Monday  28/02/2011/2011 Issue 14032

الأثنين 25 ربيع الأول 1432  العدد  14032

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

د. سهير: الاضطرابات السلوكية عند الطفل نتيجة حتمية لغياب الأمان النفسي والأسري له
جامعة الأميرة نورة تقيم ورشة تدريبية عن الأمان النفسي للأطفال وكيفية تحقيقه

رجوع

 

كتبت - مريم السلطان

افتتحت وكيلة جامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمن لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة سعادة الدكتورة نائلة بنت عبد الرحمن الديحان، وبحضور عميدة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، باكورة الأنشطة التدريبية للفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 1431-1432هـ التي تقدمها جامعة الأميرة نوره بنت عبد الرحمن للشريحة النسائية بالمجتمع بورشة تدريبية بعنوان: «الأمان النفسي للأطفال وكيفية تحقيقه» لسعادة الدكتورة سهير ميهوب الأستاذ المساعد في كلية رياض الأطفال في جامعة الأميرة نورة، حيث يعد الطفل اللبنة الأولى لبناء المجتمعات وصلاحها من صلاحه فطفل اليوم هو رجل أو امرأة المستقبل. ومن هذا المنطلق تم اختيار هذه الورشة التي تناولت العديد من المحاور التي تهدف إلى تحقيق الأمان النفسي لدى الطفل وتدعم استقراره العاطفي وإشباع الحاجات المختلفة له، والتي تؤدي إلى تأقلمه وانسجامه مع البيئة المحيطة به في ضوء تغيرات المجتمع وتساعده على تخطي العقبات والتخلص من المشكلات، ويمكن تحقيق الأمان النفسي لأطفالنا داخل المنزل من خلال توفير جو أسري غني بالمحبة والألفة بين أفراد الأسرة وتوفير احتياجات الطفل الأساسية ورعايته رعاية شاملة، ولا تغفل أهمية حماية الطفل من الأخطار والصدمات النفسية، وتوفير الحب والإنصات للطفل ومنحه حرية التعبير عن أفكاره، وعدم كبت مشاعره والحرص على الابتعاد عن الأساليب التي تدمر ثقته بنفسه، مثل نعته بوصف سلبي.. أما خارج المنزل فمن المهم إعطاء الطفل الفرصة لتكوين صداقات خارج إطار الأسرة وممارسة بعض الأنشطة معهم دون إشعارهم بالمراقبة اللصيقة.

وقد تعرضت الورشة إلى مخاطر افتقاد الأمان النفسي للأطفال وأهمها ما يتعلق بالاضطرابات السلوكية مثل عدم القدرة على التحكم بالانفعالات، والغضب وافتقاد الثقة بالنفس، والتقدير الذاتي، والشعور بالدونية والتبعية، وعدم الرغبة في الاستقلالية وضعف الشخصية، والتخريب ، والاكتئاب ، والبعد عن المنزل وغيرها والبعض الآخر يتعلق بالإضرابات الجسدية مثل اضطرابات النوم، ونوبات الفزع والبكاء ، ومص الإصبع، أو قضم الأظافر وغيرها.

وتعرضت الورشة لأسباب ضعف الاستقرار النفسي لدى الطفل، التي تشمل اضطراب الأجواء الأسرية، وعدم الاستقرار في محيط الأسرة، وانفصال الوالدين أو غياب أحدهما، والإعاقات الجسدية والعقلية، كما أن الحماية الزائدة والتذبذب وعدم الاستقرار، إضافة إلى عدم تحقيق العدالة بين الأبناء والمقارنة مع الآخرين وزرع الإحساس بالدونية كلها قد تؤدي إلى سوء الأوضاع النفسية للطفل.

وقد صرحت مديرة إدارة تخطيط وتنمية البيئة الدكتورة مها بنت أمين خياط بأن جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن تحمل على كاهلها إيصال رسالتها في تثقيف الشريحة النسائية في المجتمع من خلال الورش التدريبية التي تقيمها وكالة الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بدعم من سمو مديرة الجامعة د. الجوهرة بنت فهد آل سعود، وإشراف مباشر من وكيلة الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة سعادة الدكتورة نائلة بنت عبد الرحمن الديحان، وشراكة استراتيجية بين الجامعة وبنك الرياض في دعم تسجيل السيدات على حساب بنك الرياض، وينخرط في العمل على الإعداد لهذه الورش وتنفيذها نخبة متميزة من أعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية بالجامعة وبلغ عدد الحاضرات 60 متدربة، وفي نهاية الورشة شكرت الحاضرات الجامعة، والمدربة على هذه الورشة المتميزة، وأوصت الحاضرات بإعادتها لتتمكن شريحة أخرى من الاستفادة منها.

وأوضحت الدكتورة سهير ميهوب الأستاذ المساعد في كلية رياض الأطفال في جامعة الأميرة نورة في تصريح لها تناول محاور الورشة قائلة: لقد نادى علماء الإسلام وعلماء النفس بأهمية توفير الأمان النفسي للطفل لما يترتب عليها من صلاح المجتمع واستقراره، فكثير من الآباء والأمهات يعتقدوا أن واجبهم يقتصر على توفير المأكل والمشرب مع التقصير أو عدم الالتفات إلى مراعاة حاجات الطفل النفسية والاجتماعية مما يؤدي في المستقبل إلى التمرد عليهم وعدم طاعتهم. لهذا فكما يحتاج الطفل للطعام والهواء والشراب والنشاط والحركة والراحة لكي ينمو، فإنه في حاجة إلى الشعور بالأمان النفسي داخل الأسرة وخارجها.

ومحاور الورشة كما يلي :

كيف يتكون الأمان النفسي؟

من المثير للغرابة أن الأمن النفسي للطفل يتكون مع بدايات الحمل وحتى قبل ذلك، فالاستعداد النفسي للمرأة الحامل ومشاعر الأم نحو الجنين وكذلك الأب والتفاهم الحادث بين أفراد الأسرة كلها تؤدي دورا» أساسيا» في تهيئة الأجواء داخل الأسرة لاستقبال المولود الجديد.

ويعتبر الأمان النفسي والانفعالي للطفل من الأمور التي من الصعب تحديدها، فقد يكون من السهل على الأم التعرف على الحاجات البيولوجية للطفل بسهولة كالحاجة للنوم أو الطعام، إلا أنه قد يكون من الصعب عليها تمييز مشاعر الخوف والقلق والارتباك التي تتحكم في نموه النفسي وتحقق له الأمان له.

ماذا نقصد بالأمان النفسي للطفل؟

- هو حالة من الاستقرار العاطفي وإشباع الحاجات المختلفة للطفل تؤدي إلى تأقلم وانسجام الطفل مع البيئة المحيطة به, والتخلص من المشكلات النفسية المختلفة التي تعوق ذلك الانسجام

وحتى يتكون الأمان النفسي للطفل فلابد من إشباع حاجاته المختلقة منها:

الحاجة إلى الحب:

الحاجة إلى المكانة:

الحاجة إلى الطمأنينة

الحاجة إلى الشعور بشيء من الاستقلال الذاتي ضمن إطار الأسرة:

ماهي أسباب افتقاد الطفل للأمان النفسي؟

- اضطراب الأجواء الأسرية وعدم الاستقرار العائلي.

- انفصال الوالدين أو غياب أحدهما لأي سبب كان مثل مرض الأم أو الطفل.

- وجود إعاقة جسدية أو عقلية لدى الطفل أو أحد الوالدين.

- أساليب تعامل الوالدين غير السليمة مثل الحماية الزائدة، التذبذب وعدم الاستقرار، التفرقة بين الأبناء.

- المقارنة وعدم المساواة بين الأطفال.

- التعرض للأزمات والصدمات دون تقديم دعم نفسي كاف.

- سوء الأوضاع الاجتماعية والفقر

مظاهر انعدام الأمن النفسي لدى الأطفال :

يمكن أن يظهر ضعف الشعور بالأمن النفسي في عدد من المظاهر حسب عمر الطفل وقدرته على التعبير عن نفسه وقد لاتكون هذه الأعراض ظاهرة دائما»، وهي تظهر في عدة أشكال منها:

-الشكوى من الألم .

- ضعف الشخصية.

- اضطراب النوم.

- نوبات الفزع الليلي.

- نوبة البكاء.

- كثرة الشكاوى المرضية.

- حدوث نوع من النكوص في النمو مثل التبول الليلي.

- ظهور بعض العادات مثل مص الإصبع وقضم الأظافر.

- العدوانية وسرعة الانفعال والعناد.

- رفض الذهاب للمدرسة .

- التعبير عن الخوف والقلق.

- الانعزال وعدم الاختلاط أثناء اللعب مع الأقران.

- ضعف المستوى الدراسي.

كيف نحقق الأمان النفسي لأطفالنا؟

تحقيق جو أسري ينعم بالألفة والمحبة.

- توفير الاحتياجات الأساسية من مأكل وملبس ورعاية شاملة من كل الجوانب.

- توفير جو من الحنان والعطف داخل الأسرة.

- تشجيع الأطفال على التعبير عن أنفسهم ومشاعرهم.

- عدم توجيه الإساءة النفسية إليهم لخطورة ذلك على البناء النفسي للأطفال.

- حماية الأطفال من الصدمات المختلفة، كالشجار على مرأى ومسمع منه، وتعريضه للمخاوف من الحيوانات أو الأفلام أو الألعاب الخطرة.

- الحب غير المشروط للطفل: وذلك بالتعبير عنه مهما كانت سلوكياته، فقد نحب أبنائنا في كل وقت ولا يعجبنا تصرفاتهم أحيانا، فلابد من الحب غير المشروط، ومحاولة إثبات الحب له باهتمامنا بحديثه والإنصات إليه مهما كان كلامه لبناء علاقة قوية معه.

مشاركته ألعابه واهتماماته، والحديث عن ذلك معه، وتمثيل بعض اللقطات من القصص المقروءة عليه، ويفضل تخصيص وقت يومي للعب معه أو مشاركته حديثه ولو نصف ساعة يوميا.

- الحرية في التعبير: أي عدم كبت المشاعر والسماح له بالتعبير عن انفعالاته بحرية بشكل لا يؤثر سلباً على احترام الآخرين.

- التعرف على قدرات الطفل وجوانب القوة فيه، واهتماماته وميوله وتنميتها وتعزيزها، وتسليط الضوء على مكامن القوة قدر الإمكان، دون التركيز على السلبيات.

- إتاحة المجال للطفل لتكوين مجموعة من الصداقات خارج إطار الأسرة، وإعطائه الحق في ممارسة بعض الأنشطة مع أصدقائه مع وجود الإشراف، دون إشعار الطفل بالمتابعة اللصيقة.

- التقليل قدر الإمكان من الأوامر والنواهي التي تجعل الأطفال يشعرون بالملل، وليس معنى ذلك ترك الحبل على الغارب، فخير الأمور الوسط، فالحزم مع المرونة والتسامح وغض الطرف أحيانا والمحبة تحقق التربية الاستقلالية الرائعة والسليمة.

الابتعاد عن الأساليب التي تدمر الثقة بالنفس، كمقارنته مع إخوته وأصحابه أو النقد أو التوبيخ أو النعت بنعوت سلبية أو التهديد والتخويف المستمر أو الصراخ وعدم وجود لغة حوار هادئ.

متابعته دراسياً، وتشجيعه على التفوق، وخلق علاقات إيجابية بين الطفل ومدرسيه ورفقاء الدراسة.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة