Monday  14/03/2011/2011 Issue 14046

الأثنين 09 ربيع الثاني 1432  العدد  14046

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

السؤال الذي يتردد دائماً عن سر هذه النمطية لصورة الطفل وهو يرسم ويلون بعض الخطوط المعدة له سلفاً؟ فكأن الجميع حول هذا المخلوق اللطيف يتملكهم الحرص أن يظل على الدوام منحنياً، يتظاهر بالرسم كخلفية للحديث الذي يتجاذبه الكبار حول حياته ومتطلبات واقعه.

وبما أن الجميع يُسَلِّمُ بأهمية تعليم الطفل وتدريبه وتطوير ذائقته، إلا أن ما يبعث على القلق هو ثبات هذه النمطية حوله لتصبح مع الوقت جزءًا من متممات أو قشور أو أكليشيهات جاهزة عن ما يريده الكبار لهذه الفئة الغضة.

فالعالم القريب منا عرب ومسلمون يعايشون هذه التجربة التي تتسم غالباً بالنظرة الشكلية لما يمكن أن يقوم عليه واقع الطفولة، وقد تعاد الأسباب إلى المنابت الأولى للبيئة التعليمية التي ينقصها الكثير من الأبعاد الجوهرية على نحو تطوير المناهج وزرع مفاهيم جديدة في الحياة التربوية.

وربما أقرب الأمثلة «مادة الرسم» أو ما يعرف بالتربية الفنية.. التي نحملها الكثير مما تحتمل، لاسيما حينما يتم إفراغها من مضمونها حتى تُسْتَسْهَل في الكثير من المدارس، لتكون محدودة الأثر، بل تعد الآن من سقط المتاع، أي: (حصة فراغ) أو إكمال نصاب معلم.

فتوقف عجلة التطوير في «مادة التربية الفنية» هو ما جعل مشهد الرسم عبارة مفرغة من أي مضمون، ومجرد إزجاء للوقت وإشغال للطفل بالتلوين، لندخل معاً في نفق العادية والسطحية وعدم الجدوى.

فرغم أن الجميع منظمات وقطاعات وأفراد لا يزالون في ما يشبه اللهاث وراء أمر التطوير في مادة التربية الفنية لنقلها من صورة «حصة الرسم» الواهنة إلى فعل أكثر فائدة، وأشد أثر في ذائق الطالب.

يضاف إلى مادة «الرسم» مادة أخرى تعيش ذات المعاناة وهي «التعبير» كما تأتي ثالثة الأثافي - كما تقول العرب - وهي «حصة» أو «مادة الحاسب» إذ الأمر في هذه المواد الثلاث لا يزال في خانة البحث حول القشور والشكليات، فيما أطفال العالم في الغرب والشرق يتفحصون نبضها الأجهزة الإليكترونية، وقلب الأدوات الكهربائية ومحتوياتها من أجل التفاعل معها حتى وهم في سني عمرهم الأولى على مقاعد المدرسة.

فالقضية كما أسلفنا لا يمكن لها أن تكون شكلية على نحو بوسترات الطفولة وهم ينكبون على لوحات الرسم ومزج الألوان، أو توفير الموارد والبيئات المتخيلة، إنما الأهم من هذا وذاك هو طَرْقُ البعد الإنساني المفعم بالوعي والموضوعية، واستلهام تحولات الحضارة.

hrbda2000@hotmail.com
 

بين قولين
قشور التجربة
عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة