Friday  04/03/2011/2011 Issue 14036

الجمعة 29 ربيع الأول 1432  العدد  14036

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

يشعر الإنسان في بعض المواقف أنه من أقل الناس صلة وتواصلاً مع الأصدقاء والأقرباء والمعارف، حتى ولو ألبس في يوم من الأيام لباس الوصل، فقد يجد هذه الصفة بعيدة عنه، وما أجمل أن يعترف الإنسان بتقصيره تجاه كل قريب وصديق.

كنت أيام تلقي العزاء في سيدي الوالد -رحمه الله- أتجرع كأس التقصير والتسويف وعدم التواصل مع الكثير من الأحبة، الأقارب والأصدقاء الذين غمروني وإخوتي بمحبتهم ومواساتهم مما خفف ألم الفراق، وجعلني شخصياً أحس بكثير من التقصير تجاه هؤلاء الأعزاء.

وإن كان الموت يوقظ القلوب اللاهية المقصرة في طاعتها لربها، فإنه يوقظ القلوب المقصرة في تواصلها ووصلها للقريب والصديق.

الناس في غفلة والموت يوقظهم

وما يفيقون حتى ينفد العمر

إن الشكوى التي باتت على كل لسان هي هذا التقصير في التواصل بين الناس أقرباء كانوا أو أصدقاء على الرغم من تطور وسائل المواصلات والاتصالات إلا أن تقصير الناس بات ينمو بشكل مخيف، حتى إن من يعيشون في مدينة واحدة قد لا يتقابلون إلا في المناسبات الكبيرة فرحاً كان أو ترحاً.

إن شعور الإنسان بتقصيره واعترافه بخطئه يعد الخطوة الأولى نحو التصحيح، ولذا يدب على كل من اكتشف هذا الخطأ في حياته أن يبادر بتصحيحه حتى ولو جعل ذلك جزءاً من برنامجه الأسبوعي لا يقبل التغيير ولا التبديل.

إن مسؤوليات الإنسان تضاعفت خلال العقدين الماضيين بشكل كبير على الرغم من دخول التقنية في حياتنا وإنجاز الكثير من أعمالنا من خلف مكاتبنا، إلا أن الوقت صار ضيقاً جداً وبات اليوم لا يفي بقضاء كل الالتزامات الضرورية، وهذا من وجهة نظري يعد مؤشراً سلبياً في المسألة التنظيمية ليس على مستوى الفرد فحسب ولكن على مستوى الدولة بشكل أعم.

إن قضية تنظيمنا لأعمالنا وتنظيمنا لأوقاتنا يساعد كثيراً في إيجاد متسع من الوقت للقيام بالواجبات الإنسانية، التي يجب أن تكون من صميم جدول يومنا لا أن تكون ثانوية الأداء، كما هو حاصل الآن، حيث إن أعذارنا دوماً لم أجد وقتاً لزيارتكم..!

لماذا لا يكون تواصلنا وصلتنا ضمن أجندة عملنا لا أن تكون فقط حال وجود فراغ؟!

نضعف وننكسر في مناسبات الفراق ونعاهد أنفسنا أن نكون أحسن في الأيام القادمة وما هي إلا أيام و(تعود حليمة لعادتها القديمة)، ونعود لاهين مسوفين ومقصرين، أعترف أنني من هذه الفئة المقصرة المسوفة، ولكني أحسب أن نفسي نفساً لوامة، كثيراً ما أتألم وكثيراً ما أنوي وهذه حسنة لا تشفع لي إن قصرت ولكن الله وحده من يعلم السرائر.

الشعور بالتقصير يعد بلا شك شعوراً إيجابياً يجب تقويته بالفعل لا بالقول فقط، وعلينا استغلال لحظات الانكسار في تفعيل هذا الشعور ومحاولة جعله برنامجاً دائماً لنا.

والله المستعان،،

Almajd858@hotmail.com
 

الشعور الإيجابي
إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة