Wednesday  09/03/2011/2011 Issue 14041

الاربعاء 04 ربيع الثاني 1432  العدد  14041

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

العادة
عبدالحميد جابر الحمادي

رجوع

 

كم واحد منَّا لديه عادة في حياته، قد يكون مقتنعاً بها، وقد لا يكون مقتنعاً بها.

وكم هي العادات التي نفخر بممارستها والتي نخجل من استمرارنا في التعود على التمسك بها. وليسأل كل منا نفسه بين الحين والآخر ويقوم بعملية فحص وتمحيص شامل لحركاته وسلوكه اليومي من حين يصبح حتى يمسى. الأمر مهم للغاية والغاية القصوى كذلك. كيف نتصرف ونتفاعل؟ وما هي كلماتنا التي نرددها بين أنفسنا ومع الآخرين؟ وما هي عاداتنا في مجالسنا ومع أهلونا؟ هل هي عادات إيجابيه أم تحتاج لشيء من المراجعة والتغير؟

العادة ببساطة: هي ما تعوده الإنسان من خير أو شر. كم نسمع من مرة قول أحدهم: فلان من عادته في رمضان بمكة، معتكفاً، أو يقوم بتفطير صائمين. أو فلان من عادته كل سنة يسافر للمكان الفلاني. أو يقال فلان دقيق جداً في مواعيده وارتباطاته لا يكاد يتأخر ولو دقيقة واحدة، وإذا قال الساعة السادسة يعني تجده قبل الساعة السادسة في الموعد.

وأود التأكيد على تنبيه مهم أننا بأمس الحاجة لمراجعة عاداتنا في مواعيدنا ومهارات الحياة عامة بشكل صارم وشديد وعزم لا يثنيه شيء. وإذا قلنا إن فلاناً تعود هذه العادة أو هذا السلوك فنحن أيضاً نستطيع التعود على ذلك والتمرس عليه.

غرس العادة له أسسه ومهاراته ومنها:

أولاً: الرغبة في تغير تلك العادة من خلال التفكير في أثرها على المدى البعيد، ولنأخذ على سبيل المثال السير بسرعة نظامية، الأمر لا يأتي فجأة بل يحتاج تعوداً وممارسة، والتفكير أيضاً له دوره من خلال تذكر النتائج المترتبة على السرعة من خلال الحوادث وقتل الأرواح وتشويه البشر وتلف الممتلكات والنظر إلى حرمة ذلك في شريعتنا والنهي عن كل ما يؤدي لهلاك المسلم والعبث بروحه وجسده. هذا التفكير يزيد في تنمية ترك العادة القديمة والوصول للعادة الجديدة.

ثانياً: تحديد زمن معين للإقلاع عن تلك العادة والالتزام به والبدء فيه، وعدم التأجيل عن ذلك الموعد.

ثالثاً: تكرار ذلك السلوك مئات المرات حتي نتمكن منه ويصبح سجية لنا، فلا يكفي فيه مرة ولا مرتين، بل الأفضل عدم وضع عدد معين، بل الانشغال بممارسته على الدوام حتي تألفه النفس وتنسجم معه. ودليل ذلك نلتمسه من الآخرين حينما يثنون على سلوكنا كأن يقال لنا (ما شاء الله قيادتك هادئة)، هنا نعلم أن التكرار وصل لدرجة مرضية وهو لا يعلم أنك بذلت قصارى جهدك للتغيير.

رابعاً: في البداية إياك أن تقطع تلك العادة أو تعطي نفسك فرصة لراحة أو عودة السلوك القديم، لأن ذلك سيخفف من حدة الحماس وشعلة الرغبة لديك، بمعنى إذا أعطيت نفسك الفرصة اليوم أن تسرع بعلة تأخرك عن موعد سيكون مبرراً لئن تعطي نفسك فرصة للتراخى في موعد آخر ومن ثم يقل الحماس وتحبط وتشعر بالفشل، وقد ينعكس على حياتك ومستقبل أيامك بكراهية اتخاذ قرار بحجة عدم قدرتك للالتزام به وتنفيذه.

بعد ذكر السبل المؤدية والمساعدة لاكتساب العادة أود ذكر بعض النماذج على بعض العادات التي يجدر بنا التحلي بها ومنها: النوم مبكراً, المحافظة على الصلاة في أول الوقت, المحافظة على سنن النوافل, قراءة الورد اليومي، التحلي بالحلم والأناة، شرب كأس حليب يومي، لبس الثياب النظيفة، المشي كل ثلاثة أيام، قراءة ثلاث صفحات يومياً، مراجعة دوافعنا قبل القيام بأي عمل (جانب الإخلاص)، الاستماع وعدم مقاطعة المتحدث، الوقوف عند الإشارة حتى وإن كان في وقت متأخر، الحضور المبكر للعمل، التواضع لمن حولنا, التفاؤل في حديثنا، وغير ذلك.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة