Friday  04/03/2011/2011 Issue 14036

الجمعة 29 ربيع الأول 1432  العدد  14036

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

يا ليت لنا مثل هؤلاء!
بدرية بنت صالح التويجري*

رجوع

 

لا يخلو أحدنا من أمنية.. بل أصبح في زمننا هذا كم كبير من الأماني يكاد ينصرف معظمها عند الكثيرين إلى الحياة الدنيا وزينتها، وهم عن الآخرة هم غافلون.

في مجلس النساء تتردد عبارة (يا ليت لنا مثل هؤلاء النسوة).. قاصدة فلانة التي تخرج عبر الشاشة؛ فتتمنى ما هي عليه من شهرة وأضواء.. أو تلك التي رأتها عندما سافرت لبلد ما؛ فتتمنى ما هي عليه من حياة، تجلس خلف مقود السيارة، وتنزع العباءة، وتختلط بالرجال، وتسافر وحدها.. وبمعنى آخر تتمنى ما فُضّل به الرجال عنها.. فتريد أن تخطو إلى ساحتهم.. تاركة ميدانها الذي شُرّفت به.

ولو كانت تلك الأماني تصدر من فتيات قاصرات لبحثنا عن مسوغ كالمراهقة التي يندرج تحتها سرعة التأثر والتغير، لكن عندما تخرج من نساء يفترض أن يكُنّ عاقلات فإننا نلوذ بالصمت، ليس قناعة منا، ولكن من هول الصدمة من تلك القلوب التي همتها دونية على مستوى الحياة الفانية، لم تحلق بأمنيتها عالياً حيث جنة عرضها السماوات والأرض فيكون الرضا والاتباع لأوامر الله.

ألا نتذكر ونحن نسمع عبارات الإعجاب وآهات الأماني التي تكشف مدى التعلق والإعجاب بنساء الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً، ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها، ألا نتذكر قصة قارون مع قومه؟ قال تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} (القصص 79 -80)، وعندما نزل على قارون العقاب من الله تراجع الذين تمنوا مكانه بالأمس، وانكشف لهم بطلان تلك الأمنية.

فبئس الحياة تلك التي تعيشها فلانة وهي مخالفة لأمر الله، ونعم الأمنية التي تصاغ بعيداً عن جحر الضب.

* بريدة

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة