Monday  21/02/2011/2011 Issue 14025

الأثنين 18 ربيع الأول 1432  العدد  14025

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

كن متوازناً تكن ناجحاً
عبدالحميد جابر الحمادي

رجوع

 

تشابه العظماء والناجحون والطموحون في مزايا عدة، من بينها مزية التوازن الشامل والعام في العاطفة والانفعال والإنفاق والغضب والسرور والثناء والذم. التوازن هو التفاعل مع أحداث اليوم بجميع أشكالها وصورها بطبيعة متزنة لا إفراط فيها ولا تفريط الحزن والغضب وغيرها.

التوازن هو القدرة على إكمال يومك مع ما حدث لك من معضلات ومشكلات.

التوازن يعني أن تقف في المسار الثاني وهو في مسار التعامل مع المشكلة والعائق لا أن تقف في جزء المشكلة والنازلة.

التوازن يحدث عندما نرغب نحن بإيجاده وامتلاكه كجزء من هويتنا وشخصيتنا التوازن عمل وممارسة وبذل.

التوازن كأي سلوك يحدث لنا عندما نبذل جهد للحصول عليه ونقله لحياتنا التوازن عادة تأتي في البداية بعد جهد جهيد وأخطاء في تطبيقات، الإنسان لا يخلق متوازنا بل هو المسؤول الوحيد لإحداث التوازن وتعلمه.

نحتاج لمئات المواقف والتصرفات المفاجئة التي تصقل هذا السلوك في حياتنا وتقويه وتثبته كتثبيت الأركان الأربعة لطاولة مستطيلة الشكل.

هناك دلائل وإشارات قرآنية تبين حقيقة الحياة وما يكون فيها مما يدفع بالإنسان للتوازن.

كقوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا} حتى قوله تعالى: {لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ}..

فهنا دليل قاطع وبرهان ناصع وجلي على أن ما يدور في هذه الحياة كله بيد الله تعالى فالخير بيده والشر بيده يدفع هذا ويجلب ذاك بحكمته.

ومما يستحسن الاستدلال به موقف النبي صلى الله عليه وسلم عند دخوله مكة المكرمة يوم الفتح كيف كان مطأطأ الرأس متواضع المشي معترف بالفضل، كيف لو أخبرنا التاريخ بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان فرحا يرقص ويتغنى ويمرح من الطيش كما يمرح الصبيان والطيشان لعجبنا واستغربنا حدوث مثل ذلك ولكن كان صلوات الله وسلامه عليه حريصاً على تعليمنا قيمة ثمينة وهي التوازن في الفرح والاعتدال فيه.

التوازن يشمل أنواع برامجنا اليومية في أكلنا وشربنا وضحكنا واهتماماتنا وتطلعاتنا فنحتاجه في علاقاتنا فلا نبالغ في الثناء لمن أحسن ولا نسخط كل السخط لمن أساء.

ونحتاج إليه في تواصلنا مع أهلينا وأقاربنا وأصدقائنا.

نحتاج له في عبادتنا وطاعتنا فلا نزيد في تطوع قد يؤدي إلى التقصير في واجب.

التوازن عند معاقبة مقصر وعند مكافأة محسن.

التوازن في تربية الأب لابنه والأم لابنتها.

التوازن يقلل من تأنيب الضمير ورثاء الذات.

الأشخاص المتصفون بالتوازن يعلو محياهم القوة والثقة والإيمان، واليقين بقدرتهم بتجاوز الصعاب.

هناك مؤشر واضح على النجاح في الحياة وهو (إعطاء كل شيء حقه من الوقت والاهتمام) لأنه يعني ببساطة أن الحياة أصبحت في ملكنا ولسنا في ملكها.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة