Thursday  10/03/2011/2011 Issue 14042

الخميس 05 ربيع الثاني 1432  العدد  14042

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كون الدكتور عبد العزيز خوجة - وزيراً للثقافة والإعلام -، فهو إذن صاحب رسالة، وفكرة نبيلة. - ولذا - فإن تصريح معاليه - قبل أيام - في معرض الكتاب، حين قال: «كلنا لنا آراء، أحياناً نتفق فيها، وأحياناً نختلف. وليس عيباً أن نختلف، وإنما المهم أن نوصل آراءنا بالطريقة

الصحيحة المناسبة، والحسنة، والطيبة، والحضارية». لقد غرس في نفسي أثراً أرفع من الكتابات التنظيرية، ليكون الجواب - حينئذ - أشبه بانطلاقة فعلية، وليجذب الأنظار سريعاً حول قضية الحوار، والتأكيد على مسلماته، وليوجه رسالة لكل من يتناغم مع فكرته، بشرط: أن يكون بالشكل الذي يريده، ويخدم قضيته.

الحوار، نوع من التكامل في الرأي، من أجل إيصال الصوت، بطريقة حضارية هادفة، وإيضاح الحقائق، التي قد تغيب عن البعض. فبالحوار، سنشارك في صناعة الأحداث، وتبادل الآراء مع الآخرين. وبالحوار، سنصون الهوية الوطنية، وسنعيد للمنتج الثقافي، والفكري ألقه، لاختلاف أنماط التفكير، وثقافات البشر. - إضافة - إلى الاستقراء في تنويع الرؤى، والتصورات المتاحة. وذلك من خلال بناء منظومة اجتماعية متكاملة.

كل الدلائل تشير، إلى أن التعبير عن حرية الآمال والتطلعات، تتطلب المهارات الحوارية اللازمة، للتواصل مع الآخرين، والتفاعل معهم. وأعتقد: أن هذا الأمر، لا يتم إلا من خلال تعزيز ثقافة الحوار، ومهاراته لدى أفراد المجتمع.

بل إن أهمية الحوار، تبرز باعتباره إحدى أدوات الاتصال الفكري، والثقافي، والاجتماعي، التي تتطلبها الحياة المعاصرة، كعرض وجهة نظر ما، ومعرفة ما لدى الآخرين من وجهة نظر. وهو في ذات الوقت، يمثل أصح الخيارات، باعتباره أحد الركائز الأساسية، إن لم نقل أفضلها، لتكون العلاقة بين مكونات النسيج الاجتماعي، في إطار من الاحترام، والشفافية، والوضوح، للوصول إلى نتائج أفضل.

صحيح، أن الخلاف سنة بشرية: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ}، إلا أنه يجب أن ندرك: أن اختلاف وجهات النظر، لا يفسد للود قضية، حتى وإن انتهى الحوار بمزيد من الخلاف، وعدم الاتفاق. ولعله، يمكننا في سياق الحديث عن العديد من الأهداف المشروعة، التي يمكن تحقيقها من الحوار، كإبطال المناخات المفعمة بالشك، والريبة، أن نقتبس السؤال السرمدي، وهو: لماذا نفشل في تحقيق أي منها على أرض الواقع في بعض الأحيان؟

drsasq@gmail.com
 

يا حبذا.. الحوار!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة