Thursday  17/03/2011/2011 Issue 14049

الخميس 12 ربيع الثاني 1432  العدد  14049

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قيل (غلبت الجرذُ السنانيرَ) إشارة إلى جرذان سد مأرب، حينما تكاثرت وتغلبت على السنانير (القطط) التي جعلها الأهالي آنذاك لرصد الجرذان والقضاء عليها، لكنها وبأمر الله سبحانه استطاعت نقب السد فانهار وطغى سيل العرم وحصل الطوفان والغرق، وتفرقت سبأ بين اليمن والشام فمنهم من أقام في بلاده ومنهم من نزح إلى غيرها، تذكرت تلك الحادثة وانأ أسمع قول من كان زعيما قبل أيام مضت يصف شعبه بالجرذان، واستذكار قصة المثل آنف الذكر بما فيها من عبر ومواعظ أعقبها حقب زمنية شهدت عجائب الأحداث والتقلبات، جعلني أدخل في مسألة سلالات العرب، وفي هذا السياق تذكرت كلاماً كتبه منير العجلاني في كتيب من إصدارات المجلة العربية بعددها (400) استغرب فيه تقسيم (العاربة والمستعربة) وتدريسه للتلاميذ، واعتبرها دسيسة مخيفة ندرسها ونتدارسها من غير إنكار لها وهي التي تقول إن عشيرة محمد صلى الله عليه وسلم الذي نزل القران بلسانه تعد كسائر العدنانيين أو المضريين من غير العرب وقد دخلوا على العرب العاربة، فهم عرب مستعربة.

ووجدت أن صاحب الرحيق المختوم يأخذ بهذا الاتجاه، وقال ابن دريد في الجمهرة: العرب العاربة سبع قبائل (عاد، ثمود، عمليق، طسم، جديس، أميم، جاسم)، وقد انقرض أكثرهم إلا بقايا متفرقين في القبائل، وأول من انعدل لسانه عن السريانية إلى العربية يعرب بن قحطان، وهو مراد الجوهري بقوله: انه أول من تكلم العربية.

وفي (تفسير الألوسي): يقال إن لسان آدم كان عربياً، ومع طول العهد حُرِّف وصار سريانياً وهو منسوب إلى أرض سورية وبها كان نوح عليه السلام وقومه قبل الغرق، وكان يشاكل اللسان العربي إلا أنه محرف، وكان أيضاً لسان جميع من في السفينة إلا رجلا ًواحداً يقال له (جرهم) فإنه كان لسانه العربي الأول، فلما خرجوا من السفينة تزوج (إرم بن سام) من بناته وصار اللسان العربي في ولده (عوص أبي عاد) وعبيل، وجاثر أبي ثمود، وجديس، وسميت عاد باسم جرهم لأنه كان جدهم من الأم وبقي اللسان السرياني في ولد ارفخشد بن سام إلى أن وصل إلى قحطان من ذريته وكان باليمن فنزل هناك بنو إسماعيل عليه السلام فتعلم منهم بنو قحطان اللسان العربي، وقال ابن دحية: العرب أقسام الأول: عاربة، وهم الخلص، وهم تسع قبائل من ولد إرم بن سام بن نوح، والمتعربة وهم ليسوا بخلص، والمستعربة وهم بنو إسماعيل وهم ولد معد بن عدنان بن أدد، وفي تفسير اللباب لابن عادل: الصحيح إن العرب العاربة قبل إسماعيل.

أقول في هذا التقاطع والتداخل يحتار المرء البسيط غير المتخصص في من يتبع أو ممن يأخذ، فهلا انبرى مؤرخ ضليع لا يعتمد النقل دون التحقيق من إيضاح المسألة ؟!

 

عرب ومستعربون
علي محمد الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة