Saturday  05/03/2011/2011 Issue 14037

السبت 30 ربيع الأول 1432  العدد  14037

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

ثمار جائزة عظيمة
فيصل بن معمر

رجوع

 

حدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- الهدف النبيل لجائزته العالمية للترجمة، عندما قال: نتطلع أن تكون هذه الجائزة وسيلة لتعزيز الحوار الحضاري بيننا وبين الآخر، وأداة لتعزيز التعاون بين الدول والشعوب. والمتأمل في نوعية الأعمال الفائزة بالجائزة منذ انطلاق دورتها الأولى قبل أربعة أعوام يدرك بجلاء الثمار الطيبة لهذا المشروع الثقافي والعلمي الرائد لما تمثله هذه الأعمال المترجمة من اللغة العربية وإليها من إضافة نوعية كبيرة ليس فقط لمد جسور هذا الحوار الحضاري بين الثقافات وأتباع الأديان من أجل التقارب والتعايش السلمي فقط، بل والإفادة من هذه الجسور بما يخدم برامج التنمية والتطور من خلال الأعمال المترجمة في مجالات العلوم الطبيعية كالكيمياء والفيزياء والطب وغيرها. وليس خافياً على أحد أن جهود تعريب هذه العلوم كانت ولا زالت تصطدم بالصعوبات الناجمة عن اختلاف اللغة المستخدمة في المؤلفات الأصلية الحديثة وهو الأمر الذي يحول دون استفادة الباحثين والطلاب منها على الوجه المأمول. وليس خافياً أيضاً على أحد أن الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في الغرب وكثير من دول العالم، تعود إلى قلة الأعمال المترجمة الجيدة التي تشرح للعالم مكونات وخصائص هذه الحضارة باللغة التي يفهمها ويتحدث بها.

ومع تواصل مسيرة الجائزة عام بعد عام تتعدد جسور التواصل المعرفي، مع كل زيادة في عدد الأعمال المترجمة، وهذه الجسور لا تصل فقط بين النخب الفكرية أو العلمية، لتلتقي حول القواسم المشتركة عبر حوار هادف وبناء، بل تصل أيضاً بين المواطنين في كافة البلدان والدول من خلال ما تضيفه الأعمال المترجمة من قوة لمحركات التنمية والتطور، وهو الأمر الذي يفسر لنا احتفاء المؤسسات العلمية والأكاديمية في دول العالم أجمع بهذه الجائزة، وحرص على ترشيح أفضل الأعمال لها، في إطار تأييد دولي يكاد يصل إلى حالة الإجماع لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار الحضاري والذي تمثل الجائزة إحدى آليات وسبل تحقيقها.

وإذا كانت المؤسسات العلمية والأكاديمية في كثير من دول العالم حريصة على الاستفادة من الجائزة، فإن مؤسساتنا العربية مطالبة بترتيب أولويات الترجمة فيها، وفقاً لاحتياجاتها التنموية وبما يحقق لها أفضل استفادة من جسور التواصل مع الآخر.

المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة