Friday  18/02/2011/2011 Issue 14022

الجمعة 15 ربيع الأول 1432  العدد  14022

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

فجعتُ ليلة الخميس الـ14 من شهر ربيع الأول 1432هـ برسائل عدة من إخوة أعزاء بنبأ وفاة الأخ والصديق العزيز الدكتور أحمد بن صالح التويجري - رحمة الله عليه،

ونسأل الله تعالى أن يجعله في عليين مع الشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقاً -.

لقد كان أبو سلمان صديقاً لكل مَنْ يعرفه؛ لحسن خلقه وحرصه على أداء عمله بكل أمانة وإتقان، ولم نرَ منه قط إلا تبسمه في وجه الجميع، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «الناس شهداء الله في أرضه».

لقد عرفنا منه مثل زملاء آخرين في العمل المحافظة على وقت العمل وأدائه بكل أمانة، وعدم استخدام أوقات العمل في أمور خاصة، كما عرفنا معه اللامركزية في العمل وتبسيط الإجراءات، والعمل بروح الفريق الواحد، عرفنا منه معنى الإدارة بالحب بكل ما تعنيه هذه العبارة من معانٍ.

كلما أذكر أبا سلمان أذكر «الإدارة بالحب» ومسؤولين آخرين بالصناعة والتجارة كانوا من أصحاب الأعمال لا الأقوال، والأفعال لا التصريحات، وأذكر منهم معالي الدكتور سليمان السليم متعه الله بالصحة والعافية، الذي هو مدرسة في الإدارة، وقد فقدته الإدارة الحكومية، وهو من المسؤولين القلائل الذين خسرهم القطاع الحكومي بل والقطاع الخاص، الذي تشرفت بالعمل معه خمسة أعوام، عرفت منه أول ما عرفت «الإدارة بالحب».

ولن أنسى معالي المرحوم الشيخ محمود طيبة - رحمة الله عليه - الذي هو رجل عمل وحب وإتقان ورجل خير؛ فهو لا تكاد تفارقه البسمة، وطيلة معرفتي به - رحمه الله - لم يتغير طبعه، ولم تغيره المناصب. ومن رجال الصناعة والإدارة بالحب الذين فقدناهم أيضاً الشيخ عبدالله القرعاوي وكيل الصناعة للشؤون المالية والإدارية الأسبق - رحمه الله -.

رحم الله الجميع، الأحياء منهم والأموات.

من الذكريات مع أبي سلمان - رحمه الله - أنه كان يُعِدُّ بعض التقارير بنفسه، وعندما يكون لديه مثل هذه الأعمال يجلس في غرفة الاجتماعات، ويترك الباب مفتوحاً، وإذا كان هناك معاملات للتوقيع أو مراجع يدخل إليه في غرفة الاجتماعات؛ فأبوابه مشرعة للجميع وبدون مواعيد. ومن المواقف الطريفة في عهد انقطاعات الكهرباء، التي أصبحت من التاريخ، كان وكيلاً للكهرباء بالنيابة عن المرحوم المهندس يوسف الحماد - وهو بالمناسبة من المسؤولين المميزين، وكان يتمتع بحسن الخلق ومتابعة عمله - وفي أحد أيام شهر رمضان المبارك في الصيف اتصل به أحد المواطنين وقت الظهر وسأله متى تعود الكهرباء عن أحد أحياء الرياض، فأجابه - رحمه الله - بأن الإخوان يشتغلون لإصلاح الخلل، ويحتاج الأمر إلى ساعتين أو ثلاث، وهم إن شاء الله مهتمون بالأمر. وكانت إجابة المواطن «أنا قدام الثلاجة، وإذا لم تعد الكهرباء بعد هذا الوقت فسوف أفطر».

أبا سلمان:

نسأل الله لك القبول الحسن، وأن يسكنك فسيح جناته، وأن يلهم أبناءك وزوجك الصبر والسلوان ?إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ?.

(*) المدير العام للدار السعودية للخدمات الاستشارية السابق

musallammisc@hotmail.com
 

إلى جنة الخلد أبا سلمان
بقلم: محمد بن علي المسلم (*)

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة