Monday  21/02/2011/2011 Issue 14025

الأثنين 18 ربيع الأول 1432  العدد  14025

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

تأخرت في كتابة كلمة عنه، وما ذاك برغبة مني، ولكنها الفاجعة، فغياب الرجال الرجل، من الأشياء التي تضيق بها الصدور، وتصدم الأفراد والجماعات، بَيْد أن الأعمال الخيرية لهم، تلاحقهم في قبورهم، بها يهنأون، وعليها إن شاء الله يبعثون.

الشيخ صالح الراجحي - رحمه الله -، هو واحد من أبرز رجال الخير في المجتمع السعودي، بل أكاد أقول: لا يُذكر الخير إلا مقترناً به، أعطى ولم يمنع، وقدَّم ولم يؤخِّر، وارتبط بالمثل العليا، قدر ارتباطه بدينه، وبربه، والتمس الشرعية لنفسه، من مواقف خيرية كثيرة، لا أستطيع أن أحصيها، ولكنها تظل شاهدة على ما زرع، وبذر، وما حصده المحتاجون، والفقراء، والأرامل، والمطلقات، والأيتام، بل تجاوز ذلك إلى حد أنه كان يموِّل الزواج الجماعي، وينفق عليه من ماله الحر، وهو أمر كان يسعده كثيراً، وهو يجمع بين مواطنين، ومواطنات، يعفون أنفسهم، ويحصنون فروجهم، كي لا يقعوا في الحرام.

قرأت تعليقاً للمواطن - بندر الحربي - على المواقف الخيرية للشيخ الراجحي، أنقل هنا نصه: «ليت التجار، قبل مغادرة الحياة، يفعلون خيراً، مثل ما فعل الشيخ الراجحي.. يجب أن يتغيّر فكر عمل الخير، فليس عمل الخير هو الزكاة - وهي من الدين ومن أركان الإسلام الخمسة - ولكن عمل الخير، يكون بمساعدة المحتاج، وبناء المساكن، وإنشاء المستشفيات الخيرية، والمساعدة على الإعفاف بالزواج، وغير ذلك، وليس ببناء المساجد فقط» ومني للتجار، علهم يسمعون.

يُوصف الشيخ الراجحي بأنه «يبتعد عن الدنيا في شبابه، وهي تلاحقه» ترى كم هؤلاء؟ وأين هم؟ وماذا يفعلون؟ كاتب هذا المقال ليس متشائماً، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة» وحتى ينحو الخيرون منحى الشيخ الراجحي فليقتدوا به، وليأخذوه نموذجاً، يقرؤون في ضوئه علاقته بالله، وبثقافة نشر الخير «فالواقع المادي لأي إنسان، هو في جملته عبارة عن نسخ متراكمة، من هذا النموذج، بعيداً عن التزويق والتمويه» لأن كليات الأعمال الخيرية تكمن: عندما يعطي من يملك من لا يملك، من دون مقابل، ولا يكون التمظهر في أعمال الخير، إلا ممن عميت بصائرهم، فانفض الناس من حولهم، وجاء الخيرون يتقدمون الصفوف، ويقدمون أنفسهم لمجتمعهم بوصفهم ثقافة، وللعالم ك»قوانين» ترسِّخ في الذهن ما يتميزون به من المرونة، والنظرة الجدية لحاجات مجتمعهم، وأفراده، دون مَنٍّ، أو تعصب، أو تطرف.قابلت الشيخ الراجحي - رحمه الله -، مرة واحدة في حياتي، فرحت لأنه يرى أن الصالح من الأعمال خير وأبقى، تطلَّع للآخرة، وعمل على دمج ثقافة الخير في مجتمعه، كي تسوده، وتؤطرها قيم دينية واجتماعية، تُعد الخطوة الأولى نحو التنمية الحقيقية للخير، وهذا ما كان ينادي به - رحمه الله -، وعوّض الجميع فيه بمن يخلفه، ويسير على دربه، ويتبع خطاه.

فاكس: 014543856

badrkerrayem@hotmail.com
 

يبتعد فتلاحقه
بدر بن أحمد كريم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة