Monday  28/02/2011/2011 Issue 14032

الأثنين 25 ربيع الأول 1432  العدد  14032

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

أعجب الأشياء التي رشحت كرد فعل مباشر من الناس جميعا في عالمنا العربي من محيطه إلى خليجه، أن كل شخص منا أشبه ما يكون بمن عادت إليه ذاكرته على نحو مفاجئ بعد أن فقدها لمدة تربو عن الأربعين سنة في انتظار الذي (لن يتحقق) وكيفية فهم أن فكرة التغيير لدى بعض الحكام لا تتجاوز المقدرة على تغيير العلم أو تغيير النشيد كما حصل في ليبيا هذا الوطن العربي الذي رزح مواطنوه طوال هذه السنوات تحت التنكيل والعذاب والإقصاء تحت شعار براق.. شعار الثورة وحكم الشعب الذي لم يكن سوى اسطوانة مشروخة والدليل ما يتم عرضه فهو أشبه ما يكون بمسرح الجنون الذي قام بكتابته ملك الملوك ويقوم هو وبنوه بأداء الأدوار ووضع المكياج والملابس أمام جمهور أربكه بعدم الصمت والخروج من هذا المسرح الكاذب والمعتوه والعودة للوطن إلى حقيقته وإيقاعه بين الشعوب واستحقاقه الكامل بثروته.

كيف يمكن أن يكون مشاركا في هذا العالم الرحب متنعم بالحرية والإبداع والمشاركة الإنسانية كيف يمكن لحاكم أن يصل به التهريج إلى هذا الحد وكما قلته لصديق فإن الصمت الذي ران علينا جميعا - ولا أستثني أحدا في هذا العالم- والذي كان يعرف فضائحه هو وبنوه وتجاوزاتهم ومع ذلك يتم الحجب وترتكب جرائم الصمت عليه بفعل السياسة المتقلبة أو بفعل العوائد الاقتصادية لبعض البلدان هو سوق بشع لا يأبه للشعوب ولا لعزها ولحريتها طالما أن هناك ثمنا لكل شيء, حتى الصمت له الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب الليبي المغلوب على أمره حتى نهاية مسرح الجنون الذي يرتكبه مريض المجد والنرجسية التي تأكل من خياله المريض.

الشعوب لم يعد لديها من مخزون الصبر والترقب والانتظار ذلك الرصيد الذي نفد مع وعود تمر عليها السنوات دون أن تتحقق.. هذه الوعود سوى زيادة في الفساد ومزيد من الاستئثار بالوظائف والمناصب بل وبالرشوة التي لم تعد تخفى على أحد بل إن الكتاب على مختلف مستوياتهم واتجاهاتهم كتبوا كثيرا عن هذا الفساد والذي كان قمته لدينا ما حصل في جدة على مدى عامين فقط وهو تراكم سنين طويلة من الصمت واللامبالاة.

ها هو المفتي العام للمملكة العربية السعودية يحذر من أن بعض العقود الحكومية لا يتم إرساؤها إلا على جهات معينة لا يمكن تجاوزها وكما أشار فضيلته إلى رصد موازنات ضخمة لمشاريع لا تستحق هذه الموازنات الكبيرة وأكد أن هناك مشاريع كبيرة لم تمض عليها سوى فترة يسيرة تحتاج إلى ترميم لأنها لم تنفذ بحسب المطلوب وقال: إنه لابد من إعادة النظر في بعض الأنظمة التي تضر بالمجتمع، إننا أمام مرحلة من التغيير الصادق يقوم بقيادتها بصدق وحب لهذا الوطن خادم الحرمين الذي صرح بذلك أكثر من مرة وحذر من ضياع المشارية أو المسؤولية على الجميع دون استثناء ويجب أن نعترف بالأخطاء ونحاسب من يرتكبها وسلامتكم.

 

لذاكرة الوطن
معنى التغيير
محمد علوان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة