Friday  11/03/2011/2011 Issue 14043

الجمعة 06 ربيع الثاني 1432  العدد  14043

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

      

مضى على نهاية فعاليات جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل بأم رقيبة بضعة أشهر، وانتهت بحلوها ومرها، وجمالها وكدرها، بين محب للإبل، ومن بين مسرف دفعه البطر والتحدي إلى إنفاق الملايين حتى يحظى بلقب المركز الأول، وصاحب المزايين، ورأينا أكوام مخلفات الحواشي والمفاطيح، وقد امتدت على جنبات بعض المخيمات!!

ذهبت إلى مهرجان أم رقيبة في رحلة مع بعض الأحبة، وقد تحقق لي ثماني فوائد وليس سبع فوائد كما يقول الناصحون بالسفر والترحال، فشاهدت الجمال، والجبال، والرمال على حد سواء، وتنقلت في السوق الشعبي للتراث، وتفرجت على ألوان من التراث، وتنزهت في البر، وصحبت إخوة أفاضل، وروحت عن النفس، ولا أدري هل أتممت السبع أم لا؟ ولكني سأقفز إلى الثامنة، وهي الأهم.

الفائدة الكبيرة التي تحققت هي رؤيتي لأبنائنا منسوبي مركز التأهيل الشامل بمحافظة المجمعة، وقد نظم المركز زيارة لمهرجان أم رقيبة، واستضافهم مخيم بلدية حفر الباطن، وكم كان المنظر جامعاً بين الفرح والحزن، والفرج والضيق، حينما رأيت هؤلاء الأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهم يلهون ببراءة وعفوية، ومنهم من اجتاز الثلاثين من عمره، وكأنه طفل في الخامسة من عمره، ولكن اللافت للنظر -وهو الأهم- تسابق كل من منسوبي البلدية برئاسة الأستاذ محمد بن حمود الشايع، وجميع زملائه العاملين في البلدية، وتفريغ أنفسهم لجلب السرور على هؤلاء، بدءاً من تقديم الهدايا، وانتهاءً إلى مشاركتهم في إطعامهم وسقايتهم بأيديهم، وتجهيز المخيم ذلك اليوم لهم، وتنافسهم مع العاملين في المركز - وهم بالمناسبة من السعوديين - في خدمة هؤلاء المعاقين، ومحاولة زرع البسمة، وإدخال البهجة عليهم، ومشاركتهم حتى في الألعاب البسيطة، والاندماج معهم تارة بالأهازيج، وتارة باللعب والتسابق، أكبرت العاملين في البلدية وفي المركز هذا الشعور النبيل، والتواضع مع من يستحق العطف والحنان، فتحدث اثنان من المرافقين ونحن عائدون من رحلتنا، فقال الأول وهو من أبناء «حرمة»: بأن العاملين في المركز هم من خيرة الرجال في مجتمعهم، ولهم أنشطة تطوعية لا تقف عند حدود المركز، ومنهم من فرط في الترقيات حتى يبقى إلى جانب هؤلاء، وإلى جانب أبناء بلدته يخدمهم عن قرب.. فيما تحدث الآخر وهو من منسوبي وزارة البلديات سابقاً عن شخص رئيس البلدية الأستاذ محمد الشايع، وقال: هذا الرجل كان مديراً لمستشفى الزلفي، وتنقل في عدة بلديات من رماح إلى القويعية إلى حفر الباطن، وكان له دائماً الأثر الطيب الذي يتركه في أداء عمله، وعلى المحيطين به من زملائه فيذكرونه بالخير.

وقلت: إن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وإذا كنا سعدنا بهذه النزهة، وروحنا عن أنفسنا، ورأينا مظاهر سلبية، فقد رأينا أخرى إيجابية، ومنها هذا العمل الاجتماعي الإيجابي، ورأينا أماكن خصصت للمحاضرات لبعض المشايخ، ورأينا شباناً وشيباً قد أحضروا سياراتهم الخاصة بالمساجد المتنقلة، حتى تنظم المئات بخشوع وطمأنينة، ولكن صورة أبناء المركز وبراءتهم، وما رأيت من عطف وحنان وخدمة متميزة هو الذي بقي في مخيلتي، وها أنا ذا أكتب عن الصورة الجميلة بعد عدة أشهر.

alomari 1420 @ yahoo. com

 

رياض الفكر
صورة أخرى في أم رقيبة
سلمان بن محمد العُمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة