Wednesday  09/03/2011/2011 Issue 14041

الاربعاء 04 ربيع الثاني 1432  العدد  14041

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

توحدت بلادنا الغالية تحت مسمى (المملكة العربية السعودية) سنة 1351هـ وهي ذكرى عزيزة على كل مواطن فقد بدأت مسيرة الوحدة بدخول الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- العاصمة الرياض سنة 1319هـ وانتهت سنة 1349هـ عندما انضمت منطقة جيزان إلى مسيرة الوحدة الوطنية فماذا تعني هذه الوحدة المباركة للشعب العربي السعودي المسلم، إنها تعني أشياء عديدة وتحمل معاني كبيرة منها ما يلي:

* حلول التآلف والتآخي والوحدة والمساواة وفقاً لتعاليم الإسلام الحنيف بدل الفرقة والتنازع والاختلاف والعصبية فبلادنا قبل الدور الأول للدولة السعودية سنة 1139هـ كانت إمارات ووحدات متفرقة ومتنازعة ليس لها سيادة ولا كيان ولا انتماء، القوي فيها يعتدي على الضعيف والغني يسلب الفقير، تحكمها الخرافات والبدع البعيدة عن صفاء الدين الحنيف ولولا فضل الله عزَّ وجلَّ وكرمه ثم الدولة السعودية لكانت تلك الحال تتحول شيئاً فشيئاً التي ما يشبه عهد الجاهلية الأولى، الذي جاء الإسلام الحنيف ليصحح مسارها ويلغي الكثير من تصرفاتها وعاداتها ويقضي على أصنامها وشركياتها، فقد قامت الدولة السعودية بالتنسيق بين الإمام محمد بن سعود والشيخ الجليل محمد بن عبدالوهاب -يرحمهما الله- بالقضاء على البدع والخرافات والعودة بالناس إلى جوهر الدين والمبادئ السامية وتم بلوغ الذروة في هذا المجال عندما بدأ المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز العمل على توحيد تلك الإمارات والأجزاء المتعددة والمتنافرة في شبه الجزيرة العربية في دولة واحدة قوية وفقاً لشريعة الإسلام ومبادئه السامية، حيث تحققت بإذن الله أهدافه بإعلان دولة الوحدة.

* قيام كيان موحد ننتمي إليه ونعتز به، كياناً ذا هيبة ومكانة ومحل احترام وتقدير لدى العرب والمسلمين والعالم أجمع، كياناً يرعى شؤون المواطن ويذود عن الوطن ويحمي المقدسات، فبلادنا تحتل مكانة مرموقة في كافة هذه المستويات للعديد من الأسباب ومنها ما يلي:

1- مكانتها الدينية ففيها يوجد بيت الله الحرام في مكة المكرمة وغيره من المشاعر المقدسة كما يوجد بها مسجد خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وقبره الشريف ولذلك فالمملكة تشعر بمسؤولياتها حيال هذه المقدسات وملايين المسلمين التي تؤمها سنوياً.

2- تطبيقها الشريعة الإسلامية كمنهج للحكم والعمل فالقرآن الكريم وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام هما الدستور الذي تسير عليه المملكة في القضاء والإدارة والأحوال الشخصية والمدنية ونحو ذلك.

3- كونها محوراً في منطقة الخليج وفي العالمين العربي والإسلامي، كما أنها ذات ثقل سياسي في بقية العالم وبالذات لدى الدول المتقدمة فقد كان لبلادنا دور رئيسي في إنشاء هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.

4- المساهمة في تحقيق الأمن والسلم الدوليين فبلادنا تشارك الكثير من دول العالم في سبيل أن يعيش هذا العالم في أمن وسلام فالمملكة من الدول الموقعة على حظر الأسلحة النووية كما أنها عضواً في كثير من المنظمات الدولية التي تهدف لتقديم الخدمات الإنسانية في المجالات الثقافية والاجتماعية والمالية.

5- عدم تدخلها في شؤون الآخرين لاعتقادها بأن أي دولة في العالم هي الأعلم والأقدر بما يحقق لها ولشعبها الخير والتقدم.

6- قيامها بمساعدة الدول المحتاجة سواء بالمال أو تقديم المواد الغذائية وكذلك وقوفها مع الدول في حالات الكوارث كالزلازل والفيضانات.

7- احترامها المواثيق والمعاهدات التي تبرمها مع الدول الأخرى وذلك تقيداً بالقواعد الدولية والتزامها بالمنهج الرباني {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ..}.

8- ثروتها الطبيعية التي حباها الله لها فالمملكة في مقدمة الدول المنتجة للبترول ذي الأهمية العالمية كما أنها الدولة الأولى في احتياطي هذه المادة الحيوية.

* تنمية طموحة في المجالات والخدمات فبعد أن اكتمل التأسيس واستقر الحكم ووضعت الأنظمة انطلقت بلادنا نحو التنمية في مجالات التعليم والصحة والزراعة والإعلام والاتصالات والطرق والعدل والأمن والدفاع ونحو ذلك ففي حين كانت ميزانية الدولة سنة 1353هـ (أحد عشر مليون ريال) فقط قفز هذا الرقم إلى (313.400.000.000) ريال في ميزانية سنة 1403هـ، ثم إلى (450.000.000.000) ريال في ميزانية العام المالي (1428-1429هـ) كما أنه تم تنفيذ ثمان خطط كبيرة للتنمية، أنجز خلالها الكثير من مشاريع البنية التحتية كما تم إنشاء وتطوير العديد من الخدمات والمرافق.

إذاً فبلادنا والحمد لله توحدت واستقرت أنظمتها وبدأت في تنفيذ خططها التنموية وأكملت معظم بنيتها التحتية، وبنت إنسانها وسلّحته بالإيمان ولقد بذل هذا المواطن وبشهادة قادتنا جهوداً كبيرة في مجال توحيد البلاد وتنفيذ خطط التنمية حتى وصلت بلادنا إلى هذا المركز المتقدم في مجال النهضة والتحديث.

ومع ذلك فإن المطلوب من أجل تفعيل المواطنة وبالذات في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الحساسة التي تمر بها المنطقة والعالم ما يلي:

* المزيد من التآخي والتعاون والاحترام المتبادل بين المواطنين والاستشعار بأن الجنسية السعودية هي أسرتنا وقبيلتنا وانتماؤنا الوحيد بعد الإسلام الحنيف فنحن في هذا الوطن الغالي إخوة متساوون في الحقوق والواجبات لا فرق إن كان أي منا ينتمي لإحدى المناطق الجنوبية أو الشمالية أو الوسطى أو الشرقية أو الغربية إذ تجمع بيننا المبادئ السامية كالشريعة الإسلامية والرعوية السعودية واللغة العربية والعادات والتقاليد التي لا تتعارض مع تعاليم الدين الحنيف وذلك حسب ما يؤكده دائماً قادتنا وما ورد في أنظمتنا وما يوحي به واقعنا المحسوس.

* تنفيذ تعليمات وأنظمة الدولة بالدقة والأمانة والنزاهة والتعاون مع أجهزتنا فيما من شأنه تحقيق وخدمة المصلحة العامة.

* بذل المزيد من العمل الجاد والإنتاج والإخلاص والأمانة كل حسب موقعه ومراعاة المصلحة العامة عند اتخاذ الإجراءات أو إصدار القرارات.

* إعطاء السعودة في كل شؤوننا الأولوية على غيرها وأن يكون شعارنا دائماً (السعودي أولاً) بما في ذلك تفضيل المواطن السعودي على غيره في التوظيف في القطاعين العام والخاص وفي مجال الأعمال الفردية التخصصية أو الفنية أو الحرفية أو التجارية وتفضيل المنتجات الصناعية المحلية على المنتجات المستوردة ونحو ذلك.

* التمسك المستمر بالولاء لله ثم للقيادة الرشيدة والوطن الغالي.

* الاهتمام بتربية النشء وفق العقيدة الإسلامية الصحيحة التي تتمشى مع سماحة الإسلام ومرونته وصلاحيته لكل زمان ومكان وإبعادهم عن كل ما يؤدي إلى التطرف والتزمت والتشدد.

* التفاعل الاقتصادي من ذوي الأموال والأعمال مع الدولة في سبيل بناء اقتصاد وطني قوي وذلك بأن يكون لبلادهم النصيب الأكبر من استثماراتهم وأعمالهم.

* تحري الدقة والأمانة في عملية استقدام العمالة من الخارج بحيث تكون في إطار الحاجة الضرورية وليس من أجل المتاجرة والكسب غير المشروع، فالاستقدام خارج نطاق الحاجة الشخصية له مردود سلبي على الاقتصاد الوطني وفرص العمل للمواطنين والحالة الأمنية والاجتماعية.

 

الولاء للقيادة والوطن واجب على كل مواطن
د. عبدالله بن راشد السنيدي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة