Tuesday  15/03/2011/2011 Issue 14047

الثلاثاء 10 ربيع الثاني 1432  العدد  14047

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لم يكن (جوستين هال) الذي قام بأول تدوين، يفكر حينها أنه يفتح آفاقاً واسعة لحرية التعبير، وأنه يؤسس لظاهرة ستصبح ملاذاً ومثار اهتمام عدد كبير، وتصبح جزءاً من دراسات ومعدلات قياس الرأي، وعاملاً مهماً في تقييم الأحداث من منظور الأفراد، وبالتالي المجتمعات والشعوب!

حين بدأت تدويناً متقطعاً ومتأخراً وكسولاً -أيضا- العام 2008، عبر مدونتي الشخصية، (ناصريات ولكن..!)، لم أكن أفكر بحشد الرأي حول قضية، كنت أمارس التدوين وأنشر لمقالات (ممنوعة من الصرف)، وأفكار أؤمن بها، كجانب من التواصل والتوثيق أكثر من كونه تدويناً، لكنني كنت أجد نفسي دائماً أمام أسلوب يسير وفعال. وحين أصاب بإحباط من قلة التفاعل، أكتشف فوراً أن السبب ببساطة يعود إلى ضعفي في التفاعل مع الآخرين، أو مزاجي في المشاركة دون استمرارية.

ومن التدوين إلى ظاهرة (الأنشطة الرقمية)، والتدوين المصغر بـ140 حرفاً عبر تويتر، وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، وفي الفيسبوك أسست وشاركت في أكثر من صفحة ومجموعة بدافع الفضول والاهتمام وأحياناً الترفيه والانتشار، قبل أن ألحق بهما عبر الموبايل، لإيصال رسائل للأصدقاء والقراء أحياناً، بنشر المقالات أو بعض الأفكار الطارئة.

ورغم أن مفهوم (الحملات الإلكترونية) قد انتشر منذ زمن المنتديات، إلا أننا اليوم أمام مفهوم تطور كثيراً وأصبح له أدوات وأدلة مساعدة، بل أصبح سهلاً، وهو ما وسع دائرته وما يحدثه من تأثير. ليطرق كل سلبيات المجتمع من جهل، ضعف، وفساد، وصولاً إلى نشر ثقافة التغيير السلمي، ورفع نسبة الوعي بقضايا المحيط وأحداثه وما قد تؤدي إليه من حراك.

بعض الحملات الرقمية قد تشعرك أنك أمام جهد منسق من المنفذين، والمخططين، والداعمين. لكن ذلك ليس حقيقياً دائماً، ومن تجربة مجموعة صغيرة (الليبراليون السعوديون) على الفيس، وصلت مساهمات ما تتعلق بتصميم الشعار وأخرى شبه يومية تقدم محتوى منوع بشكل تطوعي، مشاركات فيها الكثير من الحماسة والكثير من الحدة -جهد شبابي دائما- يثبت أن بناء المحتوى وتنوع المساهمة يأتي غالباً بشكل عفوي وغير متوقع ليشكل في مجمله صورة احترافية في الضوء.

لكن ليس كل التدوين أو النشاط الرقمي يساهم بالتغيير للأفضل، أو يرتقى بمن يقرأه، هناك أيضاً (التدوين المقاوم)، أو الحملات المقاومة للتغيير، تغيير الجهل، الاستبداد، والدعوة بشكل مكثف للتقليد والتبعية، و تكريس ثقافة متسلطة فقط وهي حملات منظمة أيضاً.

فكل ما تفعله النت وشبكاتها أنها تفضحنا وتضع أفكارنا ونشاطاتنا تحت ضوء الشمس، عصية على الرقابة الخارجية، لتقدم نسخة مدونة وموثقة للمجتمع بتنوعه وأفكاره، وحواره، كما تصادمه وإن اختلفت الأحرف.

إلى اللقاء

 

ماذا يفعل الفيسبوك وتويتر؟
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة