Tuesday  08/03/2011/2011 Issue 14040

الثلاثاء 03 ربيع الثاني 1432  العدد  14040

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الغزو الفكري الذي يمارسه أعداء الإسلام ضد هذا الدين وأتباعه أخذ مكانة في عقول الشعوب الإسلامية وساهم في انسلاخها عن عقيدتها وعن حضارتها، وساهم أيضاً في تضليل المجتمعات والخداع والتمويه عليها، بقلب الحقائق وتشويه الحقيقة عن طريق زخرفة القول..

...وتضخيم الكلمة وعرض الحدث، وكأنه يمثل سلامة الفكر وصحة المفهوم.

لقد عانت بلادنا من الغزو الفكري واستطاع هذا القادم من الأعداء باقتحام البيوت والعقول.

لقد تمكن هؤلاء من الاستيلاء على كثير من قلوب وعقول الناس وأصبحوا يتحكمون بعقول شبابنا، رغم أن أسلافهم صمدوا بوجه كل الحملات العدوانية التي تقدر بثماني حملات صليبية، كلها شُنت على المسلمين في المشرق العربي والتي بدأت منذ منتصف القرن الحادي عشر، واستمرت حتى نهاية القرن الثالث عشر الميلادي.

لقد كانت جيوشهم مدججة بكافة أنواع الأسلحة، ورغم قوتهم العسكرية إلا أن هذه الجيوش اندحرت رغم ما قاموا به من قتل وإحراق للمسلمين وتاريخهم ومؤلفاتهم، ولكن كتائب الإيمان جعلت كل هذه الحملات تبوء بالفشل والإخفاق والهزيمة: حتى إن لويس التاسع قائد الحملة الصليبية الثامنة والأخيرة وملك فرنسا وقع أسيراً في مصر، وتم إخلاء سبيله مقابل فدية عظيمة. والذي اعترف أن القوة العسكرية لا تجدي ولن يكون لها أثر ملموس على المسلمين الذين يتسلحون بالعقيدة التي تأمرهم وتحثهم على الجهاد بالنفس والمال والولد لحماية الدين والأرض والعرض: لقد أمر لويس أتباعه بتغيير هذا النهج وأوصاهم بتحويل المعركة من الحديد والنار إلى الغزو الفكري: الذي نتعايش معه في هذا العصر، وبما أن الإسلام قد أقر دفع الصائل وعدم وصوله إلى هدفه؛ خاصة عندما يكون هذا الصائل شريراً. فإن هذا الغزو الفكري والاجتماعي والثقافي يمثل الصائل الشرير الذي يرفضه ديننا وترفضه شريعتنا وشيمنا وقيمنا إنه يمثل حرباً على وجودنا وعلى مستقبل أمتنا، وحتى لا نكون كمن يدخل الهيجاء بدون سلاح فعلينا أن نوحد أهدافنا وصفوفنا ونقف وقفة رجل واحد خلف ولاة أمرنا، وبكل حزم أمام هذا الغزو الذي يدمر عقول شبابنا ويدمر مقدرات الشعوب وإذا أردنا إبعاد أخطار هذا الغازي الصائل عنا فعلينا التكاتف وعلى كافة المستويات وكل القطاعات وفتح المجال لتوظيف الشباب والقضاء على البطالة وتحصينهم فكرياً ودينياً، ولنعلم أن البطالة والتي أجمع الجميع على أنها أم الكوارث والمحن، ونحن مجتمع يرفض كل ما هو مخالف لديننا وتراثنا وأمجادنا وقيمنا! وألا نتقبّل من الأعداء مغرياتهم وعلينا الصمود في وجه غزوهم ودحر أهدافهم بحول الله.

 

البطالة والكوارث والغزو الفكري
مهدي العبار العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة