Tuesday  01/03/2011/2011 Issue 14033

الثلاثاء 26 ربيع الأول 1432  العدد  14033

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

سؤال طريف أضافه أحد مستخدمي الفيسبوك معلقاً على فيديو لنشرة أخبار السي إن إن أو الجزيرة تتابع مسيرات وتظاهرات متشابهة ومتزامنة في مدن متباعدة ودول متعددة تهتف بالشعارات ذاتها: لم لا يبتكرون هتافات خاصة بهم بدلاً من ترديد « هتافاتنا»؟؟

قد لا نختلف أن كلهم ينطلقون من مطالب متشابهة ولكن لماذا فعلا تكرار نفس التعبيرات دون ابتكار جديد؟ سؤال وجيه.. لندع الهتافات جانباً فهي مشاعة حالما تنطلق في أول شارع. والناس غالباً لا تستعير التعبيرات فقط بل حتى أساليب الاحتفال وحلول المشكلات والعلاجات الجسدية والمعنوية؛ لماذا؟ ممارسة استعارة حلول سابقة تغني المستعيرين عن بذل الجهد المطلوب للإتيان بالجديد. فالإتيان بالجديد يحتاج إلى موهبة لا تتوفر إلا لقلة بين غالبية المحتاجين لحلول لمشكلات متشابهة.

هناك توجيه تشير إليه دورات شحذ ملكات الإبداع في الفرد يقول: « فكّر خارج الصندوق»؛ والصندوق المقصود بذلك صندوق المعرفة التراكمية والتجربة: تخيّل أن كل الحلول التي فكر فيها الآخرون لمواجهة مشكلة أو معضلة سابقة مشابهة للمعضلة التي يواجهها الفرد قد وضعت في صندوق افتراضي متاح للجميع أن يقلبوا فيه ويختاروا منه ما يجدونه مناسباً لحل مشكلة راهنة.

فكرة رائعة أن يكون هناك مرجع يمد أي سائل بالإجابات المجربة. ولكن هذا لا يعني أن ليس في الإمكان أفضل مما كان, أو أن ما توصل إليه السابقون هو خلاصة المعرفة, أي ليس هناك غيرها حلول لم يتوصل إليها بعد. في الواقع كل مشكلة يتغير فيها الزمن أو الأفراد أو الظروف هي مشكلة مستجدة في بعض تفاصيلها, ولذلك حلول السابقين تنفع لوضع أساس لتفهم المشكلة الحالية, ولكنها ليست العامل الوحيد في اتخاذ قرار الحل.

باختصار: ليس هناك حل مسبق مفصّل على مشكلتك الخاصة!! فوق ذلك, حتى المؤسسات والدول - مثلها مثل الأفراد- تنسى أحياناً هذا التوجيه البسيط, وتعتقد أنها لا تستطيع إيجاد حلول لأوضاع مستجدة أو متعثرة, تواجه فيها تأزم مشاكلها أو متطلباتها, إلا باختيار حل موجود ضمن محتويات الصندوق الذي جمع تجارب السابقين.

تابعت محللة بعض التداعيات المهمة لمشاكل مصيرية اعترضت مسيرة أكثر من دولة وتداخلت فيها عوامل كثيرة فردية ومؤسساتية ومجتمعية وعالمية واقتصادية وسياسية, مثل ظاهرة تنامي الخلايا المعارضة -وقد وصم بعضها بالإرهابية- في السر والعلن, وما فعلته وما أعلنت مسؤولياتها عنه من أفعال.

وأتابع أيضاً التحليلات لما يتعلق بهذه الظواهر فأراها مشاكل ناجمة عن أوضاع ومسببات مختلفة, يبحث المعنيون عن حلول لها جربها ونفذها آخرون سابقون.

ووجدت أنه حتى المحللين يعودون بتفسيراتهم والحلول المطلوبة إلى نظريات منظرين سابقين وقلما يبحثون عن تفسير أو حل خارج الصندوق.

لنتأمل قرار الدولة هنا أن تتعامل مع الخلايا السرية بوجهة نظر أبوية تتحمل مسؤولية إعادة التأهيل.

نجحت في استعادة بعضهم عبر إتاحة فرصة لكثير ممن سميناهم «مغرر بهم» بدلاً من وصمهم بمسمى «إرهابيين».

وفعلاً أنقذنا المغرر بهم، حتى لو غشنا البعض الآخر.

هل كنا على حق في تحليل المسألة بصورة فردية وتبين جذور المشكلة الأساسية وتحملنا مسؤولية إيجاد حل يناسبنا قبل غيرنا؟ كل مشكلة يواجهها فرد (أو مؤسسة أو دولة ما) تتأثر تفاصيلها بتفاصيل أوضاع ذلك الفرد فتحدد آفاق القرار المتيسر له والفعل الذي يستطيع أن يطبقه. وهذه التفاصيل لا تتشابه تماماً لأن الناس يختلفون.

كفرد يبحث عن الحل الأفضل مواءمة لأي مشكلة تواجهك أنت, تذكّر أنك أنت الأدرى بملابسات وضعك, وما أوصلك إليه من قراراتك أو فعل غيرك. والحل الأمثل قد يكون حلاً جديداً تماماً أو حلاً مركباً من تفاصيل الحلول الموجودة بجعله بمثابة حل مستجد تجابهك مشكلة؟ اسأل الآخرين ثم فكر خارج الصندوق, فقد تتوصل إلى حل جديد.. وتضيف إلى الصندوق خياراً جديداً.

 

حوار حضاري
أضف إلى الصندوق
د. ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة