Saturday  19/02/2011/2011 Issue 14023

السبت 16 ربيع الأول 1432  العدد  14023

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

اهتمت كثير من الجهات الحكومية بممارسة (الحرق الإعلامي) لأفكار مشاريع قد ترى النور وقد تبقى مجرد أفكار، لا اعتراض على هذه الجهة أو تلك إن تعلن وتنشر عن منجزاتها، ولكن بقليل من الواقعية والبعد عن السرد التاريخي، الوطن والمواطن اليوم بحاجة إلى عمل حقيقي على الأرض وليس فقط تحويل الأفكار الجميلة والتطلعات الى أخبار إعلامية، بينما هي غائبة عن أرض الواقع.

المشروعات الناجحة والإنجازات الحقيقية هي تتحدث عن نفسها، يشعر بها المواطن لأنها تمسه مباشرة، لم يعد بحاجة لقراءة الأفكار المطرزة بصورة المسؤولين.

* تغنت وزارة الصحة ذات يوم بالتأمين الصحي للمواطنين، وابتهجت وزارة التربية ذات ليلة بتحويل مدارسنا إلى مدارس ذكية تعتمد على الجانب التقني والتفاعلي... ونفذت أمانة جدة تصريف السيول بشكل متقن عبر تصاريح صحفية «كشفت» حقيقة المطر زيفها.

وحالياً نسمع أن هيئة المدن الصناعية تتحدث عن توفير الأراضي الصناعية المطورة وأن بلدنا بدأ مرحلة التحول إلى بلد صناعي «يصنع الغزال والشاحنات»، ولكن كل ما نتمناه أن تختلف الهيئة عن البقية، ليس مهماً أن تعيد علينا الهيئة في كل مرة عدد المدن الصناعية القائمة، المهم هل يجد المستثمر حالياً أرضاً لبناء مصنعه أو توسيع مصنعه القائم بالرياض أو جدة أو الشرقية؟ هذا هو السؤال المباشر الذي يتطلب إجابة محددة، أحد الصناعيين منذ سنتين وحتى الآن ينتظر قطعة أرض في صناعية الدمام أو الأحساء! لديه مشروع لا يعيقه سوى الأرض التي يبني عليها!! بل إن هناك الكثير من المشاريع تم إلغاؤها لعدم توفر أراضٍ صناعية مطورة، حتى المدن الصناعية القائمة من أكثر من ثلاثة عقود ما تزال تنقصها بعض الخدمات.

بينما في المقابل لدينا شركة أرامكو والهيئة الملكية للجبيل وينبع لم تمارس التطبيل والتلميع الإعلامي ومع ذلك كسبت احترام الجميع لأنها عملت وأنجزت للوطن، حتى أن هناك من يطالب أن تتولى الهيئة الملكية للجبيل وينبع شأن الصناعة بكامله وإدارة المدن الصناعية فهي قادرة على معالجة الأوضاع المستعصية لهذا القطاع الهام.

لا أعرف كيف تنفذ الإستراتيجية الوطنية للصناعة في ظل غياب الأرض المهيئة والمطورة لبناء الصناعة، وحتى هذه الإستراتيجية التي أقرت من سنوات لم يتم تفعيلها حتى الآن بمعنى أن مجرد اعتماد الإستراتيجية على الورق أصبح إنجازاً لا تزال وزارة التجارة والصناعة تتغنى به.

ما نريد أن نقوله إن الإعلام هو من سيبحث الإنجازات متى ما شاهدها على أرض الواقع وليست على الورق فقط، الوطن اليوم بحاجة للعمل ثم العمل، الدولة وفرت كل الدعم المادي وكما قال خادم الحرمين الشريفين، لم يعد هناك عذر في عدم الإنجاز..

 

نبض
المدن الصناعية.. هل تختلف عنهم؟
حميد عوض العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة