Friday  11/03/2011/2011 Issue 14043

الجمعة 06 ربيع الثاني 1432  العدد  14043

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

 

نصر (زينجا) أفضل

رجوع

 

تعيش الأندية السعودية وضعاً فنياً سيئاً وقد ترك هذا الوضع أثرا سلبيا على نتائج المنتخب وأصبحت الكرة السعودية بعيدة عن الإنجازات وبعيدة عن المنافسة على تحقيق منجز جديد يضاف لسجلها الحافل على المستوى الآسيوي والعالمي.

تعددت الأسباب وكثرت الآراء حول هذا التدني الملموس والملاحظ من خلال النتائج التي تقدمها الكرة السعودية في مختلف المحافل على مستوى المنتخبات الوطنية بمختلف درجاتها السنية أو الأندية السعودية في المشاركات الآسيوية ولعل غياب الاستقرار الفني يشكل الجزء الأكبر من قصة الإخفاق الملازمة لكرتنا منذ زمن.

الحديث هنا سيكون على مستوى الأندية واستقرارها الفني ومقارنتها بأوروبا وأمريكا اللاتينية وبعض أندية آسيا المتطورة ففي الأماكن السابقة نجد الأندية أكثر استقراراً من الناحية الفنية فهم يتعاقدون مع المدربين ليستمروا فترة زمنية طويلة لهذا هم يركزون في عملية الاختيار ولا يتم الاتفاق مع أي جهاز تدريبي وفني إلا بعد دراسة وافية تتناسب مع وضع المرحلة في النادي ومع الأهداف المراد إنجازها خلال الفترة الزمنية المطروحة فمدرب الإعداد يختلف تماما عن مدرب يتميز بالتكتيك الفني داخل الملعب فعلى سبيل المثال هناك أندية تفكر بالبناء إذن هي تحتاج إلى مدرب إعداد مدرب يجيد اكتشاف المواهب ولا يكون ضمن أهدافها تحقيق إنجازات، وعندما تنتهي فترة البناء هنا يحدث التغيير في الجهاز الفني ويصبح البحث عن مدرب تكتيكي مطلب حتى يبدأ النادي مرحلة جديدة تتمحور أهميتها في تحقيق منجز أو إنجازات.

عنونت مقالتي بنصر (زينجا) ليكون حديثي بشكل واضح عندما أطرح القضية مدعومة بمثال حتى يعزز من خطورة ما أطرح على مستقبل الكرة السعودية في السنوات القادمة.

النصر قدم مع (ديسلفا) في المسوم الماضي مستوى أكثر من جيد وحقق خصوصا في القسم الثاني من الدوري نتائج أكثر من ممتازة لكن الإدارة النصراوية بمساعدة من بعض نجوم النصر السابقين ممن تستضيفهم القنوات الرياضية كمحللين ثم إبعاده عن الفريق لتبدأ مرحلة جديدة مع مدرب جديد من إيطاليا، لم يكن المتابع السعودي والنصراوي تحديداً متشائما من قدوم (زينجا) فالكرة الإيطالية مميزة ومدربيها يملكون فكر فني ونظرة إدارية في نفس الوقت ويستطيعون تقديم أنفسهم بشكل مميز، حضر (زينجا) في نهاية الموسم وقرر متابعة فريقه الجديد من المدرجات كجزء من عمله الاحترافي، دون كل ملاحظاته على الموسم وشكل المنهجية المناسبة لمرحلة النصر، وضع البرنامج وفق ما رآه.. ركز على الجانب اللياقي والإعداد البدني من خلال معسكر في إيطاليا وضع كل لمسات الكرة الإيطالية على شكل الفريق، قدم مع بداية الموسم فريقا معدا إعدادا بدنيا بشكل ممتاز فلم نلاحظ على لاعبي النصر الإرهاق فأول المباراة بالنسبة لهم لا يختلف عن آخرها، هناك أخطاء فنية (لزينجا) واضحة يتفق عليها الجميع لكنها لا تستدعي تغييب الاستقرار الفني وإنها عقدة، كنت أتمنى أن يبقى (زينجا) أكثر من أربعة مواسم ويصبح النصر أول نادٍ يكسر قاعدة الأندية السعودية في إنهاء عقود المدربين.. لكن هذا لم يحدث.

ما يؤكد حديثي السابق هو وضع النصر الفني الآن بعد رحيل (زينجا) كنت متيقن بأن المستوى الفني سيختلف وسينخفض مع المدرب الجديد مهما بلغت سيرته الذاتية لأن اللاعب في النهاية بشر يحتاج إلى وقت حتى يتأقلم مع الفكر الجديد والمنهج التدريبي الذي يريده المدرب الجديد، في بطولة آسيا للأندية وقع النصر فنياً ضحية لعدم الاستقرار الفني فلم يكن (بختكور) بالفريق المخيف والتعادل معه وهو بتلك الوضعية حتى والنصر على أرض (بختكور) يعتبر خسارة فهناك فرق بين فريق خاض مباريات رسمية كثيرة وآخر لم يقدم أي مباراة رسمية وكانت مباراة النصر هي المباراة الأولى الرسمية له مع بداية الموسم في بلادهم. إذن هنا تتضح الصورة بشكل جلي من جانب أهمية الاستقرار الفني، النصر كان يقدم مع (زينجا) أداء فنيا تصاعديا بالرغم من الأخطاء التي كان يقع فيها خصوصاً آخر وقت المباريات إلا أن الفريق كان يعيش وضعا فنيا جيدا مرتبطا بالاستقرار.

لا تحدث الإقالات بكثرة إلا في ملاعبنا الخليجية لهذا الكرة الخليجية غائبة عن المنافسة الآسيوية والعالمية منذ زمن بعيد.

النصر أحضر (باوزا) الأرجنتيني وقدم مع النصر أجمل العروض ورحل، جاء بعده (ديسلفا) الأرجواني وقدم نفسه بشكل جيد وتمت إقالته، ثم (زينجا) بالفكر الإيطالي وتمت إقالته (درقان) الكواتي لن يستمر مع النصر فعقده ستة أشهر فقط.. أفلا يهبط مستوى النصر بعد كل هذه التغيرات الفنية!! أربعة مدربين في أقل من سنتين ومدارس تدريبية مختلفة مرت على الفريق حتى أصبح فكر اللاعب النصراوي مشوشا، مدرب يقول له افعل كذا وطبق هذه الجملة الفنية بهذه الطريقة واستلم وسلم الكرة أثناء المباراة بهذه الطريقة وآخر لا يعجبه هذا الأداء ويطلب تغييره، فهل يستطيع أي لاعب في العالم أن ينسجم مع كل تلك الطقوس التدريبية المختلفة؟ القضية أصبحت واضحة المعالم والإخفاق له أسبابه الجوهرية.. ولعل ما سبق يرسم واقع الأمر في ملاعبنا المحلية.

ما يحدث في النصر يحدث في كل الأندية السعودية ارجعوا إلى القسم الأول من الدوري وشاهدوا عدد المدربين الذين تم استبدالهم في القسم الثاني من الدوري.. ولكم الحكم.

الأندية الجماهيرية مطالبة بالنتائج الإيجابية وجماهيرها تشكل عامل ضغط على إداراتها وقد تساهم تلك الضغوط في كثير من الأحيان في جعل الأمور تسير في الاتجاه غير الصحيح عندما تقبل مقترحات وأفكار تلك الجماهير أو بعض نجوم الفريق المعتزلين.

إذن مجريات الواقع تؤكد على أهمية الاستقرار الفني ويعتبر أمرا مطلوبا بل ضرورة ملحة لمن يريد أن ينافس ويحقق الإنجازات أن تحل مشكلة الاستقرار الفني للأندية السعودية إلا بالاختيار الجيد المبني على أسس فنية تتناسب مع واقع المرحلة لكل نادٍ، وكذلك الصبر وعدم الاستعجال في قرار الإقالة، لنراقب النجاح في الأندية الأوروبية ونبذل ما في وسعنا من أجل الاستفادة.. فالنجاح هو الطريق الحقيقي الذي يقودنا للابداع.

سلطان الزايدي

zaidi161@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة