارئة العزيزة أن تسافر أهدابكم عبر رحلة جميلة ما بين زنابق الكلم المضيء وقوافي الشعر البهي، من خلال السفر في حدائق هذا السفر الجميل).

وجاءت هذه المختارات في أبواب ثمانية هي أهم أغراض الشعر العربي وهي على هذا النحو: (شهر الحكمة- شعر الوصف- شعر المديح «مديح - فخر - وفاء «الشعر الوطني- شعر الغزل- شعر الرثاء- الشعر الديني- شعر الهجاء).

ومن رحيق الكتاب العذب المنير ما يأتي:

- شعر «قيس بن الملوح- في جبل التوباد- وجاء فيه:

وَأَجهَشتُ لِلتوبادِ حينَ رَأَيتُهُ

وَكبَّرَ لِلرَحمَنِ حينَ رَآني

وَأَذرَيتُ دَمعَ العَينِ لَمّا رَأَيتُهُ

وَنادى بِأَعلى صَوتِهِ وَدَعاني

فَقُلتُ لَهُ أَينَ الَّذينَ عَهِدتُهُم

حَوالَيكَ في خِصبٍ وَطيبِ زَمانِ

فَقالَ مَضَوا وَاِستودَعوني بِلادَهُم

وَمَن ذا الَّذي يَبقى مَعَ الحَدَثانِ

وَإِنّي لَأَبكي اليَومَ مِن حَذَري غَداً

فِراقَكِ وَالحَيّانِ مُجتمعان

ويقول مالئ الدنيا وشاغل الناس المتنبي الحكيم حين يترنم بشعره فيقول:

وما قتل الأحرار كالعفو عنهم

ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته

وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا

مضر كوضع السيف في موضع الندا

أزل حسد الحساد عني بكبتهم

فأنت الذي صريتهم لي حسدا

وما الدهر إلا من رواة قصائدي

إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا

وقيدت نفسي في هواك محبة

ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا

- هذه الاختيارات الشعرية جاءت بعد تأمل في عيون الأدب، وتدقيق لفظه ومعناه، وشكله ومضمونه فهي تبدأ بمقدمة وافية، قصيرة غير طويلة وهي المفتاح السحري لفك طلاسم الشعر، وعلامات الأدب فهو كما يقول الشاعر:

كما أزهرت روضات حسن وأثمرت

فأضحت عجم الطير فيها تغرد

هذه الأبيات نشرت عجائب وجاءت بغرائب لا يمكن للناقد البصير إلا أن يقف إجلالاً واحتراماً لتلك المجموعة من الأساتذة الفضلاء الذي أخذوا من أوقاتهم وبذلوا طاقاتهم في إطراب السامع شعراً ونثراً ليكمل القراءة في انسياب من أوقاتهم وبذلوا طاقاتهم في إطراب السامع شعراً ونثراً ليكمل القراءة في انسياب بديع فهي تأخذ من الحلاوة أعلاها ومن الطلاوة أزكاها هذا وقد سرى هذا الكتاب سير النار في الهشيم، تأمله المتأملون ونشره الناشرون، بيد مقالات العرب، ومقامات الأدب، جميل جدُّ جميل، ظريف جدُّ ظريف، يعتلي عتبة الذرى منذ أمران:

الأول: هو خطوة الكتاب بمقدمة أدبية جميلة من أستاذي ومعلمي الأول، الأديب حمد بن عبدالله القاضي، مد الله سؤود دولة الأدب بطول عمره.. آمين.

الثاني: تلك الاختبارات الشعرية التي تفوح منها رائحة الذوق والنقد وحسن النظر.

(وثمة شكر خاص حار لمعالي الشيخ عبدالعزيز بن علي التويجري -حفظه الله- رئيس مجلس أمناء جامعة دار العلوم، ومن قدم للكتاب الأديب الأستاذ: حمد بن عبدالله القاضي).

(بنت الأعشى) - الرياض

Hanan.alsait@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة