Tuesday  22/02/2011/2011 Issue 14026

الثلاثاء 19 ربيع الأول 1432  العدد  14026

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

 

لا أحد ولا شيء سوف ينسى
د. توفيق بييف

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة للإبادة الجماعية ضد المدنيين الأبرياء في مدينة (خوجالي) الأذربيجانية أريد أن أنوّه بأن القوات المسلحة للجمهورية الأرمينية بالتعاون مع المسلحين المحليين من منقطة (قاراباغ جبالي) الأذربيجانية وبالاشتراك المباشر مع الفوج الميكانيكي رقم 366 التابع للجيش السوفيتي السابق في الليلة من 25 - 26 فبراير 1992م قد قامت بارتكاب العمل الأشنع من نوعية الإبادة الجماعية بمدينة (خوجالي) الواقعة في الجزء الشمالي من منطقة (قارباغ) في أذربيجان.

إن مدينة (خوجالي) هي بلدة صغيرة كان معظم القاطنين فيها ذوي عرق أذربيجاني والواقعة بعمق وداخل منطقة (قاراباغ جبالي) من أذربيجان، وبسبب عدوان الجمهورية الأرمينية على الجمهورية الأذربيجانية وبفعل عملية أرمنية للتطهير العرقي ضد الأذربيجانيين بداخل أرمينيا، فإن بعض اللاجئين الأذربيجانيين وبما فيها اللاجئون الأتراك المسخيتيون (Meskhetenian Turks) من مناطق متعددة في الاتحاد السوفييتي السابق لجؤوا واستقروا في مدينة (خوجالي) وبعد ذلك أصبح عدد سكانها ما يقارب 7.000 نسمة.

كانت مدينة (خوجالي) تحت الحصار منذ شهر أكتوبر 1991م، وفي 30 من أكتوبر منع التجول وسكرت طرق برية أساسية كما قطعت فيما بعد الطرق الوحيد للنقل من خلال الهليكوبترات المدنية، وحتى في الفترة المسبقة للهجوم كانت البلدة تقضي عدة شهور من غير طاقة كهربائية أو غاز، وقد كان الدافع لعيش السكان القاطنين في هذه المدينة هو شجاعتهم في مواجهة الظروف المعيشية القاسية وبطولة من يدافع عنها.

ومنذ بداية الجزء الثاني لشهر فبراير كانت مدينة (خوجالي) ترزح تحت وطأة إطلاق نيران المدفعية يومياً من جانب الأجهزة العسكرية الثقيلة وكان موعد بداية التحضير للهجوم عليها في ليلة 25 فبراير عندما أخذ الفوج الميكانيكي رقم 366 موقعه حول المدينة.

بدأ الهجوم على المدينة بإطلاق النار من المدفعية الثقيلة وبالدبابات وحاملات مدرعة للأشخاص وصواريخ (الازان) لمدة ساعتين متواليتين وتلاها هجوم أرضي من قبل مشاة القوات الأرمينية المسلحة مع مساندة الفوج الميكانيكي رقم 366 ودخلت قوات الهجوم إلى المدينة من ثلاثة اتجاهات فقتلت مدافعي المدينة والمدنيين الأبرياء ودمرت وحرق البيوت، وتعداها ذلك إلى الممتلكات الشخصية والباهظة الثمن التي أخذت في شاحنات باتجاه بلدة (خان كندي).

وبينما كان يواصل الاقتحام في ثلاثة اتجاهات كان يجبر المدنيين الأبرياء على مغادرة المدينة وإنهم كانوا يلجؤون إلى اتجاه مدينة (أغدام) على طول حافة نهر (جرجر) حيث بالقرب من قرية (ناختشيفانيك) وقعوا في كمين القوات الأرمينية التي ارتكبت هناك بالإبادة الجماعية ضد المدنيين الهاربين ذبح الأطفال والنساء وكبار السن والعجزة وحتى المعوقين منهم بوحشية؛ وقد ارتكبت أداة القتل أفعالاً شنيعة مثل حرق المواطنين أحياء وسلخ جلودهم واقتلاع عيونهم بوحشية ضارية لم يسبق لها مثيل.

مأساة (خوجالي) هي الإبادة الجماعية ارتكبت من قبل المحتلين الأرمن بحق الشعب أدت إلى القتل ما يقارب على 613 نسمة يتضمن 106 نساء و63 أطفالاً و70 من كبار السن، وجرح 487 وأسر 2750 مدنياً، وفقدان 150 شخصاً وأخذ 1275 من القاطنين المسنين العجزة والأطفال كرهائن، حيث تعرضوا لأشد أنواع الآلام والتعذيب بالإضافة إلى سلب الكرامة والإهانة.

فاجعة (خوجالي) هي إحدى من الصفحات الدموية للإبادة الجماعية وسياسة التطهير العرقي التي كان يمارسها القوميون الأرمينيون المسلحون لمئات السنين ضد المسلمين من الأتراك والأذربيجانيين كانت هذه السياسية تجري لفترات منفصلة لمصالح دول متعددة وكانت تمارس بشتى الوسائل المسموح وغير المسموح عبر الطرق السياسية والاقتصادية والعسكرية الأيديولوجية والإرهابية، كان مواطنونا مضطهدين والأراضي التاريخية الأذربيجانية أصبحت هدفاً للاحتلال والاستيلاء عليها من قبل الأرمن؛ وفي القرن الأخير من نهاية الثمانينات نشب صراع عسكري على نطاق واسع نتيجة لزعم المطالبة الأرمينية بالأراضي الإقليمية التابعة لأذربيجان، وكنتيجة لهذه السياسة الماكرة احتلت القوات المسلحة الأرمينية 20% من الأراضي الأذربيجانية وأودت بحياة عشرات آلاف نسمة وجرح وتهجير مئات الآلاف من مواطنينا من بلادهم وأصبحوا لاجئين.

وبذكرى هذه الأيام الحزينة وبمناسبة الذكرى التاسعة عشرة للفاجعة نقدم تحية إجلال وإكبار لأبطال وأرواح شهداء (خوجالي).. كما نسأل الله عز وجل أن يتغمدهم برحمته لترقد أرواحهم بسلام.

السفير الأذربيجاني في المملكةwww.almantiq.org

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة