Friday  25/02/2011/2011 Issue 14029

الجمعة 22 ربيع الأول 1432  العدد  14029

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى أرض الوطن بعد أن منَّ الله بفضله عليه وشفاه مما ألمَّ به، ولا ريب أن الشعب السعودي الكريم سعيد وفرح بعودته الميمونة وهو يرفل بثوب الصحة والعافية. وخادم الحرمين الشريفين يرى أن تطوير الإنسان هو الركيزة التي تُبنى عليها الأمم، وبقدر ما ينتج الإنسان من عطاء يقدّمه إلى مجتمعه بقدر ما يكون لذلك المجتمع موقع متقدّم في المجتمعات العالمية. ولهذا فقد حرص على المضي في تطوير الجامعات ووضع البنى التحتية لها لعل الإنسان ينطلق منها بمفاهيم علمية عملية حقيقية ليخرج جيل قادر على المساهمة في ميدان المعرفة الذي يعج بكثير من الإبداعات والمخترعات التي نحتاج أن تكون جزءاً منها.

وخادم الحرمين الشريفين اهتم اهتماماً كبيراً بالبنية التحتية للمملكة، منطلقاً من قناعته - حفظه الله - بأن توفير الخدمات للمواطنين يدفع باتجاه المزيد من العطاء، والعيشة الكريمة، وكلنا يعلم أن أي تنمية في دولة من الدول لا بد لها من ركائز أساسية وفي طليعتها توفر البنية التحتية الكافية والجيدة، فلا يمكن أن تكون تنمية دون ماء أو كهرباء أو طرق أو اتصالات وغيرها من أدوات البنية التحتية، ولعل المواطن وغير المواطن يشاهد ما وصلت إليه المملكة من تقدّم بزَّ نظيراتها من دول محيطة وغير محيطة، وفي زمن قياسي، كما يلحظ المشاهد أن هناك ورشاً متعدّدة ومتناثرة في جميع مناطق المملكة تعمل جميعاً في توسيع البنى التحتية وتطوير ما قد أصاب الكثير منها من أضرار بسبب العوامل الطبيعية والمدد الزمانية. والتمويل كان أحد المرتكزات الهامة التي جعلها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في نهجه لبناء دولة حديثة، فالمال هو وقود التنمية الدافع لها باتجاه السرعة والنجاح، فكانت المصارف والصناديق الحكومية وغير الحكومية فاعلة في الدفع باتجاه حمل القطاع الخاص العبء الأكبر من التنمية مع توفير كافة المستلزمات له، ولم تقتصر المصارف والصناديق على القطاع الخاص فحسب، بل كانت هناك قروض شخصية للمساعدات، وقروض مباشرة لبناء مؤسسات صغيرة تساعد المواطنين على توفير لقمة عيشهم من خلال بعض المشاريع الميسرة.

والأمن كان عنصراً هاماً من العناصر التي قامت عليها رؤية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله-، وبحمد من الله ومنِّه، استطاعت المملكة تجنب الكثير من المآسي التي أصابت العديد من الأشخاص والممتلكات في كثير من الدول، وذلك من خلال الحيطة والمعرفة المسبقة واتخاذ الخطوات اللازمة للحيلولة دون وقوع المحذور، وهذا العنصر في مجال الأمن كان مميزاً وواضحاً وجلياً للعديد من الدول، حتى إن بعضاً منها أخذ في طلب الاستفادة من التجربة السعودية في هذا المجال، والمشاهد يرى أن المنطقة تعج بالكثير من العناصر الإرهابية التي قتلت الأبرياء في كثير من الدول ولم تكن المملكة في منأى مما يجري غير أن الخطوات الكثيرة والمتقنة والمتعددة حالت دون مئات، بل آلاف الحوادث التي ربما كانت قد تقع لولا لطف الله سبحانه وتعالى ثم العمل الجاد والمتقن في هذا المضمار.

والاستقرار كان عاملاً من عوامل سياسة خادم الحرمين الشريفين، ولهذا فإن المملكة تأخذ في مواقفها السياسية وعلاقتها مع الدول المجاورة وغير المجاورة مواقف تحترم فيها الغير دون تفريط في ثوابتها الإسلامية والعربية والثقافية، وهذا يحتاج إلى السير على خيط رفيع مع عدم السقوط وهو ما سارت عليه المملكة ولله الحمد.

 

نوازع
عودة ميمونة
د. محمد بن عبد الرحمن البشر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة