Wednesday  16/03/2011/2011 Issue 14048

الاربعاء 11 ربيع الثاني 1432  العدد  14048

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

التاريخ لا يعيد نفسه ولكن قد يأتي بشكل صور متعددة، العالم العربي يعيش هذه الأيام زمن الدولة العثمانية في عودة إلى التاريخ حين كانت الخلافة العثمانية تشهد على انهيار إمبراطوريتها 1917م وكانت أوروبا تعد للثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية والصراع يتركز في الشمال الأفريقي: ليبيا، مصر، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا. وكما أن الحلفاء المنتصرين يهيئون المنطقة العربية في جنوب الجزيرة العربية: اليمن، وعمان، والبحرين.

أي الشريط الممتد من رأس الخليج العربي شمالاً، وحتى جنوبه وسواحل بحر العرب لتكون البحار مستعمرة وتحت نفوذهم لحماية سفنهم التجارية ومستعمراتهم في المحيط الهندي وتأمين خط الملاحة في القرن الأفريقي: الصومال، جيبوتي، ومضايق البحر الأحمر.

الدولة العثمانية في تلك الفترة تنازعها الصراعات مع أوروبا والثورة العربية والضغط الإيراني (الفارسي). في حين العرب كان حلمهم الاستقلال.

وما يحدث الآن من تلكؤ وتباطؤ أوروبا وأمريكا في الدخول في الصراع الليبي هي نفس المخاوف التي كانت تخشاها أوروبا من سيطرة الدولة العثمانية على الشمال الأفريقي وتخشى الآن أن يضطرب الشمال الأفريقي سياسياً ويكون غير موال لسياسات الغرب لأن هذه الثورة مخالفة للثورة العربية السابقة نتيجة وعي الشعوب العربية.

فالشعوب العربية الآن لديها وعي سياسي ودول قائمة بحدود جغرافية وهياكل سياسية وإدارية وكيانات كبيرة وأسلحة وتعداد سكاني يفوق تعداد العرب عام 1917م.

الغرب لا يتكئ كثيراً على التاريخ وعاش تجربته المريرة في احتلال العراق وأفغانستان، حيث لم يحقق جميع أهدافه، بل إن ما يحدث حالياً من ثورة التغيير قد يكون بتأثير الأحداث السياسية الأخيرة التي عاشتها المنطقة منذ عام 1991م.

إذن المتغيّرات السياسية والديمغرافية والحضارية تغيّرت لصالح العرب وتجاوزت الأوضاع الحالية التي كان عليها العرب زمن الحرب العالمية الثانية.

المعلّقون والمحلّلون السياسيون لم يستقروا على حال بشأن المواقف الحالية بشأن ما ستكون عليه الأوضاع بدليل تأخر قرار الحظر الجوي والمناقشات الحامية بين الشركاء (الحلفاء) في مجلس الأمن فالجميع لا يرغب في الدخول إلا بتفويض أممي خلافاً لغزو العراق عندما اتخذت أمريكا قراراً منفرداً لغزو العراق وشهد العالم التبريرات غير المقنعة للدخول في الحرب واعتراضات فرنسا بشدة وبعض الدول الغربية للدخول في الحرب. أذن العالم العربي تغير إيجابياً وبالتالي تغيّرت الحسابات والمواقف.

 

مدائن
ليبيا تعيد للحلفاء ذاكرتهم
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة