Friday  04/03/2011/2011 Issue 14036

الجمعة 29 ربيع الأول 1432  العدد  14036

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

مَنْ يتصدى لهؤلاء؟

رجوع

 

ما قام به نفر ممن يصفون أنفسهم ب(المحتسبين) مرفوض من الجميع حتى من الذين (يجاملونهم) ويسكتون عن أفعالهم. فالذي يريد أن يُقدِّم النصيحة لا يفعل ما قام به أؤلئك النفر الذين أَمِنوا العقوبة فقاموا بما قاموا به؛ فالمناسبة لا تسمح بما جرى، ولا المكان يصلح أن تُفرض فيه الآراء والأفكار المتشددة بالتهديد؛ فدون خوف ولا وجل ولا خجل حوصر وزير الثقافة والإعلام، الذي يمثل هيبة الدولة التي تقوم على الشريعة الإسلامية وترفض التضييق على الناس وفرض الرأي بالقوة وبالصياح وبالتهديد.

هؤلاء القلة يكررون أفعالهم، ويدعون أنهم ينتسبون لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي بريئة من أفعالهم؛ فيجب أن يكون لها ولرجالها دور في وقف هذه الأعمال التي تسيء إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنهم يقدمون صورة مغايرة تماماً لما تقوم به الهيئة من معاملة كريمة وتصرفات جديرة بالتقدير، بينما هؤلاء - وهم ليسوا من الهيئة - يُنفِّرون البشر عن الهيئة، ويشوهون أعمالها التي تقدمها خدمة للوطن والمواطنين.

ثم إن هؤلاء الذين يريدون فرض رأيهم المتشدد المنغلق وتقسيم المجتمع إلى فئتين ما كان يجب أن يسكت على أفعالهم إلى الدرجة التي تجعل أحدهم يهدد بأن القادم سيكون أعظم..!!

ما هذا الذي يحدث؟ ومَنْ هؤلاء الذين يفرضون الاحتساب الجاهل بالضرب وبالزعيق وإثارة الفوضى؟ مَنْ خول لهؤلاء القلة بالحديث باسم مجتمع مسلم مؤمن بالسليقة متعطش للمعرفة والثقافة، فيهجمون ويفرضون الرأي الواحد؟

أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتفرجون على ما يُحدثه هؤلاء، مع أنهم أول مَنْ يسيئون لعمل الهيئة وسمعة الهيئة.

رجال الأمن يحيطون بهم بل ويمنعون رجال الإعلام، خاصة المصورين، من تصوير الحادثة لفضح ما يقوم به هؤلاء؛ لهذا فقد تمادوا في إفساد هذه الظاهرة الثقافية، وأقصى ما فعله رجال الأمن هو إخراجهم بسلام..!!

إلى متى تستمر هذه التجاوزات؟ وهل هؤلاء مخولون بفرض آرائهم؟ وكيف سيكون الموقف لو رد من كانوا حاضرين في معرض الكتاب، الذين جاؤوا للاستفادة مما هو معروض والنهل من منابع الثقافة والفكر؟ كيف سيكون الموقف لو رد هؤلاء على هؤلاء؟.. ماذا سيحدث؟

فجوهر الإسلام يحث عن فَهْم الآخر، والحوار بأدب للرد على الشبهات، وتبيان الحقيقة بأسلوب إسلامي علمنا إياه رسول المحبة والإنسانية؛ فقد أوصى اللهُ تعالى رسولَه صلى الله عليه وسلم: ?وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ?.

فهل الذي جرى ليلة الأربعاء جدال حسن..!!؟

JAZPING: 9999

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة