Saturday  12/03/2011/2011 Issue 14044

السبت 07 ربيع الثاني 1432  العدد  14044

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

قال تعالى في محكم كتابه العظيم: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} والكفر بالنعم من أسباب زوالها؛ وهل هناك أهم من نعمتي الأمن والإيمان، التي أنعم الله بهما على بلاد الحرمين الشريفين، وأهلها؟، واللتين كانتا، بفضل الله، سببا من أسباب سعة الرزق، وازدهار الاقتصاد.

وقال تعالى مخاطبا قريش: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}؛ فما أحوج الجميع لتدبر هذه الآية الكريمة في مثل هذه الظروف الحرجة التي تعاني منها بعض الدول العربية؛ قلاقل وفتن وعدم استقرار، بدأت بمظاهرة وانتهت بفوضى عارمة؛ رفعت فيها شعارات «إصلاح الاقتصاد» فكان الاقتصاد أول المتضررين منها، حين هوى سقف الأمن، وتعطلت المصالح، وشكل الهلع جسرا لنقل الاستثمارات الأجنبية، والأرصدة المالية إلى الخارج. فتنٌ كقطع الليل، توشك أن تُطبق على أنفاس الأمة، وبدلا من التحذير منها، ومحاربتها بكافة السبل، يتسابق البعض لإقناع الناس أنها باب للفرج، والإصلاح وهي لا تعدو أن تكون بابا من أبواب الشر والدمار.

إصلاح الاقتصاد، وتحسين الظروف المعيشية لا يمكن أن يُبنى على أنقاض الدمار، وانفلات الأمن، والخوف والهلع؛ المطالبة بالحقوق أمر مشروع، إلا أن مشروعيته لا تسوغ الفوضى والانفلات، وخدمة قوى الشر الخارجية المتربصة بأمة الإسلام وأرض الحرمين.

المملكة مستهدفة من قوى الشر الخارجية لسببين رئيسين؛ الأول ديني وهو، احتضانها الحرمين الشريفين، خدمتها للإسلام والمسلمين، وأنها معقل من معاقل التوحيد، والثاني دُنيوي وهو، ثرواتها النفطية. الحملات الإعلامية التي تشنها القنوات الإيرانية على السعودية كشفت عن أهداف بغيضة لا يمكن للمواطن الحق القبول بها؛ وآخرها حملاتها المنظمة على مؤسساتنا الدينية، وعلمائنا، آخذة من فتوى تحريم إثارة الفتن والقلاقل الصادرة عن هيئة كبار العلماء، محوراً لبث سمومها المذهبية، وأباطيلها السياسية. سجل إيران في حقوق الإنسان، والحريات هو الأسوأ في المنطقة، وأموال الشعب باتت تُنفق في الخارج لإثارة الفتن والقلاقل في الوقت الذي يُعاني فيه الشعب الإيراني الفقر المدقع؛ ومع ذلك تجد في دول الخليج من يستمع لأكاذيبها ممن غيب الله بصيرتهم، وأفقدهم سبل الرشاد. خططها التخريبية تقوم على أسس مذهبية، لتحقيق مطامع (صفوية) سياسية بعيدة المدى.

الخطط الغربية غير المعلنة في دول المنطقة، تقوم على مبدأ إحداث الفوضى، للحصول على موطئ قدم تحت ذريعة «حماية منابع النفط»؛ الفوضى تعني انعدام الثقة وهجرة الأموال إلى المراكز المالية الآمنة؛ وهي دول الغرب؛ وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية؛ وتعني أيضا مزيداً من الدمار الذي يستدعي تدخل الشركات الغربية للحصول على حصة الأسد من خطط إعادة الإعمار، وتعني أيضا تجميد الأرصدة الضخمة لتعود الفائدة على تلك الدول وتُحرم منها الشعوب، وتعني أيضاً إصدار قرارات دولية تحقق خدمة الدول الغربية، ومن غير المستبعد أن يكون (تقسيم) دول المنطقة العربية، الهدف الرئيس الذي بُنيت من أجله، خطط إشاعة الفوضى وانفلات الأمن في جميع الدول العربية.

المطالبة بالإصلاحات الاقتصادية، تحسين مستوى المعيشة، معالجة البطالة، مكافحة الفقر، ومحاربة الفساد أمور يصبو إليها الجميع، ويدعمها ولي الأمر، ويتخذ فيها خطوات مشهودة؛ إلا أن استغلال تلك المطالب في إحداث الفوضى، وتهديد الآمنين، ومحاولة تدمير الاقتصاد أمر غير مشروع ينبغي التصدي له بحزم، حماية للبلاد والعباد من ويلات الدمار. إشاعة الفوضى من خلال المظاهرات والاعتصامات ستؤدي؛ إذا ما تُركت دون تدخل حازم من الجهات الأمنية، ومواجهة فكرية من العلماء، ورفض شعبي من المواطنين؛ إلى كارثة تقوض الأمن والاستقرار وتتسبب في تدمير الاقتصاد.

f.albuainain@hotmail.com
 

مجداف
الأمن والاقتصاد
فضل سعد البوعينين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة