Friday  18/02/2011/2011 Issue 14022

الجمعة 15 ربيع الأول 1432  العدد  14022

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جدد حياتك

 

أرواح مغردة
خطة رقم 1

رجوع

 

ماذا يعني أن ترى أعواداً من السواك يرميها بائعها مع النفايات لما علم بوار تجارته بعد صلاة الجمعة؟

وماذا يعني أن تجد أحد أبطال السباحة في المملكة ملبداً بطبقات من الشحوم بعد ابتعاده عنها؛ لأنه لا يحب سوى رياضة السباحة وظروفه حالياًّ لا تساعده إلا على رياضة المشي؟

وكيف تفهم طالباً دخل الجامعة وهو لا يريد من دراسته إلا أن يكون معيداً فيها وربما لا يكون ذلك؟

وما رأيك بخاطب وضع خلطته السرية لمواصفات زوجة الأحلام ولم يجد إلا طرفاً من مقادير تلك الخلطة؟

إن هؤلاء جميعاً يسيرون بعقلية «الخيار الواحد» ولا يسمحون لعقولهم أن تتنفس فكرة «الخيار الثاني»، والتي تعود عليهم بالنفع الجزئي بدلاً من الخسارة التامة، فمثلاً: ألا يستطيع بائع المساويك أن يضع أعواده في المسجد لوجه الله فيحصد الأجور من حيث لا يشعر! ألا يمكن للبطل أن يمشي فيحافظ على رونقه وصحته بدلاً من جلوسه! ألا يستطيع الخاطب أن يحدد أهم صفتين يراها في شريكة حياته عندما لا تكتمل المواصفات!

إنني لا أدعو إلى تفتيت العزم في تحقيق الأهداف، ولا خمول الهمة في الوصول إلى الغايات، ولا أقصد تشويش الفكر بعد وضوحه، ولا تفريق الإرادة بعد اجتماعها، ولكني أدعو إلى نوع من المصالحة مع نفسنا البشرية التي جبلت على النقص فليس كل ما نريده يكون، ولو كان فلا يحصل في كل الأزمان، وصدق الله حيث قال عن نفسه: «فعّال لما يريد» فمن صفات كماله أنه يفعل كل ما يريده، أما البشر فيسددون حيناً ويقاربون حيناً والمهم أن لا يبتعدوا جداً.

وتأمل هذه الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما سُئل عن لباس المحرم قال:»لا يلبس القميص ولا العمامة ولا السراويل ولا البرنس ولا ثوباً مسه الوَرْس أو الزعفران فإن لم يجد النعلين فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا تحت الكعبين» وفي الصلاة قال لعمران بن الحصين رضي الله عنه وكانت به بواسير: «صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب».

نعم إنه شيء واحد لا يكون فيه إلا خيار واحد وهو رضا الله سبحانه وتعالى فذلك هو الربح الأكبر فإياك أن تقيل أو تستقيل فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان

محمد بن عبدالله العبدالهادي - عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود

aboanus@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة