Thursday  10/03/2011/2011 Issue 14042

الخميس 05 ربيع الثاني 1432  العدد  14042

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

دراسة طريفة أجريت مؤخراً لاستطلاع آراء الشباب السعودي المنخرطين في التدريب التقني والمهني وكذلك استطلاع توجهات الشركات الموظفة لهم، إضافة لعدد كبير من العاملين في المجال التدريبي أو المجالات القريبة ذات العلاقة، أوجدت تبايناً كبيراً في وجهات النظر فيما يختص بالتخصصات التي تعد الأكثر جذباً للشباب السعودي وتلك التي تعد طاردة لهم بخلاف أسباب تسربهم في مرحلتي التدريب وما يتبعها من توظيف بعد انتهاء فترة تدريبهم وأيضاً أسباب عدم تحقيقهم لنتائج مرضية في مرحلة التدريب، وعلى الجانب الآخر اهتمت الدراسة بنظرة مؤسسات وشركات القطاع الخاص ورصدت بعض ملاحظاتهم حول جدية الشاب السعودي من جهة ومن جهة أخرى حول عدم رغبة تلك الشركات في توظيفهم أو لعلي أقول في تفضيل الوافد عليهم برغم تقدم الشاب السعودي على الوافد من حيث خضوعه لفترة طويلة في التدريب سواءً التقني أو المهني وما يتبعه من دروس في المهارات السلوكية والانضباط العملي أثناء ممارسته للعمل الموكل إليه.

وقد تشكّلت الدراسة من عدد بسيط جداً من الأسئلة الواضحة التي لا تحتمل التأويل وصيغت بطريقة معينة بحيث لا يشوبها لغط في حملها لأكثر من معنى فجاءت على سبيل المثال إحدى أسئلة تلك الدراسة على النحو التالي: ما هي بنظرك التخصصات التي لا تلقى عادة رواجاً بين الشباب أو ما هي بنظرك التخصصات التي لا يُقبل عليها الشباب السعودي؟.. وقد وضعت جميع التخصصات التقنية والمهنية أمامه بغية إرشاده لاختيار الأكثر طرداً منها للشباب السعودي في حين تم وضع سؤال آخر قُصد منه عدد من الأهداف، يأتي على رأسها احتمالية خداع الشخص الذي يتم استطلاع رأيه ومن ناحية ثانية لتأكيد إجابته على السؤال الأول حينما سئل عن أكثر التخصصات التي يراها تمثل عامل جذب للشباب السعودي أو تلك التي تناسب الشاب السعودي دون غيرها، وتوالت الأسئلة على ذات النحو بطريقة أخذت بعين الاعتبار المؤهل العلمي والقدرات الذهنية للمتقدمين للاستبيان بخلاف أن الدراسة تناولت أيضاً آراء جميع المدربين والعاملين في أقسام ذات صلة كفرق التسويق وقسم القبول والتسجيل الذي يعتبر الواجهة الرئيسة لاستقبال الشاب ورصد ردود فعله الأولي، إضافة لقسم متابعة الخريجين وقسم الإرشاد التربوي وباقي الأقسام التي لها علاقة من قريب بالعملية التدريبية والمدرب.

وقد تباينت آراء الشباب حول التخصصات التي تتناسب وطبيعتهم إلا أن الدراسة استطاعت أن تركز على أكثرها تكرارها وأبرزها في المجالين التقني والمهني الأمر الذي يشير بجلاء ووضوح إلى رغبة الشاب السعودي للانخراط بالأعمال التقنية والمهنية حتى وإن قدم تخصص على آخر فهذا لا يعني إطلاقاً شيئاً إن كنا ننظر إلى رغبة الشباب واستعدادهم للعمل في هذه المجالات كمبدأ، أما تفضيلهم لتخصص دون الآخر فهذا بلا شك سيساعد على تعزيز تلك الرغبة من جهة، وعلى التركيز على التخصصات التي لا تلق عادةً رواجاً من وجهة نظرهم من أجل تقريبها لهم والعمل على حثهم عليها بوسائل أخرى ليس المجال للحديث عن آلياتها ووسائلها في هذا المقال.

الأمر الآخر الذي أجمع عليه تقريباً جميع الشباب هو تدني المكافآت أثناء فترة التدريب وضعف المرتبات عند التوظيف، وهذا يؤكد مجدداً رغبتهم بالعمل في المجالات تلك لكن ثمة ضرورة لإعادة النظر بشكل جاد فيما يتقاضونه في ظل ارتفاع التكاليف المعيشية.

سؤال آخر أكد حقيقة ما ذهبوا إليه في اختياراتهم للتخصصات الأكثر رواجاً وهو نسب النجاح فيها والتي تعد الأعلى بين مثيلاتها إضافة لانخفاض واضح في نسب تسربهم منها سواءً أثناء العملية التدريبية أو بعد الانتهاء من التدريب والالتحاق بالوظيفة.

في مقابل ذلك، أبدى العديد من القائمين على العملية التوظيفية عدم قناعاتهم من قدرات الشباب السعودي في العمل وارتفاع كلفة تدريبه وتوظيفه بالرغم من مساعدات الدولة في ذلك ممثلة بصندوق تنمية الموارد البشرية بخلاف إبداء العديد منهم لرغبتهم بتوظيف الشباب دون تحمل نفقات التدريب أو انتظار مدته. والأخطر من ذلك عدم وعي معظم إن لم يكن مجمل القائمين على التوظيف بالقطاع الخاص بالفرق بين السعودة والتوطين.

سأترك الحديث عن توصيات تلك الدراسة لوقت لاحق، لكنني أود أن أذكر أننا نتحدث وإياكم عن تخصصات رفضها كثير من المهتمين بهذا الشأن وتساءلوا كثيراً عن أسباب إهانة الشباب السعودي من خلال توجيههم لهذه المهن، تلك المهن التي أكد شبابنا على رغبتهم في ممارستها وإثبات أنفسهم من خلالها كالكهرباء الإنشائية والتبريد والتكييف والإلكترونيات والتمديدات الصحية والنجارة المسلحة والدهان وأعمال الديكور، فكفانا تنظيراً بأن شبابنا لا يرغبون العمل في هذه المهن أو أن الشركات تقوم بإهانة شبابنا من خلال تلك الوظائف.

 

التدريب.. التوطين.. العاطلون.. مفارقات واقعية
عبدالله بن سعد العبيد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة