Friday  25/02/2011/2011 Issue 14029

الجمعة 22 ربيع الأول 1432  العدد  14029

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

منذ إشراقة صباح أمس وأمطار الغيث يتوالى تهاديها على أرض الخير، وكان أولاها وتاجها عودة قائد مسيرتنا ومنظومة تنميتنا الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - إلى أرض وطنه وقلوب شعبه، وأفئدة عائلته وهو في تمام العافية، وكمال الصحة ولله الحمد.

ولقد سبق وتزامن ولحق (سحابة) العودة المباركة أوامر الخير التي وشحت كل قلب في هذا الوطن بوشاح الفرح والابتهاج، وجعلت الألسن تلهج بالدعاء، والعيون تفيض بدموع السرور فكان الفرح مقترناً بهذا الملك المبارك.

عندما نقرأ هذه الأوامر الملكية الكريمة أو بالأحرى هذه السحائب الكريمة السخية - نقرؤها من عدة جوانب مضيئة وكل واحد منها يفيض خيرًا وينبض عطاء.

أولاها: شمولية هذه الأوامر؛ فهي لم تخص فئة دون أخرى، فبقدر ما سعد بها المحتاجون ابتهج بها العاطلون، وبقدر ما سرت طالبي السكن طرب لها الطلاب، وبقدر ما فاضت سروراً على السجناء وعائلاتهم وأطفالهم فهي شعت أضواء سرور على الموظفين وبقدر ما حفل بها الأدباء المثقفون سعد بها المنتمون للجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني.

ثانيها: أنها - وبحس الملك الإنسان - أولت الفقراء وذوي القدرات الخاصة ومستحقي الضمان الاجتماعي وأبناء الأسر الفقيرة كامل العناية، لقد خصّهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله باهتمام متميز ودعم خاص، فالأوامر أول ما توجهت إليهم فزادت مخصصات الضمان الاجتماعي، ورفعت إعانات الجمعيات الخيرية، وإعانات ذوي القدرات الخاصة، والطلاب المحتاجين، ويسرت سبل التعليم لأبنائهم.. يا لها من لمسات إنسانية لا تجيء إلا من ملك إنسان فعلاً لا قولاً، لأننا في بلد الخير، ويحكمنا ملك الخير.. وهذا الاهتمام من قائدنا بضعفائنا هو بحول الله أحد أسباب استقرار هذا الوطن، فقائد يرحم الضعفاء وشعب يبارك ويسعد بذلك هو وطن الخير والنماء والاستقرار، فحمدًا لله الذي سخر لنا ملكًا رحيمًا، وهيأ لنا وطنًا يحكم بشرع الله ويقيم العدل، فينبت الحب بين الملك وشعبه فيعم الخير فيه وتجبى إليه ثمرات كل شيء مصداقًا لقوله تعالى: {أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (57) سورة القصص.

ثالثها: إن هذه الأوامر الكريمة ترسخ متابعة الملك عبد الله لكل شأن يهم أية فئة في بلاده، وتؤكد أن كل ما يهم أبناء وطنه لم يغب عن وجدانه سواء كان حاضرًا أو غائبًا.. ولنقرأ بعض ملامح هذا الاهتمام والمتابعة الملكية من خلال هذه الأوامر فهاهم العاطلون يمنحهم الأمر الملكي إعانة شهرية، وقد ظلت إعانات العاطلين شأناً معلقاً سواء عبر مطالبات الصحف أو طرح مجلس الشورى ثم حسمها الملك الحاسم بأمره يوم أمس.

رابعها: لامست هذه الأوامر واحدة من أهم القضايا التي تؤرق عدداً كبيراً من المواطنين وهي مسألة توفير السكن اللائق بكل مواطن، فإضافة إلى ما سبق أن أوجده وهيأ له الملك عبد الله لتوفير المساكن خلال الأعوام الماضية سواء من خلال دعم الصندوق العقاري أو إنشاء هيئة الإسكان أو إقامة ودعم مشروعات الإسكان فيوم أمس وكان الأمر الملكي الذي صدر بقرار فوري مباشر برفع رأس مال صندوق التنمية العقارية إلى (40) مليار ريال، وشمل مطر العطاء الأحياء والأموات وأسرهم، لقد شملتهم جميعاً إنسانية الملك بإعفاء الأموات وإسقاط بعض الأقساط عن الأحياء.

خامسها: ملامستها لأحد أهم القضايا التي تشغل بال الأسر والشباب وهي قضية البطالة وتوظيف الشباب السعودي، فقد جاء الأمر الملكي فاعلاً بتشكيل لجنة عليا برئاسة سمو النائب الثاني لدراسة توظيف الخريجين السعوديين المعدين للتدريس خلال أربعة أشهر.

* سادسها: من أجل تفعيل القرارات التي توفر الرخاء، وتراقب الأسعار وتمنع المخالفات صدر الأمر الملكي بإحداث (1200) وظيفة لدعم البرامج الرقابية وسيكون لدعم الشأن الرقابي مردود وإيجابيات على مسيرة الإصلاح وعلى أعمال الوزارات والأسواق وتطبيق الأنظمة.

وبعد:

لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تجيء هذه الأوامر الملكية أو بالأحرى هذه الغيمات السخية بهذا الشمول، وبهذا السخاء، ولكنه الكريم لا يرضى إلا بأقصى درجات الكرم.. لقد كانت هذه العطاءات فوق سقف تطلعات كل مواطن ولكنه الحب بين القائد وأبنائه يجود بالأكثر، أدام الله هذا الوطن واحة أمن ودوحة أمان بقيادة الملك عبد الله ومعه سمو ولي عهده الأمير سلطان وسمو النائب الثاني الأمير نايف، حفظ الله هذا الوطن عقيدة وقيادة وإنساناً وتراباً.

عضو مجلس الشورى

 

عودة ملك الخير بسحائب الخير
حمد بن عبد الله القاضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة