Monday  21/02/2011/2011 Issue 14025

الأثنين 18 ربيع الأول 1432  العدد  14025

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

 

أمن الفكر الرياضي
د. سعود عبدالرحمن العجاجي

رجوع

 

الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أمن الفكر من أهم ما تسعى له الدول والأمم والهيئات الدولية وتبذل من الجهود المادية والعملية الكثير والكثير، ومما لاشك فيه أن أمان الفكر في الدول والمجتمعات يوجه في غالبه لشريحة الأطفال والمراهقين والشباب بشكل مكثف حيث إنهم الفئة المستهدفة، حيث إن الخطر كل الخطر محيط بهذه الفئات أكبر من الراشدين أو الكهول والعواجيز، ومن المهم بمكان أن تكون كل المؤسسات الحكومية والخاصة معنية بهذا الأمر وتضع البرامج والتصورات وترسم الخطط والإستراتيجيات التي تضمن الوصول إلى أفضل النتائج في هذا المضمار.

ومما يؤسف له أن هذا الأمر لا يكاد يكون من ضمن اهتمامات الرئاسة ولا يكاد يذكر ضمن نشاطاتها والسبب غير معلوم ويقيد ضد مجهول، فلا يوجد ولأكون دقيقاً لم نسمع إطلاقاً عن إدارة أو لجنة معنية بهذا الأمر ولم نسمع عن أي تنسيق من الرئاسة مع القطاعات الأخرى من الدولة كوزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم والعالي ووزارة الثقافة والإعلام ووزارة الداخلية في هذا الشأن المهم والحيوي والخطير.

والمشاهد والمتابع في الجانب الرياضي يدرك مدى خطورة هذا الأمر ويخشى من عواقبه، مثال ذلك في الوسط الرياضي وتحديداً الكروي والذي أصبح ظاهرة في الأربع سنوات الأخيرة وبدأ يتعاظم بشكل واضح كطفل ولد وأصبح رضيعاً ثم حبى ومن ثم خطى والآن أصبح يعدو.

لا يحتاج الأمر إلى بحث شاق كي تخرج بانطباع مقلق وغير صحي في مستوى أمان الفكر الرياضي وأنا هنا لا أقدم بحثاً علمي في هذه النقطة كي أضع الهدف والرؤية وأدوات للبحث وإنما أشير لظاهرة وأضع فرضيات لأسبابها.

من هذه الفرضيات عدم وجود منهجية علمية ولا سلوكية لدراسة ووضع إستراتيجيات مع الجهات ذات العلاقة تعنى بصحة أمن الفكر لدى الشباب في الوسط الرياضي والحرص على تطبيقها.

ومنها وهو الأهم تعاظم دور الإعلام المرئي والمقروء في التأثير على صحة ومنهجية التفكير سلبياً وكيف لا؟ حيث إن المسيطر على هذا الإعلام في الغالب أناس ليس لديهم أدنى شعور تجاه الرسالة السامية والتربوية والأمنية والأخلاقية، لا لشيء إلا أن غالب المنتمين لهذا الإعلام كانوا يسيرون ويسيرون كتاباتهم وبرامجهم حسب ما تمليه عليهم أهواؤهم وتبعياتهم ومجاملتهم لحساب مصالح خاصة، ولا يوجد لديهم أدنى شعور تجاه الرسالة العامة والسامية للإعلام في ترسيخ المبادئ والقيم والشعور بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه هذا المجتمع، وانظروا فقط لمخرجات الأعوام الأربع الأخيرة ودرجة الاحتقان الذي وصل لحد الغليان والهتافات الغير أخلاقية والقذف والطعن في الأعراض والذمم وتغليب الانتماء والانتقاص من الآخرين والطعن في نجاحاتهم وإن كانت في النهاية لصالح الوطن والكذب والتدليس وطمس الحقائق واستعداء أبناء الوطن بعضهم على بعض بزراعة الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع أطفاله ومراهقيه وشبابه وكهوله واختراق هذا الوسط من برامج خارج حدود الوطن وإظهار الإنسان السعودي أمام الرأي العام الخليجي والعربي بالجهل والضحالة وضعف المواطنة باستغلال طرحهم المريض والغير مسؤول بحثاً عن كسب شخصي مادياً أو تنفيذ أجندة المفسدين من أصحاب القلوب السوداء وكل ذلك بداعي الإثارة وبئس السبب والمسبب فمن الممكن أن تكون الإثارة موجودة مع الانضباط والطرح الراقي وإعطاء كل ذي حق حقه وليس بتلك الأساليب الخطيرة والحقيرة والرخيصة والتي بلا شك قد تكون نتائجها وخيمة على لحمة شباب الوطن والتسبب في الزهد لدى البعض في مفهوم المواطنة ككل، لذا أهيب بالرئاسة العامة أن تتنبه لذلك وأن تقوم بواجبها بالحفاظ على أمان الفكر الرياضي في المجتمع بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وأن يتم ضبط الإعلام واطروحاته ولا يسمح بالتعبير بداعي حرية الطرح الإعلامي تلك الكلمة المطاطة فلا يوجد حرية مطلقة بل الحرية يجب أن تضبط بميزان الدين والعقل والخلق القويم وأن لا يسمح لجهله وموتورين بالتواجد في السطح الإعلامي بل يجب أن يتم التخلص منهم وتحجيمهم وأن يحاصروا ويضيق عليهم أو أن تضبط أطروحاتهم كي لا يتأثر بهم النشء ويصابوا بلوثة أولئك الجهلة.

وعليه أقترح أن تستحدث الرئاسة العامة إدارة معنية بالأمن الفكري الرياضي وأن تنسق مع الجهات ذات العلاقة لوضع المنهجية والخطط والإستراتيجية لهذه الإدارة وتخول بكامل الصلاحية في وضع الضوابط التي تضمن نجاحها ومن أهمها رسم الخطوط العريضة للطرح الإعلامي المرئي والمسموع والقدرة على اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمن يخالف ذلك.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة