Friday  18/02/2011/2011 Issue 14022

الجمعة 15 ربيع الأول 1432  العدد  14022

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

الحديث دوماً عن البدايات قد يكون صعباً مثل صعوبة بدايتها فالسراء والضراء والعسر والسر والفرج والشدة جميع تلك أحوال عديدة مرت بأناس وخاضها آخرون. وعندما يكون الوقوف أمام سير المبدعين والناجحين والمكافحين فإنه يستنطق معه العبّر والدروس والعظات.

وصالح الراجحي رحمه الله» قصة طويلة بدأت بالأمل والطموح والأماني التي اقترنت بالصدق والأمانة وهذان هما جناحي النجاح لكل من طلبه وأراده. حياة صالح الراجحي تستحق الوقوف عند محطاتها إلا أن الأبرز في نظري يتمثل في أنه لم ينحني لزخرف الدنيا وزينتها ولم يصبه شيء من العجب والخيلاء على السعة في الرزق والبسطة في المال.

عاش صالح الراجحي في أوج ثرائه ليس بعيداً عن الحياة التي عاشها في بدء حياته وكفاحه. وذلك ليس بخلاً، فما يصرفه على منافذ الخير والإحسان والصدقة والبذل والمعروف تؤكد كرمه المتناهي ولكنه في مصارف الخير الأكيدة.

عاش صالح الراجحي بسيطاً في ملبسه ومركبه ومسكنه لكنه كبير في تواضعه وتبسطه وحبه للخير. التقيت به -رحمه الله- مرات قليلة ثم التقيت بأقرانه وأصدقائه مرات كثيرة كل من كان حوله أو قريباً منه ناله شيء من خيره ومعروفه وإحسانه.

لم يكن أنانياً أو حسوداً لأحد وأعلم أناساً بأعيانهم وأشخاصهم كانوا مجرد جلساء وحضور لمجلسه ثم غدوا وأصبحوا ذوي مال وثراء. كان «سعي البيع» لا يحرم منه حاضراً سواء كان صغيراً أو كبيراً غنياً أو فقيراً.

حاولت قبل سنتين تقريباً جمع بعض مفاصل حياة هذا الرجل العصامي وإذا بي أفاجأ بنوادر وغرائب ومثاليات عجيبة.

استطاع من خلال فكرة المصرف أن يحقق حلماً راهن عليه الكثيرون في بدايته كي ينجح هذا المصرف في إقامة صرافة وبنك إسلامي خال من الربا فكان هذا المشروع المالي المصرفي العملاق شامخاً أحد أبرز الصروح المالية العالمية.

ومن أجمل ملامح حياته صدقه في التعامل فما سمعت أحداً خلال عملي في مهنة المحاماة واختلاطي بكثير من رجال المال والأعمال وولوجي المحاكم فما سمعت أن أحداً اتهمه بكذب أو عدم أمانة. كان يحدب ويرفق ويحب الخير لكل الناس وإخوانه الذين كانوا بجواره وفي شراكته وأحسن إلى الجميع وكان تعامله مع القريب والبعيد مضرب المثل في التعامل التجاري.

أما دقته في المواعيد وإدارته للعمل فهي تمثل نموذجاً لرجل الأعمال الناجح. إن مدرسة الراجحي أصبحت تمثل أنموذجاً للعمل التجاري السعودي الناجح المبني على الصدق.. وكنت أتمنى أن يطلع دوماً الشباب الناشئة على تلك المراحل الصعبة التي عاشها وعاناها منذ مطلع حياته رحمه الله حتى غدا ذلك المليونير الشهير. ليست حياة صالح الراجحي -رحمه الله- حكراً على نفسه وأولاده ولكنها لوحة وطن صغرى بدأت من الكفاح وانتهت بالنجاح.

فاكس: 014645999

(*) d-almushaweh@hotmail.comd
 

صالح الراجحي من الكفاح إلى النجاح
د. محمد بن عبدالله المشوح (*)

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة