Friday  11/03/2011/2011 Issue 14043

الجمعة 06 ربيع الثاني 1432  العدد  14043

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

تحقيقات

 

يسكنه مجهولو الهوية ومخالفو الإقامة في نجران
«أبا السعود» تراث عمراني يحتضر

رجوع

 

نجران - حمد آل شرية

تحتضر وتتهاوى ببطء وسط مرأى الجميع، بعضها عانق الأرض قطعاً مفتتة وبعضها ما زال يتشبث بأطراف الهواء مستغيثاً بجيل أهمله، إنها البيوت الطينية القديمة تراث نجران العمراني العريق الذي يقف وحيداً أمام مصير حدده الإهمال والنسيان سلفاً، هناك بالقرب من قصر نجران التاريخي في مدينة (أبا السعود) بالبلد القديم، حيث يقبع عدد كبير من تلك المنازل التي عاش فيها الآباء والأجداد وترددت بين حيطانها ضحكات ذلك الماضي الجميل، لتخلفها اليوم أنات صامتة لا يسمعها سوى الساكنين الجدد من الأشباح ومخالفي الإقامة والقطط والكلاب الضالة.

تحويلها لقرية تراثية

(الجزيرة) قامت بجولة على تلك المباني والتقت بعدد من ملاكها فتحدث لنا المواطن - محمد بن صالح الذي قال: لقد قضيت في منزلنا الطيني القديم بالبلد سنوات شبابي الجميلة التي لا يمكن للذاكرة نسيانها واليوم كما ترى الوضع سيئا للغاية في تلك المباني فقد أصبحت متآكلة وقابلة للسقوط وتحولت لمأوى لمخالفي الإقامة ومجهولي الهوية.

لذا أناشد المسؤول عن البلد القديم معالجة الأضرار بتلك المباني بشكل عام فإنها ذات مردود كبير جداً على الجانب السياحي في منطقة نجران، وقد تستغل من قبل ضعاف النفوس من مروجي المخدرات وخلافه في جوانب سلبية كثيرة.

ومن جانبه قال المواطن صالح الشهري أحد ملاك تلك المباني يحزنني منظر ذلك الحي التراثي القديم وقد أصبح أطلالاَ، إنها لوحة تذكرنا بعهد جيل من آبائنا وإخواننا ممن ساهموا في نهضة نجران الحديثة كما نرى الآن، حيث إن ذلك الحي (أبا السعود) ما هو إلا امتداد طبيعي للإمارة القديمة هناك حيث تم ترميم قصر الإمارة فقط دون الحي القديم مما يثير استغراب كل ساكن هناك، أتمنى أن يعاد ترميم ذلك الحي وإحيائه من جديد ليكون شاهدا على ذلك الزمن وعلى عراقة الإرث الحضاري لهذه المنطقة.

كما تحدث لنا أحد ملاك المباني المواطن - محمد بن عبد الرحمن قائلا أطالب الجهات الحكومية المسؤولة عن المباني القديمة سواء السياحة أو غيرها النظر في وضع بيوت القصر القديم الذي أصبح مأوى للقطط والكلاب وكذلك مجهولي الهوية وكون البعض منها آيلا للسقوط خاصة هذه الأيام التي تهطل فيها الأمطار، لذا فالأفضل معالجة وضعها بأسرع وقت قبل أن تتسبب في كارثة لا قدر الله.

من جانبه قال المواطن مفلح الرشيد أحد ملاك مباني القصر القديم إن حال المباني الطينية سيئ للغاية ونتطلع للجهات المسؤولة بسرعة معالجة وضع القصر القديم كما عالجت ورممت قصر الإمارة التاريخي.

هيئة السياحة

والجهات الأخرى

من جانبه تحدث ل(الجزيرة) مدير جهاز السياحة والآثار بمنطقة نجران - صالح آل مريح قائلا : إن التراث العمراني في جميع مناطق المملكة يحظى باهتمام الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركاء الهيئة والمربع المقابل لقصر الإمارة التاريخي كغيرة يحظى باهتمام المسؤولين المعنيين بالمنطقة، وهناك تنسيق بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة منطقة نجران حول هذا الأمر والهدف من ذلك الحفاظ على التراث العمراني الذي يعتبر جزءا من هوية هذه المنطقة التاريخية.

أما الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة نجران النقيب علي بن عمير الشهراني فقال إنه تم إزالة منازل لخطورتها القائمة حيث إن أولوية الإزالة تكون علي حسب خطورتها وقد قام الدفاع المدني بمنطقة نجران ومن خلال إدارة الحماية المدنية بتحليل المخاطر المحتملة من وجود مثل هذه المباني وتم إعداد تقرير مفصل رفع لمقام إمارة المنطقة التي وجهت بتشكيل لجنة وعضوية الدفاع المدني وعرض تقريرها على مجلس الدفاع المدني بالمنطقة كل ستة أشهر حيث إن هناك مباني لها قيمة تاريخية وتخص جهات تطالب دائماً بالمحافظة عليها وأخذت في عين الاعتبار لتأمين السكان والمارة من خطرها.

أما المهندس فارس بن مياح الشفق أمين منطقة نجران فقد بين أن هناك لجنة مشكلة من إمارة المنطقة والأمانة والهيئة العامة للسياحة والآثار لدراسة وضع المنطقة القديمة في أبا السعود خصوصا القصر القديم وما حوله كما يوجد أيضاً لجنة للبيوت الآيلة للسقوط مشكلة من إمارة المنطقة والأمانة والهيئة العامة للسياحة والآثار والشرطة والدفاع المدني التي تتعامل مع البيوت القائمة وفق حالتها سواء كانت جيدة أو متهالكة، وقد رأت هذه اللجان أن تتم المحافظة على المباني التي حالتها جيدة وبالإمكان ترميمها باعتبارها تمثل الطراز المعماري القديم وإزالة تلك البيوت الآيلة للسقوط ويجري حالياً التنسيق مع الجهات المختصة لتنفيذ ما رأته هذه اللجان إضافة إلى أن الأمانة ستقوم بعمل دراسة شاملة لتطوير الحي بما لا يتعارض مع طابعه التراثي تمهيداً لوضع رؤية شاملة لما سيكون عليه الحي وتنفيذ هذه الرؤية على الواقع حسب البرامج التي ستعد لهذا الغرض.



 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة