Wednesday  09/03/2011/2011 Issue 14041

الاربعاء 04 ربيع الثاني 1432  العدد  14041

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كلّما ارتقى القائد الإداري سلم المناصب تقلصت النظرة لتفاصيل الأمور واتسعت الرؤية لما هو أبعد من موطئ القدم، مع الإدراك بأن الوصول لأعلى الهرم يتطلب الصعود المتزن عبر درجاته المختلفة. وحينما تكون النظرة أشمل يصبح هناك مواصفات تتجاوز التخصص الدقيق، بما في ذلك تخصص الإدارة ذاته لتبرز أهمية السمات القيادية الثقافية الأشمل، إن صح التعبير. هنا نلقي الضوء على بعض السمات التي نرى أهمية إدراكها...

أولاً: وضوح الرؤية والقدرة على التعبير عن تلك الرؤية، حيث إن كل كلمة تصدر عن صاحب المنصب تعني مؤشرًا للعاملين معه وأسوأ القيادات هي تلك التي تربك العاملين معها وتربك المتلقين بعدم وضوح رؤيتها العملية. وضوح الرؤية والقدرة على التعبير تشمل القدرة على مواجهة المرؤوسين والموظفين وجهًا لوجه والوضوح معهم وتحفيزهم للتعبير والمشاركة عن رؤاهم، وليس محاولة وضع حاجب وحاجز أمامهم وإبلاغ الرسائل عبر الآخرين، أو تحفيز الدسائس والمكائد بين الموظفين. القائد يجب أن يتحلى بأخلاقيات الفارس في المواجهة والمصارحة والمكاشفة وكذلك في تحمل المسؤولية في بعض المواقف التي تتطلب ذلك. ومن الفروسية أن لا يسيء القائد إلى من سبقه، حتى ولو لم يتفق مع بعض رؤاه. الفارس هنا من يدرك بأن العمل تراكمي ويقدر جهود الآخرين الإيجابية بدلاً من نسبها لنفسه أو محاولة طمسها.

ثانيًا: البعد الثقافي وهنا لا نقصد معرفة الأدب والشعر كما قد يصنف البعض الثقافة وإنما الإلمام بالجوانب الاجتماعية والجغرافية والاقتصادية الأوسع، فعندما يكون المسؤول معنيًا بإدارة مؤسسة صغيرة فإنه معني بنجاح تلك المؤسسة أمام منافسيها الأقربين لكنه حينما يتسلم مسؤولية وطنية على سبيل المثال، يصبح مسؤولاً عن معرفة الجغرافيا الوطنية وانتشار السكان والجوانب الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بكل منطقة يخدمها قطاعه. أحيانًا يشتكي البعض أن المسؤول الفلاني لا يعرف منطقتهم أو لا يقدر حجمها من ناحية الاحتياج ونوعية الاحتياج، وقد تكون الشكوى مبررة إذا لم يستطع المسؤول الإجابة على تساؤلاتهم وبعضها تساؤلات لا علاقة لها بالتخصص الدقيق للمسؤول بقدر ما لها علاقة بمعرفته الثقافية والاجتماعية، وما يمتاز به من قيم أخلاقية وفكرية.

ثالثًا: القائد المخلص يجب أن يبذل كل ما في وسعه لتقديم المطلوب منه في موقعه الذي يشغله وكأنه هو آخر منصب يتسلمه. المؤسف أن بعض القياديين لا يتعامل مع المنصب الذي يصله بكامل الجدية وإنما يعدّه نقطة انطلاق لمنصب أعلى. هذه النوعية من التفكير تقود بعض القيادات إلى عدم مواجهة المشكلات الحقيقية وتأجيلها أو كتمانها قدر الإمكان خشية إثارة صعوبات تعيق تسلقها للمناصب القيادية الأعلى. الأكثر أسفًا أن يبدأ ذلك السلوك كنوع من الوقاية في بداية حياة القائد الإداري فلا يلبث أن يصبح طبعًا يستمر معه حتى نهاية حياته العملية وحتى وهو يتسنى مناصب عليا تتطلب مواجهة التحديات مهما كانت صعبة ومهما تطلبت معالجتها المواجهات الشجاعة.

رابعًا: البعد الإعلامي أمر مهم لإبراز إنجازات المؤسسة وكذلك لإيصال رسائل تخدم أهدافها كالرسائل التوعية في مجال تخصصها وربما يسعى المسؤول أحيانًا للبروز إعلاميًا وفق معطيات تخدم مؤسسته. القائد المتميز يفترض أن يقود الإعلام لتغطية أعمال مؤسسته أولاً ثم تغطية إنجازاته ثانيًا، لا أن يصبح همّه البحث عن فلاشات الإعلام حتى ولو كان عبر مسرحيات احتفالية غير حقيقية بمشاريع وزيارات واضح هدفها الدعائي الشخصي وربما السطحي. المواطن والمتابع لم تعد تخدعه الدعاية الفجة، بل أصبح أكبر ناقد لتحركات المسئول بصفته المستفيد الأول من الخدمة ويهمّه جودتها الحقيقية.

malkhazim@hotmail.com
 

نقطة ضوء
بعض متطلبات القيادة الإدارية
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة