Saturday  05/03/2011/2011 Issue 14037

السبت 30 ربيع الأول 1432  العدد  14037

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لا أكاد أستثني أحداً من سكان مدينة الرياض عند الحديث عن الوضع المروري. أكاد أجزم أن جميع سكان المدينة يعيشون المعاناة اليومية الصعبة فمع تباشير صباح كل يوم تختنق شوارع المدينة.. ازدحامات.. حوادث.. اكتظاظ رهيب في مداخل ومخارج الطرق الرئيسية. لا يمكن أن تستثني طريقاً أو شارعاً عاماً حتى الشوارع الفرعية داخل الأحياء انتقلت لها العدوى. أصبحنا نعيش أزمة تكبر كل عام رغم ما يبذل من جهود لحلها. تعقدت المشكلة وتشعبت مرجعياتها بين وزارة النقل وأمانة مدينة الرياض والمرور وتداخلت خيوطها دون ظهور بوادر أو مؤشرات تمنحنا الأمل بإمكانية انفراج قريب للأزمة.

في العاصمة الرياض أكثر من أربعة ملايين سيارة يتحرك معظمها كل صباح لتخلق تراجيديا مرورية تتشكل في فصولها المشاهد الصباحية المألوفة التي أصبحت جزءاً من المشهد المروري. وأنت تتحرك متجهاً إلى عملك أو موقع دراستك ستشاهد لقطات منوعة تستحق التأمل والتوقف. ستلاحظ أن كل سيارة إلا ما ندر تحمل فرداً واحداً هو سائقها وهي لقطة طريفة تطرح سؤالاً مهماً ماذا لو تم جمع ركاب خمسين سيارة في حافلة واحدة؟ ثم لو كنا نملك قطارات فوق الأرض أو مترو أنفاق تستوعب قطاراتها خمسمائة راكب دفعة واحدة كيف سيكون وضع الشوارع هل ستستمر الاختناقات أم سيقل عدد السيارات بشكل ملحوظ ومعه تنحل الكثير من مشكلات المرور؟

من اللقطات المزعجة والمتكررة ازدحام شوارع الرياض بالشاحنات من الصباح الباكر عابرة كل الطرقات وصولاً إلى الطريق الدائري تسير ببطء شديد يتسبب في إعاقة الحركة وبأحجامها الكبيرة تحتل مساحات واسعة من الطريق لا تسمح للسيارات الصغيرة بالتجاوز إلا بعد مشقة. سيتبين لك أن معظم السيارات تتجه إلى وسط المدينة وقليل منها إلى الأطراف والنواحي البعيدة والسبب تركز الدوائر الحكومية ومنها الخدمية مثل الأحوال المدنية والجوازات والمرور والشركات الكبيرة وسط المدينة، وعلى جوانب الطرق الرئيسية مثل طريق الملك فهد وطريق خريص تتناثر المولات والمطاعم والمؤسسات وبسطات الباعة المتجولين من أصحاب السيارات المتنقلة وباعة النعناع والعسل المغشوش. هذا الحشد الرهيب يتسبب في خنق الحركة وكثرة الحوادث. أما طريقة وقوف السيارات في الشوارع فحدّث ولا حرج وبالذات مع قلة المواقف أو ندرتها يكفي أن تشاهد عشرات السيارات الواقفة وقد سدّت نصف الطريق. أغلب المحلات الواقعة على جنبات الطرق والشوارع لا تلزم بإنشاء مواقف لسيارات زبائنها خصوصاً مع قلة المواقف متعدّدة الأدوار التي لا توجد حسب علمي إلا في وسط المدينة. هذه المشكلة أعتبرها دون تحفظ من العوامل الرئيسية التي تشارك في صنع الأزمة المرورية. ثمّة مشكلة أخرى يتحمل مرور الرياض مسئوليتها وهي سوء برمجة بعض الإشارات المرورية وبالذات التي تعاني من الضغط المروري.

في رحلتك الصباحية أو حتى المسائية ستضيف لرصيد مشاهداتك لقطات لا تقل طرافة خذ مثلاً سيارات النقل الصغيرة وسيارات النقل المتوسطة «الديانا» التي يقودها بعض العمال الأجانب تحمل الحديد أو البلاط وتتحرك بكل أريحية.

في نظري أن عدم وجود نقل عام منظم داخل الرياض من أهم الأسباب التي تزيد الوضع تأزماً. قبل فترة بثت وسائل الإعلام خبراً عن قرب إنشاء مترو الرياض وحتى اللحظة لا جديد. المترو سيحل جزءاً كبيراً من المشكلة إذا ما نفِّذ بطريقة تخدم كل أنحاء المدينة وبمحطات كثيرة ورحلات منتظمة وأسعار معقولة.

Shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
مترو الرياض!!
د. عبد الرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة