Thursday  17/03/2011/2011 Issue 14049

الخميس 12 ربيع الثاني 1432  العدد  14049

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

برغم أن الشيخوخة ترمز لعمر معين يصل إليه الإنسان، إلا أن بعض العلماء يعتقد أنها ليست قدرًا عليه يسلم به، بل هي مرض يعالج ويشفى منه. ويعتمدون على فرضية أنه بإمكان بعض الأشخاص منع أو تقليل أو إبطاء مظاهرها. بما يعني أن ابن السبعين قد يوهمنا بأنه أقل من عمره الحقيقي!

وإن افترضنا جدلاً بصدق هذا الاعتقاد؛ فإننا سنصطدم بالعوامل البيولوجية المصاحبة للتقدم في العمر مثل: سن اليأس، وصلع الذكورة، والشيب، وفقدان الذاكرة التدريجي، والأوجاع المرتبطة به كآلام الأرجل كونها عمليات مبرمجة في الجينات ولا يمكن السيطرة عليها حتى الآن!

إلا أننا نجزم بأنها ليست سببًا للموت، فهو بيد الله تعالى ثم بحدوث بعض الأمراض المستعصية كأمراض السرطان وأمراض القلب وغيرها.

ولو سلمنا بالنصائح الموجهة للمتقدمين في السن للحصول على شباب دائم مثل ضرورة ممارسة القليل من الرياضة والكثير من التفاؤل والتفكير الإيجابي؛ فإنه لابد وأن يضاف إليها الكثير الوافر من الحقن بمضادات الأكسدة! ففي إحدى التجارب التي أجريت في جامعة كنتاكي قارن العلماء بين قدرة فئران متقدمة في السن وأخرى فتية في اجتياز متاهة معقدة، وكان من الطبيعي ارتكاب الفئران الكبيرة في السن أخطاء بمقدار مرتين مقارنة بالأخطاء التي ارتكبتها الفئران الصغيرة لاختبار المتاهة، وعندما تدخل الأطباء بحقن مضادات الأكسدة للفئران المسنة أصبح لديها القدرة على اجتياز المتاهة بنفس سرعة الفئران الصغيرة، بما يشير إلى أن الفئران المسنة كانت لديها مستويات منخفضة أو مدمرة من كيماويات موجودة في المخ تعرف باسم: (موصلات الأعصاب) وتحدث بسبب ما تسمى ب (الشوارد الحرة) وحين تم تعويضها بمضادات الأكسدة ارتفعت نسب موصلات الأعصاب بصورة ملحوظة فعادت الخلايا المدمرة في المخ لمعدلها الطبيعي.

والتدمير الذي تحدثه الشوارد الحرة عادة غير مبرمج، بل هو عشوائي يأتي بسبب ضغوط الحياة ومشاعر التعاسة والحزن والاضطهاد، والتلوث البيئي الذي يحتوي على مواد مؤكسدة تتسبب بالإسراع في الشيخوخة. وكذلك عدم ممارسة الرياضة وتناول العقاقير والكحوليات والأغذية الدسمة والمشوية، فالشواء يحول البروتين والأحماض الأمينية لمواد كيماوية قوية تتلف الحامض النووي لخلايا الجسم، كما أن التدخين من السموم لكونه مادة مؤكسدة قوية تدمر الحامض النووي في الخلية.

وقد قام مجموعة من العلماء في جامعة كاليفورنيا بتطوير بعض المكملات الغذائية بما يمكنها من إعادة مظاهر الشباب بإضافة نوع من الأحماض الأمينية إلى أخرى من الأحماض الدهنية، وكان لها دور فعّال ببعث النشاط في أجساد وأدمغة المسنين وأصبحت أفضل حالاً ومماثلة لمن هم أصغر سنًا، مع ظهور تحسن ملحوظ في أداء الذاكرة. ويعمل الحمض الأميني على زيادة الطاقة، بينما يعمل الحمض الدهني مضاداً للأكسدة، وهاتان المادتان موجودتان بطريقة طبيعية في خلايا الجسم، ولكنهما تتناقصان مع مرور الزمن.

وعليه فإنه من الضروري تناول مضادات الأكسدة مثل «فيتامين هـ» وكذلك «فيتامين سي».

وفي حين يمكن أن نسلِّم بالشيخوخة كقدر؛ إلا أننا نتطلع للتخلص من أمراضها كما تخلصت البشرية من أمراض مزمنة كالكوليرا والجدري وشلل الأطفال.

وبرغم قدوم الشيخوخة، يبقى الشعور بجريان روح الشباب بداخلنا معنويًا تدفعه أنفاس التفاؤل، وتسوقه مجاديف الأمل. فلا تكتموا أنفاسنا، ولا تكسروا مجاديفنا، ودعونا نبحر نحوها بأمن وسلام!

www.rogaia.net

rogaia143@hotmail.com
 

المنشود
هل الشيخوخة قدر، أم مرض؟!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة