Friday  11/03/2011/2011 Issue 14043

الجمعة 06 ربيع الثاني 1432  العدد  14043

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

ربما راودتني فكرة كتابة هذا المقال لأول مرة أثناء اجتماعاتنا بوصفنا لجنة تحضيرية لجمعية التشكيليين (جسفت) قبل نحو 3 أعوام، حين كان النقاش في مسألة ما يجب أن تقوم به الجمعية، أو بمعنى أصح واجباتها تجاه الأعضاء. وكانت الاقتراحات في معظمها جيدة، ولكن من النوع الذي يصعب تنفيذه واقعياً، ومنها على سبيل المثال إيجاد صندوق لمساعدة (المتضررين) من الفنانين.. وما أكثرهم!

بالطبع يعاني العديد من الفنانين إشكاليات مادية بسبب صعوبة تسويق العمل الفني، ولكن أليس من الأفضل حل المشكلة بدلاً من البحث عن مسكنات؟ أليس من الأفضل إيجاد منافذ لتسويق العمل الفني؟ ولكن قبل البحث ألا يجب أن نسأل ما الذي جعل الفنان يصل إلى هذا المستوى؟ من المفترض أن تكون مزاولة الفن مجالاً مربحاً وتُدر دخلاً يعتمد عليه الفنان بدلاً من أن تكون مجالاً يمارسه متى ما استطاع مع الحفاظ على عمله الأساسي الذي يقتات منه.

ومن ناحية أخرى فإن الأمر لا ينتهي بعدم دعم ومساعدة الفنان من خلال الاقتناء، لكنه يتعداه بحيث تجد بعض الجهات تطلب من الفنان التبرع بعمله الفني لهم! وعلى قولة المثل المصري «جيتك يا عبدالمعين تعيني لقيتك يا عبدالمعين تنعان»، فهناك على سبيل المثال عدد من الجمعيات الخيرية التي تريد تسويق رسالتها مستخدمة الفن، وهذا بالطبع أمر مقبول، بل ومشجِّع، ودليل على أهمية المجال، ولكن ما يُثير في الموضوع أن تتوقع الجمعية أن يتبرع الفنان بكامل المبلغ لها؟ لا أدرى كيف هو تقديرهم لحركة وسوق الفن لدينا، فهل يعتقدون أن الفنان التشكيلي مثله مثل المطرب أو الممثل؟ أو حتى مثل فناني الغرب كبيكاسوا على سبيل المثال؟..

أعتقد أن الفنان لدينا أشبه بفان جوخ (قبل مرحلة الانتحار!).

أما القطاعان العام والخاص فيملكان ميزانيات كافية، يفترض أن يخصص جزءٌ منها لهذا النوع من الثقافة لأهميتها الاقتصادية أيضاً؛ فالعمل الفني السعودي صناعة وطنية يجب على تلك الجهات دعمها لتحريك هذا الجانب المهم، ورغم انتشار عملية اقتناء أعمال فنانين سعوديين من خلال بعض جامعي الأعمال المحليين وعدد من الوزارات والجهات الخاصة ألا أنه - وللأسف - نجد اليوم من يبحث عن متبرعين بلوحاتهم لتزيين حيطان تلك المنشأة! وكنت أتمنى لو أن تلك الجهات قامت بتخصيص جزء من ميزانية (المصمم الداخلي الأجنبي) لاقتناء أعمال فنانين سعوديين بوصفه واجباً وطنياً.

رحمك الله يا غازي القصيبي، رحلتَ ولم تنجح في توطين الوظائف.. فما بالك بسعودة الفن، فما أشبه الفنان بطالب الوظيفة؛ شهادته محلية (غير متخصصة).. يحتاج إلى التدريب.. يوجد بديل أجنبي أكفأ وأقل تكلفة!.. ثم يطلبون منه أن يتبرع!!

 

إيقاع
جمعية الفن الخيرية
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة