Tuesday  15/03/2011/2011 Issue 14047

الثلاثاء 10 ربيع الثاني 1432  العدد  14047

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

إكمالاً لموضوعنا السابق عن الكتاب المذكور في العنوان ما زال في جعبة الكاتبة سيندي إنجل المزيد من عجائب خلق الله؛ فلنكمل معاً ولنسبّح الخالق العظيم:

كيف عَلِمَت؟: من عجائب خلق الله أن هناك كائنات تُغيِّر طبائعها الغذائية قبل شروعها في أنشطة معينة. من ذلك أن بعض الطيور المهاجرة تتوقف عن الاعتماد على الحشرات في طعامها، وتأخذ في أكل التين فقط، الذي وجد الباحثون أنه يساعدها على الاحتفاظ بطاقتها. أما سناجيب الأرض فهي تبيت شتاءً، وقبل موعد بياتها فإنها تتوقف عن أكل الطعام الذي يخلف موادَّ ضارة، وتركز على الأشياء التي تخلف موادَّ أقل ضرراً.

لا تخجل من لعق جروحك: عندما تُصاب القرود بالجروح فإنها تلعق جروحها، ولوحظ أن هذا يُحسِّن من عملية التشافي، وقد وجد الباحثون أن هذا شائع في الكثير من الفصائل، ومن الكائنات التي يمكنها أن تتشافى عندما تلعق جروحها: البشر! نعم؛ أودع الخالق سبحانه في اللعاب البشري موادَّ عدة مهمتها تعقيم وتسريع تشافي الجروح. والمواد التي في اللعاب ذات أسماء علمية معقدة؛ لذلك سأركز على منافعها: يحوي اللعاب مادتين تتحدان معاً لتعطيل قدرة الميكروبات على العمل، ومادة تزيل الحديد وتقتل نوعاً من البكتيريا التي تتغذى عليه، ومادة تقوم بتسميم البكتيريا، ومادة تضاد الفطريات، وأخيراً جسم مضاد اسمه «كريين مناعي أ» مهمته مكافحة فيروسات مثل الإنفلونزا وشلل الأطفال.

التنافع (الإجباري!): الكثير منا مرَّ عليه نماذج من العلاقات التنافعية بين الحيوانات، مثل التمساح عندما يفتح فكَّه المدمِّر لتقوم أنواع من الطيور بتنظيفه، لكن بعض هذه العلاقات استعبادية! من ذلك إحدى فصائل البومة التي تعيش في أمريكا الشمالية، فرغم أنها لا تأكل غير الحشرات إلا أن من طباعها أن تلتقط نوعاً صغيراً من الأفاعي العمياء وتلقيه في عشها؛ حيث تتغذى الأفعى على أنواع من الطفيليات والحشرات الضارة التي تستوطن تلك الأعشاش، وغالباً ينتهي المآل بالأفعى إلى أن تموت جوعاً وتلقيها البومة خارج العش.

حصيلة الإدمان: هناك نوع من النمل يعيش غالباً قُرْب إحدى فصائل الخنافس. هذه الخنفساء تفرز مادة كيميائية لها تأثير مُسْكر، ويُطعم النمل يرقات الخنفساء مقابل أن تسمح لهم الأم بلعق المادة من أسفل بطنها، ويسبب هذا للنمل حالة من الترنح، ويدمن النمل على تناول هذه المادة، إلى درجة أنه إذا أحدق بهم خطر فإن النمل ينقذ يرقات الخنفساء قبل يرقاته! وكما هو متوقع في حالات الإدمان فالمادة ضارة على المدى البعيد؛ فالإكثار منها يسبب هيجاناً وضرباً من الجنون داخل قرية النمل ينتهي بتوقف التكاثر ومن ثم انهيار القرية.

حتى الحيوانات لديها أخلاق: بعض مجتمعات الحيوان تتعامل مع كبار سنها بطريقة يصعب وصفها بأي كلمة غير كلمة «احترام». من ذلك أن اللبؤة إذا تقدمت في السن وسقطت أنيابها أو ضعفت فإن الشابات في القطيع يقمن بالصيد ويتركن لها نصيباً من الطعام. مجتمع قرود الشيمبانزي لديه درجة كبيرة من احترام كبار السن، ومن ذلك أنهم لا تهاجمهم بقية القرود كثيراً، بينما الذكور الشابة تتقاتل فيما بينها دائماً، حتى إذا قام القرد كبير السن بتهديد قرود أصغر وأقوى فإنهم يتركونه يصيح عليهم ولا يهاجمونه، وكبار السن يحصلون أيضاً على نصيب من الطعام إذا قامت مجموعة بالصيد، ولو حاول قرد شاب الدخول معهم لطردوه.

غزال على كرسي الطب النفسي: أيضاً من الأشياء الشيقة في عالم الحيوان طريقة تعاملها مع الضغوط. ممن رغبوا في معرفة المزيد عن هذا الموضوع هو الطبيب النفسي بيتر لافين، الذي قضى أكثر من 30 سنة في علاج البشر من أمراض نفسية بالغة، وقد فكر ذات مرة فقال «كيف تتعامل الحيوانات مع الصدمات النفسية؟» وقاده هذا التساؤل إلى حقائق عجيبة، منها أن الحيوانات عادة لا تعاني الاكتئاب ولا اضطراب ما بعد الصدمات، اللذين يصيبان البشر بعد الصدمات البالغة، رغم أن الكثير من الحيوانات تتعرض لمواقف يومية أو شبه يومية تُشرف فيها على الهلاك، ووجد أن الحيوانات تنفض أجسادها نفضاتٍ قوية بعد المواقف الصعبة، كأنها تنفض المشاعر السلبية بعيداً. ووجد الباحثون أن الحيوانات تتعامل مع الضغوط بطريقة أخرى: التجمُّد؛ فعندما تواجه الحيوانات مواقف عسيرة فإنها أحياناً تتجمد في حالة من الوعي عديم الإحساس بالألم. هذه من رحمة الخالق بالحيوانات؛ فقد وجد العلماء أن أنواعاً من الحيوان إذا واجهت صدمة قوية (مثل أن يطبق عليها نمر بفكيه) فإنها تتجمد ويبدأ الجسم بإفراز مادة الاندورفين بغزارة، وهي مادة مُخدِّرة ومزيلة للألم. حتى بعض البشر الذين نجوا من هجمات أسود أفادوا بأنهم لم يشعروا بألم عندما مزَّقت الأسود أجسادهم.

{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (14) سورة المؤمنون

 

الحديقة
الصحة في البرية - الجزء الثاني والأخير
إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة