Wednesday  09/03/2011/2011 Issue 14041

الاربعاء 04 ربيع الثاني 1432  العدد  14041

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

ممارسات تدريبية
د. محمد المحسن

رجوع

 

التدريب من خلال كلمته «درب» و»تدرب» و»دربه» نجدها متفاعلة مع بعضها ومتحركة بحروفها تدل على مفاعلة تعطي صاحبها نشاطاً وجرأة وحسناً في مصانعة الأمور التي تدرب عليها، وتدل الكلمة على تحمل وزيادة صبر وطول وقت ليتم المطلوب. في اللغة: الدربة الضراوة والجرأة، والدارب الحاذق بصناعته وكُلِّ أمرٍ إذا اعتاده وضَريَ به. تقول: ما زلت أعفو عن فلان حتى اتَّخّذَها دُرْبَةً.

قال الشاعر:

وفي الحِلْمِ إدْهانٌ وفي العَفو دُرْبَةٌ...

وفي الصِدق مَنْجاةٌ من الشَرِّ فاصْدُقِ

ورجل مُدَرَّبٌ ومَدَرِّبٌ، مثل مُجَرَّبٌ ومُجَرِّبٌ. وقد دَرَّبَتْهُ الشدائد حتى قَويَ ومَرَنَ عليها. ودَرَّبْتُ البازيَ على الصيد، إذا ضَرَّيتَهُ. والمدرِّب بمعنى المعلم لأي حرفة أو لعبة أو غيرهما- درَّبناه فتدرب. وفلان مدرّب على كذا.

قال الشاعر: والحِلْمُ دُرَّابَةٌ أَوْ قُلْتَ مَكْرُمَةٌ....

مَا لَمْ يُوَاجِهْكَ يَوْماً فيهِ تَشْمِيرُ

وهو من المرونة والتمرين، ففيه مفاعلة، تقول (مرن) الشيء مرانة ومرونة لان في صلابة، ويقال مرن ثوبه لان وملس، ويد فلان على العمل تعودته ومهرت فيه، ويقال مرن وجهه على الأمر تعود تناوله دون حياء أو خجل، ومرن على الكلام درب. (المتمرن) المتدرب ومن يقضي مدة من الزمن في التدرب على ممارسة مهنته ليمهر فيها. ونلاحظ في مما تقدم أن التدريب يحتاج إلى صبر ومصابرة وطول وقت وحسن طريقة لهدف واضح محدد. ويعرف التدريب في الوقت الحاضر على أنه «عملية تهدف إلى إكساب المشارك معرفة ومعلومة واتجاهاً ومهارة وسلوكاً». ويعد التدريب أداة التطوير والتغيير في الحياة جميعاً لمواكبة التسارع والتغير الحاصل في عموم مجريات الحياة العملية، وحقق التدريب نجاحاً كبيراً في تحسين الناتج وتقليل التكلفة مما يساعد على الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة، ويحتاج التدريب إلى طول وقت لأنه ممارسة وتطبيق وإكساب مهارة، ونجد في وقتنا الحاضر مجموعة من الممارسات التدريبية التي تقل الاستفادة منها بالشكل المطلوب وسببه قلة وقت التدريب فأصبح يشبه الوجبات السريعة، ويمكن أن تسمع عن إقامة دورة مدتها ثلاثة أيام لإكساب مهارة الإلقاء والخطابة أو التفكير أو القراءة السريعة بل سمعنا عن دورة اليوم الواحد، حتى تسربت الفكرة إلى المعاهد الحكومية التي تعنى بتدريب وتطوير مهارات الموظفين. من خلال المشهد الحاضر أصبح المشارك يشكك بمصداقية الدورات وفائدة التدريب وأنه مجرد كلام، وأذكر أني رأيت إعلاناً عن إقامة دورة في تعليم مهارات التفكير بإستراتيجية «تريز»، وقعت الدورة في ثمانين ساعة تدريبية ولكنها للأسف ليست في معاهدنا أو مراكزنا التدريبية وإنما في دولة أوروبية، فنحن بحاجة لصياغة جديدة لمدة التدريب. شكراً؟

محافظة البكيرية Mnaa1379@gmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة