Friday  11/03/2011/2011 Issue 14043

الجمعة 06 ربيع الثاني 1432  العدد  14043

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

ما زالت الأيام تُرينا من نفسها شاهدا بعد شاهد على صدق نية الملك الصالح. فلعل الله قد اطلع على إخلاص قصد أبي متعب وحسن نيته وصفاء سريرته، فسخر الأحداث فسيرها سبحانه وتعالى لتُعين الملك الصادق على تحقيق طموحاته وآماله في إصلاح البلاد والعباد. فمنذ توليه حفظه الله والثروات تتفجر بين يديه من هنا وهناك. ومنذ توليه- حفظه الله- وهو يحمل هما وطنيا طموحا في الإصلاح الشامل للوطن، حكومة وشعبا. والإصلاح في جوهره هو التغيير، والتغيير تأباه النفوس إلا من مَنّ الله عليه بالحكمة والنظرة المستقبلية الثاقبة، ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا.

واليوم شاهد آخر على تيسير الله الأمور في صالح الملك الصادق. فالثورات من حولنا هي شعوب قد خرج شبابها يطالبون بالتغيير والإصلاح. هذا التغير والإصلاح هو ما بدأه الملك الصالح منذ توليه الحكم بشكل تدريجي، فالعجلة في التغيير لا تقبلها النفوس وتنفر منه، وقد تدرجت أوربا في مراحل الإصلاح خلال عقود زمنية. واليوم ليس كالأمس، فما عاد اليوم يوما. فالتكنولوجيا والاتصالات قد جعلت من اليوم ساعة ومن الشهر يوما ومن العام شهرا. أُختصر الزمان في عصرنا، فلم يعد الإصلاح يحتاج إلى عقود طويلة كما حدث في أوربا وأمريكا، والملك الصالح يدرك ذلك ولكن كان يحتاج إلى علامة ربانية تشهد له فتعينه على بعض المتوجسين من التغيير ممن لم يدرك ذلك من شعبه وحكومته.

الأحداث الدائرة حولنا اليوم هي دليل رباني على صحة رأي الملك الصالح وسداده في ضرورة التعجيل بالإصلاح. نعم، فلعل الله قد اطلع على قلب أبي متعب فعلم منه صدقا وإخلاصا فسير الأمور والأحداث في ركابه.

نحن ليس كالغرب وليس كالشرق وليس ككثير من البلاد المجاورة ممن عاشوا قرونا عدة في وحدة وطنية. فبلادنا في لُحمتها الواحدة وفي شكلها كوطن واحد وشعب واحد، لم تكن ثم كانت، بفضل من الله ورحمته. والبلاد، كالإنسان، تمر بمراحل وتحتاج إلى وقت وتجارب لتستوي على عودها وتطيب ثمارها وهذه هي سنة الله في خلقه. وأقرب شاهد لنا هو أمريكا التي لم تكن شيئا ثم كانت في قرنين من الزمن مرت خلالها بمراحل ضعف الطفولة ثم أخطاء الصغر ثم مراهقة الشباب حتى نضجت اليوم في شكلها الإمبراطوري المهيمن على العالم. ونحن اليوم وإن كنا في عصرنا الذهبي في عهد هذا الملك الصالح إلا أننا في طريقنا إلى عصور ماسية ولؤلؤية مديدة بإذنه سبحانه وتعالى. نحن اليوم قد بدا طلع الغراس وما تجلب العواصف من حولنا إلا الغيث لهذا الغراس فتتعجل ثمرته ويطيب مذاقه. نعم، فملكنا الصالح قد وضع بذار الإصلاح من خمسة أعوام وأعانه الله اليوم بعواصف بالجوار تجلب الغيث والخير لنا لتعجيل بدو صلاح الثمار.

في بلادنا كما في بلاد غيرنا، مجرمون لهم شهوات تسلطية وأهداف شخصية ظالمة يستخدمون في تحقيق غاياتهم الخبيثة هذه من يستطيعون الاستخفاف بعقله من السذج والسفهاء من الذين يستهينون بالفتن -فهم في حالهم هذا كحال الطفل يستخفه اللعب بالنار-.

إنه مما يجب ألا يسكت عنه أننا في فترة هي من أنسب الفترات لتحقيق كثير من طموحات الملك الصالح وشعبه في الإصلاح الشامل وهي فرصة قد منحها الله لبلادنا، المملكة العربية السعودية، ملكا وشعبا ولكن هناك من يريد خطفها وإضاعتها وتدمير الحركة الإصلاحية الشاملة بإثارة الفوضى. ولهؤلاء نقول: إن اليوم هو يوم الوفاء مع أبي متعب ملك الإصلاح وأن جواب الشعب لكل ناعق مثير للفتنة: بل الدم الدم والهدم الهدم، أبو متعب منا ونحن منه، نحارب من يحاربه ونُسالم من يسالمه.

















hamzaalsalem@gmail.com
 

المسكوت عنه
بل اليوم يوم الوفاء مع ملك الاصلاح
د. حمزة بن محمد السالم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة