Wednesday  09/03/2011/2011 Issue 14041

الاربعاء 04 ربيع الثاني 1432  العدد  14041

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

في القصيم الأم ترعى المناسبة على خلاف المعتاد!
د. محمد أحمد الجوير

رجوع

 

نقلت بعض الصحف المحلية مؤخراً خبراً طريفاً، يجسد معنى خلق الوفاء وبر الوالدين، فقد قرَّر أحد المواطنين في القصيم رد الجميل لوالدته، عندما أسند لها مهمة افتتاح مشروعه التجاري بحي المنتزه بمدينة بريدة، فخلال حفل بسيط أقامه صاحب المشروع ودعا أحد المسؤولين في أمانة مدينة بريدة لافتتاحه، فاعتذر، فما كان منه إلا أن أقدم على خطوة فريدة غير مسبوقة، وجدها فرصة ثمينة، فقرَّر بطوعه واختياره أن تدشن والدته مشروعه الذي هو عبارة عن معرض تجاري متخصص في بيع وتسويق المطابخ الجاهزة. لبت الأم رغبة ابنها، وقامت بقص شريط الافتتاح، والاحتفال بهذه المناسبة يحوطها أبناؤها البررة: دخين ومسعد وعبد الله أبناء هلال العنزي، وأحفادها، بعدها قامت بمعية الأبناء والأحفاد بجولة داخل المعرض، في بادرة لاقت استحسان الحضور والمارة. قامت بهذا العمل وعبرات دموع فرحتها والحاضرين تسبق عبارات المناسبة، تجولت في جنبات معرض أبنائها ولسانها يلهج بالدعاء لهم بالبركة، معربة عن سرورها وفرحتها بالمكانة والتقدير الذي تلقاه من أبنائها وإصرارهم على مشاركتها فرحتهم، وأن تدشن هي المعرض وتقص شريط الافتتاح، إيذاناً ببدء سير العمل في المشروع رسمياً واستقبال الزبائن. تدشين المعرض شهد حضور أبنائها وبعض الإعلاميين والصحفيين والمسؤولين في سابقة لم يشهدها المجتمع السعودي! أبناؤها خالفوا بذلك ما جرت العادة عليه من دعوة وجهاء المجتمع أو المسؤولين المحليين لافتتاح المشروعات الخاصة والتي يصاحبها بعض التكلّف، لكن صاحب المشروع أعلنها مفاجأة مدوّية تستحق التقدير والاحترام، عندما رأى أن والدته هي من يستحق أن يتصدر هذه اللحظة السعيدة له ولإخوته، امتناناً وعرفاناً لها ولأدوارها في تربيتهم، ولا غرو فإن هذه الأم أنجبت أبناءً بررة قدّروها حق قدرها، يصدق فيها قول الشاعر:

الأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعباً طيّب الأعراق

هؤلاء الأبناء البررة هم مثال يحتذى، فهنيئاً لأبناء هلال العنزي بهذه الأم الفريدة التي ربتهم تربية إسلامية، توجت ذلك بمشاركتهم أفراحهم دون خجل أو استحياء، وهي متمسكة بحجابها الكامل،كما في الصور المصاحبة للخبر. بقي أن أهمس في أذن عبد الله العنزي وإخوانه البررة الأوفياء، بأن يحتفظوا بصور التدشين في أرشيفهم الخاص، وفي جنبات المعرض؛ ليشاهدها الأبناء والأحفاد والزوار، كي ينمي فيهم الاعتزاز والافتخار بالمرأة السعودية، وأقول لهم أبشروا بالخير الوفير والبركة في المال والأولاد والعمر، وسيبركم أبناؤكم كما بررتم بآبائكم، لقد أقدمتم على خطوة جريئة سيحفظها لكم المجتمع. هذه صورة دعوية مشرقة يقدمها أبناء القصيم على طبق من الذهب والكليجا، لأبناء هذا المجتمع الطيّب، تجسدت فيها أسمى معاني الوفاء والبر البريداوي القصيمي.



dr-al-jwair@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة