Saturday  05/03/2011/2011 Issue 14037

السبت 30 ربيع الأول 1432  العدد  14037

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

الجائزة.. الحلم الذي تحقق
د. عبدالكريم الزيد

رجوع

 

لم أندهش كثيراً مما قاله عدد كبير من الفائزين بجائزة خادم الحرمَيْن الشريفَيْن عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة والنخب من أن هذه الجائزة العالمية جاءت لتحقق حلماً طالما انتظره المعنيون بالثقافة والعلوم والمعرفة.

ولذلك لم أندهش أيضاً عندما صرَّح هؤلاء الفائزون بالجائزة بأن القيمة المعنوية لها أكثر تأثيراً في نفوسهم من القيمة المالية رغم أهميتها بوصفها حافزاً لتنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها.

فالجائزة «الحلم» الذي طال انتظاره فتحت نوافذ واسعة في جدار كاد يكون معتماً إلا من بعض المحاولات المتناثرة، التي تتمثل في اجتهادات فردية غير منظمة للترجمة من اللغة العربية وإليها، واقتصرت الترجمة عبر هذه المحاولات على مجالات بعينها كالأعمال الأدبية لأسباب ترتبط بقناعات فكرية أو منفعة تجارية، فجات لتؤسس لحركة ترجمة شاملة في مجالات العلوم الإنسانية والطبيعية كافة في اتجاهين متوازيين من اللغة العربية وإليها؛ لتقدم نتاج الثقافة العربية وإسهامات أبنائها إلى العالَم، وتتيح لنا الاطلاع والإفادة من نتاج الآخر في المجالات العلمية والمعرفية كافة.

ومن الطبيعي أن الذين أدركوا أهمية الانفتاح والتواصل مع الآخر، يشعرون بقيمة هذا الحُلْم الذي استهدفته الجائزة، وأن يرون في الفوز بإحدى جوائز هذا المشروع، الذي شرف باقترانه باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، شرفاً لا يضاهيه أي مكافأة مالية، رغم تأكيدهم أهمية الحافز المادي في شحذ همم المترجمين لتقديم أفضل الأعمال بما يؤهلهم لنيل شرف الفوز بالجائزة واستحقاق كل مرادفاته المعنوية.

لكن ما أدهشني حقاً أن الجائزة نجحت في سنوات قليلة لا تتجاوز أربع سنوات منذ انطلاقها أن تدفع النخب الثقافية والعلمية إلى التفكير في آليات تجعل منها نواة لمشروع عربي شامل للترجمة، وفق أُطر مؤسسية، تستفيد من طاقات جموع المترجمين والأكاديميين العرب، وتُحدّ من استنزاف الوقت والجهد في تكرار ترجمة أعمال بعينها في عالمنا العربي، وهو الأمر الذي عبَّر عنه صراحة ودعا إليه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة رئيس مجلس أمناء الجائزة في أكثر من مناسبة، والتفكير باتجاه هذا المشروع العربي للترجمة هو إحدى النتائج العظيمة للجائزة التي توجب علينا بعد الشكر لله سبحانه وتعالى أن نرفع أسمى آيات العرفان والتقدير لراعي الجائزة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - الذي لم يمنحنا فقط جائزة عظيمة في أهدافها وغاياتها، بل ومنحنا أيضاً حافزاً للتفكير في استثمار هذه الجائزة في مشروعات أخرى، يعم نفعها وخيرها في خدمة الأمة العربية والإنسانية جمعاء.

نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة