Monday  28/02/2011/2011 Issue 14032

الأثنين 25 ربيع الأول 1432  العدد  14032

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - إلى أرض الوطن كشفت بما لا يدع مجالاً للشك عن مدى التماسك والإخاء والمحبة التي تجذرت في أعماق هذا الشعب السعودي الأصيل تجاه مليكه من خلال ما عبَّر عنه أطياف المجتمع كافة شباباً وشيوخاً، فقراء وأغنياء، مرضى وأصحاء، من فرحة جامحة بعودته سالماً معافى.

إن القيادة الحكيمة هي تلك التي تجبر من حولك على احترامك وتقديرك والثناء عليك، الفقير قبل الغني، والمريض قبل السليم، والصغير قبل الكبير؛ فهي أعلى أنواع الإدارة رقياً، بل يتعدى تلك الصفات لذلك القائد محيط شخصه لتنتقل طواعية بلا شعور إلى المتصلين به كافة ومَنْ هم حوله، وهذا ما يحدث فعلاً فيما بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وشعبه الوفي.

والوفاء أيضاً سمة لا يمكن أن يتفق عليها الجميع تجاه إنسانٍ واحد، ما لم يكن في ذلك الإنسان كل معاني الإنسانية فعلاً من الرحمة والعدل والمحبة والمساواة والحكمة، وهي صفات جمعت جميعها لتنتج إنساناً واحداً أسماه شعبه (ملك الإنسانية)؛ فلم ينل ذلك الوفاء من فراغ، ولم يأته ذلك الحب بالتخويف والقهر، بل جاءه الحب طواعية ينساق بين يديه.

إن ملكاً فتح صدره لأطياف شعبه كافة، ومد يديه لكل تيارات مجتمعه، وصافح كل الأفكار البناءة مهما اختلفت معه في وجهات النظر لهو جديرٌ بأن ينال كل هذا الاحترام والتقدير، وإن ملكاً عزز في نفوس شعبه مبدأ الحرية بمفهومها المنضبط وفق مقتضيات الشريعة الإسلامية دون غوغائية أو إثارة، ففتح أبوابه ومجلسه لأهل الخير والصلاح ليستمع منهم ويصغي لنصحهم ويوجه بما رزقه الله من حكمة وبصيرة لخير بلاده وشعبه وأمته لهو جدير بأن يحظى بكل هذا الحب والثناء، فليس مستغرباً اليوم إذن أن تزدان الشوارع لاستقباله، وتضاء القناديل ابتهاجاً بحضوره.

إن الناظر إلى سياسة المملكة العربية السعودية في ظل خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبدالعزيز يحفظه الله ليدرك أيما إدراك مدى الحكمة العالية التي تتخذها المملكة في سياستها الداخلية والخارجية، فلم تُعادِ أحداً، ولم تتقوَّ بنفوذها ومالها وجاهها على أحد، بل إنه - يحفظه الله - على العكس من ذلك تماماً، فلكم احتضن من دعوات السلام في كثيرٍ من البلدان المتأججة، وكانت المملكة حاضرة بتوجيه مليكها لتكون حمامة سلام ترفرف على كل ركن من أركان العالم وزواياه.

هنيئاً بك هذا الشعب يا خادم الحرمين، هنيئاً لك هذا الحب الذي زرعته في نفوس شعبك وقلوبهم، فهذا يوم الوفاء، ويوم الشهامة ورد الجميل، هذا يوم نصدح فيه أمام العالم لنعلن فيه حبنا وولاءنا لك.. متعك الله بالصحة، وألبسك لباس العافية.. وأبعد عنك وعن مملكتنا الحبيبة كل عبث ومكروه.

(*) المدير العام لمدارس الرياض

 

إنسانية قائد.. ووفاء شعب
د. عبد الإله بن عبد الله المشرف(*)

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة