Thursday  24/02/2011/2011 Issue 14028

الخميس 21 ربيع الأول 1432  العدد  14028

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

بخطابه الأخير وضع (القائد) آخر طوبة للحده إن أمكن أن يحظى ب(لحدٍ) ما لم تمزق جثته إرباً إرباً بعد أن ارتكب كل ما يمكن أن يخطر على عقل أعتى مجرم حاقد على الإنسانية، بأن يخترع ما شاهدناه أو لم نشاهده من أساليب بطش وترويع وقتل للشعب الليبي.

خطابه الأخير، وثيقة إدانة، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى؛ فالملوك ورؤساء الدول والأمراء، عندما يُختارون قادة لبلدانهم يقسمون يمين الولاء للشعب، وأنهم يتعهدون أمام الله ثم أمام الشعب بالدفاع عن الوطن وخدمة مصالح الشعب، والدفاع عنهم وحمايتهم من أي عدوان.

هذه مهام ووظائف الملوك والرؤساء والأمراء، أما حين يتحول أحدهم من مدافع عن الشعب وحامٍ لحقوقه إلى جلاد، ويعلن أمام الجميع وللعالم أجمع قبل شعبه بأنه سيطارد شعبه من منزل إلى منزل، ومن حي إلى حي، ومن مدينة إلى مدينة، لإجبارهم على البقاء في بيت الطاعة، فهذا صك ودليل ثابت على أن هذا (القائد) قد ارتكب إثم الخيانة العظمى، خيانة الأمانة.. وخيانة شعب وحتى وإن اغتصبت قيادته، إلا أن الواجب يفرض عليه أن يدافع عنه لا أن يهدده بالويل والثبور، وإشعال حرب أهلية، وتدمير منازلهم فوق رؤوسهم، وأن يقرن كل هذه الأقوال بالعمل والفعل الإجرامي، فيكون قد ارتكب الخيانة العظمى مع (سبق الإصرار) وهذا أفظع جرم يرتكبه إنسان.

أما ما تضمنه خطاب (القائد) من ألفاظ وشتائم وأوصاف تحقيرية بحق شعبه، فهي تطاله قبل غيره، لأن الشعب إذا كان جرذاً، فإن قائدهم جرذ كبير.. وإذا كان من خرجوا (وهم بمئات الآلاف محتجين ومتظاهرين)، وأن تنشق قبائل وجماهير شرق ليبيا، ويتبع ذلك الغرب الليبي ثم الوسط، فالجنوب، ويظهر القائد ويقول: «إنهم مهلوسون وإنهم قد تعاطوا المخدرات»، فإن المنطق يقول إن من يقف في مواجهة إرادة الجماهير ورغبة الشعب في التغيير هو في الواقع تحت تأثير الهلوسة.

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
الأيام الأخيرة لقائد الجرذان
جاسر الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة